متلازمة مرعبة تُهدد كل من يُفرط في استخدام الهاتف الذكي!

في عالمنا الرقمي المتسارع، لم يعد الهاتف الذكي أداة ترفيه فقط، بل أصبح امتدادًا دائمًا لأجسادنا. نستخدمه للدردشة، العمل، اللعب، حتى في أوقات الراحة. لكن في زحمة هذه العادات، يغيب عن بالنا أن الاستخدام المفرط لهذا الجهاز الصغير قد يقودنا إلى أمراض غير متوقعة، بل وكارثية أحيانًا.
هذا ما حصل مع شاب ياباني يبلغ من العمر 25 عامًا، تحوّلت قصته إلى صدمة طبية، وتحذير عالمي، بعد أن أصيب بحالة نادرة تُعرف باسم “متلازمة الرأس المتدلي” (Dropped Head Syndrome) – وهي حالة تجعل المريض غير قادر على رفع رأسه مجددًا، ويُجبر على العيش بانحناءة دائمة، كما لو كان يحمل على كتفيه جبلًا من الألم.
تفاصيل القصة صادمة:
كان الشاب مدمنًا على ألعاب الفيديو بهاتفه الذكي، وقضى ساعات طويلة – أحيانًا تصل إلى 5 ساعات متواصلة – وهو منحنٍ فوق شاشته الصغيرة. في البداية شعر بآلام خفيفة في الرقبة، لم يعبأ بها كثيرًا. لكن مع مرور الوقت، تحولت الآلام إلى ضعف شديد، وأصبحت رقبته غير قادرة على حمل رأسه، حتى وصل إلى نقطة لم يستطع فيها النظر أمامه.
صور الأشعة كشفت الكارثة:
أظهرت الصور الطبية أن فقرات عنقه تعرضت لتشوه كبير، وتمدد غير طبيعي بسبب الوضعية الخاطئة المستمرة. حتى أن الأنسجة حول الرقبة بدأت تتشكل بطريقة غير طبيعية، كأن الجسم يحاول التكيّف مع الوضعية الخاطئة، ما سبّب في النهاية تدهورًا دائمًا.
المأساة لم تتوقف عند الرقبة فقط.
فالشاب بدأ يعاني من صعوبة في البلع، وآلام مزمنة في الكتفين، وفقدان ملحوظ في الوزن، لأنه لم يعد قادرًا على الأكل بشكل طبيعي.
الأطباء حاولوا التدخل بالأجهزة الطبية الداعمة، مثل أطواق الرقبة، لكنها لم تفلح. وكان الحل الوحيد إجراء عملية جراحية معقدة، تضمنت إزالة أجزاء من الفقرات المتضررة، وزرع براغٍ وقضبان معدنية في العمود الفقري، لمحاولة تثبيت الرأس من جديد.
لحسن الحظ، وبعد ستة أشهر من الجراحة، استطاع المريض أن يبدأ في استعادة قدرته على رفع رأسه، لكن ليس بالكامل. وسيعيش دائمًا تحت خطر تكرار المشكلة إذا عاد لعاداته القديمة.
ما هي متلازمة الرأس المتدلي؟
هي حالة نادرة تسببها ضعف شديد ومزمن في عضلات الرقبة، وتؤدي إلى عدم قدرة الشخص على إبقاء رأسه مرفوعًا. وتُعتبر هذه المتلازمة أكثر شيوعًا بين كبار السن، لكنها بدأت بالظهور مؤخرًا بين الشباب بسبب الإفراط في استخدام الهواتف الذكية.
أسبابها المحتملة:
الجلوس لفترات طويلة بوضعية خاطئة.
الاستخدام المستمر للهاتف مع انحناء الرأس للأسفل.
ضعف عضلات الرقبة والظهر بسبب قلة الحركة.
أمراض عضلية وعصبية نادرة، قد تتفاقم بفعل العادات السيئة.
علامات تحذيرية يجب الانتباه لها:
آلام مستمرة في الرقبة والكتفين.
الشعور بثقل في الرأس.
صعوبة في تحريك الرقبة أو رفع الرأس.
تنميل أو خدر في الأطراف العلوية.
مشاكل في البلع أو التنفس.
كيف تتجنب هذا المصير؟ نصائح الأطباء:
1. ارفع الهاتف إلى مستوى عينيك ولا تنحني إليه.
2. لا تستخدم الهاتف لأكثر من 30 دقيقة متواصلة دون راحة.
3. مارس تمارين الرقبة والكتفين بانتظام.
4. احرص على وضعية جلوس صحيحة عند استخدام الأجهزة الإلكترونية.
5. إذا شعرت بأي ألم مستمر، لا تتجاهله وراجع طبيبًا مختصًا.
في النهاية…
ربما نرى الهواتف كأدوات ضرورية في حياتنا اليومية، لكن الحقيقة أن الإفراط في استخدامها قد يدمر صحتنا من حيث لا ندري. قصة هذا الشاب الياباني ليست مجرد حالة طبية نادرة، بل إنذار صريح لكل شخص منا: