دوخة مفاجئة؟ لا تتجاهلها… قد تكون علامة على أمراض خفية تهدد توازنك وصحتك!

في لحظة غير متوقعة، قد يشعر الإنسان أن الأرض تدور من حوله، أو أنه على وشك الإغماء. البعض يصفها بالدوخة، آخرون يشعرون وكأنهم يفقدون السيطرة على توازنهم. هذه الدوخة المفاجئة التي قد تبدو بسيطة في البداية، قد تخفي وراءها مشكلات صحية خطيرة أو معقدة، بعضها مرتبط بالأذن، وأخرى بالقلب، أو حتى بالحالة النفسية.
في هذا التقرير، نستعرض معًا أسباب الدوخة، متى تستدعي القلق، وكيف يجب التعامل معها، بحسب ما أورده موقع “Betterhealth” الصحي الأسترالي، وتحليلات طبية موثوقة.
ما هي الدوخة؟ ولماذا يصعب وصفها؟
الدوخة ليست مرضًا بحد ذاته، بل عرضًا لمشكلة أخرى. وتتنوع أعراضها بين:
الشعور بعدم التوازن أو الثبات
الإحساس بالدوران (حتى وإن كان الجسد ثابتًا)
ميل إلى الإغماء
الغثيان والقيء
تعب عام
طنين أو ضغط في الأذنين
تشوش في الرؤية
صعوبة في التركيز
حركات غير طبيعية في العين
ويُلاحظ الأطباء أن بعض المرضى يعانون من صعوبة في تحديد وصف دقيق لما يشعرون به أثناء الدوخة، وهو أمر طبيعي، لكن من المهم الانتباه إلى جميع التفاصيل المرتبطة بالحالة: متى تبدأ؟ ما الذي يسبقها؟ ما المدة التي تستغرقها؟ هل ترتبط بالحركة أو الوضعية؟
أسباب شائعة قد لا تخطر في بالك
بحسب الموقع الطبي “Betterhealth”، فإن نصف حالات الدوخة تقريبًا تعود إلى مشاكل في الأذن الداخلية. هذه المنطقة مسؤولة عن توازن الجسم، وأي اضطراب فيها قد يؤدي إلى خلل مفاجئ في الإحساس بالمكان أو الاستقامة.
أشهر هذه الحالات تشمل:
1. الدوار الوضعي الحميد الانتيابي (BPPV):
يحدث عند تحريك الرأس بطريقة معينة، كالتقلب في السرير أو الوقوف بسرعة. ويشعر المصاب بدوار شديد لكنه قصير المدة.
السبب؟ تحرك جسيمات دقيقة داخل الأذن إلى موقع غير طبيعي، مما يخلّ بإشارات التوازن.
2. التهاب العصب الدهليزي أو المتاهة:
يظهر فجأة على شكل دوار قوي يستمر لأيام، مع غثيان وقيء. غالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية، ويؤثر على التوازن بشكل مؤقت لكنه مزعج جدًا.
3. داء منيير:
مرض نادر نسبياً، لكنه خطير، ويشمل نوبات متكررة من الدوخة مع طنين وفقدان سمع مؤقت.
يحدث نتيجة تراكم السوائل في الأذن الداخلية، ويصيب عادة الأشخاص بين سن 20 إلى 50 عامًا.
4. الصداع النصفي الدهليزي:
نوع من الشقيقة يرافقه دوار وعدم اتزان، ويمكن أن تستمر النوبة من دقائق إلى أيام.
المحفزات قد تكون: القيادة، الإضاءة القوية، أو مشاهدة شاشات تتحرك بسرعة.
5. القلق والتوتر:
لا يمكن إغفال العامل النفسي. فالقلق المزمن أو نوبات الهلع يمكن أن تسبب دوخة مفاجئة حادة، بسبب تسارع التنفس أو تغيرات في ضغط الدم أو فرط التنبه العصبي.
أسباب أقل شيوعًا… لكنها خطيرة
انخفاض ضغط الدم المفاجئ، خصوصًا عند الوقوف
اضطرابات القلب، مثل عدم انتظام النبض
أمراض الدماغ، كالسكتة أو الورم
نقص السكر في الدم
فقر الدم الحاد (الأنيميا)
الجفاف أو نقص الصوديوم
متى تصبح الدوخة إنذار خطر؟
ليست كل حالات الدوخة خطيرة، لكن عليك استشارة الطبيب فورًا إذا رافقتها الأعراض التالية:
فقدان الوعي
اضطراب في الكلام
ضعف أو خدر في أحد الأطراف
رؤية مزدوجة
ألم شديد في الرأس
صعوبة في المشي أو السقوط المتكرر
قيء مستمر أو حمى
هذه العلامات قد تشير إلى سكتة دماغية، نزيف داخلي، أو مشكلة في القلب، ولا يجوز التهاون معها.
كيف تتعامل مع الدوخة؟
ابقَ جالسًا أو مستلقيًا فور الشعور بها.
تجنب القيادة أو استخدام الآلات الثقيلة.
لا تنهض فجأة من السرير أو الكرسي.
اشرب ماءً كافيًا، خصوصًا في الجو الحار.
تجنب الكافيين والكحول إذا كنت تعاني من نوبات متكررة.
راقب ضغط الدم بانتظام.
مارس تمارين التوازن بإشراف طبي إن لزم الأمر.
الختام: عرض بسيط أم تحذير صامت؟
الدوخة ليست مجرد شعور مزعج أو طارئ بسيط. أحيانًا، تكون النافذة الأولى لمرض خفي قد لا يظهر بوضوح في بدايته. لذلك، إذا تكررت النوبات أو شعرت أنها مختلفة عن السابق، لا تتجاهلها… واستشر طبيبًا مختصًا فورًا.