اذهلت الجميع… شجرة من الجنة بيها اكثر من 40 نوعا من الفاكهة… السعودية كلها مقلوبة عليها !!

في ظل تصاعد المخاوف البيئية والأزمات المناخية التي باتت تهدد الأمن الغذائي العالمي، يتجه العلماء والمبتكرون نحو حلول غير تقليدية تجمع بين الاستدامة والإبداع ومن بين تلك الحلول التي بدت وكأنها خرجت من عالم الأساطير، تظهر “شجرة الأربعين فاكهة” كتحفة بيولوجية فريدة من نوعها، تبهر من يراها وتلهم من يسمع عنها.
شجرة من الجنة بيها اكثر من 40 نوعا من الفاكهة
تبدو هذه الشجرة وكأنها تنتمي إلى حديقة خيالية، إلا أنها واقع حيّ نبت من العلم والفن معًا. فقد استطاع الباحث والفنان الزراعي البروفيسور سام فان أكن، أستاذ الفنون في جامعة سيراكيوز الأمريكية، أن يخلق شجرة فريدة تنمو على أغصانها أكثر من 40 نوعًا مختلفًا من الفاكهة ذات النواة الحجرية مثل الخوخ، البرقوق، الكرز، المشمش، واللوز.
لكن الإبداع لا يتوقف عند الكم فقط، بل في أن كل فرع من الشجرة يزهر في وقت مختلف، بألوان مبهرة وعطور متنوعة، ما يجعلها تتحول في فصول الإزهار إلى لوحة فنية حيّة تنبض بالحياة وتروي قصة التنوع البيولوجي في أجمل صوره.
كيف وُلدت هذه المعجزة؟
اعتمد “فان أكن” على تقنية زراعية قديمة تُعرف باسم التطعيم (Grafting)، وهي عملية يتم فيها دمج فروع من أشجار فاكهة مختلفة في شجرة واحدة. لكن ما فعله كان يتجاوز الجانب الزراعي؛ إذ حولها إلى رمز فني وتعليمي يهدف إلى تسليط الضوء على خطورة فقدان التنوع الجيني للأشجار المثمرة بسبب التوسع في الزراعة الصناعية.
وبالفعل، أصبحت الشجرة مشروعًا واعيًا لحماية الأصناف النادرة من الفواكه، التي بدأت تختفي من الأسواق بسبب الاعتماد على عدد محدود من الأنواع التجارية.
من حديقة الفن إلى محافل العالم
لم تكن هذه الشجرة المدهشة مجرد مشروع بحثي أو تجربة فنية، بل وجدت طريقها إلى المحافل العالمية. فقد تم عرضها لأول مرة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث نالت اهتمامًا كبيرًا من خبراء المناخ والأمن الغذائي والتكنولوجيا الزراعية. وسرعان ما توسع المشروع إلى أوروبا، حيث زرع “فان أكن” نسخة سويسرية من الشجرة تنتج 40 صنفًا محليًا من التفاح، في محاولة لحفظ التراث الزراعي المحلي من الزوال.
شجرة من الجنة بيها اكثر من 40 نوعا من الفاكهة
لا تقتصر أهمية “شجرة الأربعين فاكهة” على شكلها الجمالي أو طابعها الغريب، بل تمثل نموذجًا عمليًا للزراعة المستدامة، من خلال:
تقليل استهلاك المياه والمبيدات الحشرية.
إنتاج أنواع متعددة من الفواكه من شجرة واحدة وفي مساحة محدودة.
دعم التنوع الوراثي للأصناف الزراعية.
إمكانية زراعتها في المدن والمناطق الحضرية الضيقة.
تحويل الحدائق والمدارس إلى مختبرات تعليم بيئي وغذائي حية.