في لحظات غير متوقعة، يشعر الكثير منا برعشة غريبة أو “نفضة” خفيفة في الجفن، تُعرف طبيًا باسم “ارتجاف العين” أو “رجفة الجفن”. هذا الشعور قد يختفي خلال ثوانٍ، وقد يتكرر لأيام دون سبب واضح.. لكن هل تساءلت يومًا: لماذا يحدث ذلك؟ وهل هي مجرد مصادفة عصبية أم إشارة من جسمك تُحاول لفت انتباهك لأمر أكثر جدية؟
في هذا التقرير، نستعرض الأسباب الأكثر شيوعًا لهذه الظاهرة، ونكشف ما إذا كان ارتجاف العين إشارة بسيطة أم تنبيه مبكر لمشكلة صحية أعمق.
أولاً: ما هو ارتجاف العين؟
ارتجاف العين هو حركة لا إرادية في عضلات جفن العين العلوي (وأحيانًا السفلي)، يحدث فجأة وغالبًا ما يكون غير مؤلم، لكنه يسبب انزعاجًا طفيفًا. قد يدوم لبضع ثوانٍ أو دقائق، وقد يتكرر عدة مرات خلال اليوم أو الأسبوع.
أسباب شائعة وراء ارتجاف العين:
1. الإجهاد الجسدي أو النفسي:
الإرهاق المستمر، ضغوط العمل، التوترات العاطفية أو قلّة النوم كلها عوامل تؤدي إلى تحفيز عضلات العين وجعلها ترتجف. هذا من أكثر الأسباب شيوعًا.
2. نقص في المغذيات (خصوصًا المغنيسيوم):
يُعتبر المغنيسيوم من المعادن الأساسية لعمل العضلات بشكل طبيعي. نقصه قد يؤدي إلى تشنجات عضلية بما في ذلك ارتجاف العين.
3. استهلاك الكافيين أو الكحول بكثرة:
الإفراط في شرب القهوة، الشاي، مشروبات الطاقة أو الكحوليات يمكن أن يسبب تهيجًا في الأعصاب، مما يؤدي إلى ارتجاف الجفن.
4. جفاف العين:
الجلوس الطويل أمام الشاشات، استخدام العدسات اللاصقة، أو التقدم في السن قد يسبب جفاف العين، والذي بدوره قد يؤدي إلى ارتجافها.
5. الإفراط في استخدام شاشات الهاتف أو الكمبيوتر:
التركيز الطويل والمستمر أمام الشاشات يجهد عضلات العين ويسبب اضطرابًا في الجفن.
متى يكون ارتجاف العين خطيرًا؟
رغم أن هذه الحالة غالبًا ما تكون بسيطة وتختفي من تلقاء نفسها، إلا أن بعض العلامات قد تشير إلى مشكلة أكثر خطورة، مثل:
استمرار الارتجاف لأكثر من أسبوع.
ارتجاف يشمل كامل الوجه أو الجفن يُغلق تمامًا.
تغير في الرؤية أو ازدواجية.
ألم في العين أو احمرار شديد.
إذا ظهرت هذه الأعراض، يجب استشارة طبيب عيون فورًا.
كيف تتعامل مع ارتجاف العين؟
الحصول على قسط كافٍ من النوم.
تقليل الكافيين والمشروبات المنبهة.
تطبيق كمادات دافئة على الجفن لتهدئة العضلات.
تجنب الإجهاد البصري عبر أخذ فترات راحة من الشاشات.
زيادة تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم مثل المكسرات، السبانخ، الشوكولاتة الداكنة، والأفوكادو.
رسالة من جسـمك… لا تتجاهلها!
في النهاية، ارتجاف العين ليس دائمًا مجرد أمر عابر، بل قد يكون تنبيهًا من جسدك بأنك بحاجة إلى الراحة، أو تغيير في نمط حياتك. لا تستهِن بالإشارات الصغيرة، فهي المفتاح في الوقاية من مشكلات صحية أكبر.
