في ذكراها.. أولى خطوات عزيزة راشد لارتداء الحجاب وابنتها فنانة مشهورة تتألق على خطاها!

في مثل هذا اليوم، ولدت واحدة من أبرز نجمات الفن في مصر خلال الثمانينات والتسعينات: الفنانة عزيزة راشد. رغم اختفائها المفاجئ عن الأضواء، إلا أن سيرتها الفنية والإنسانية لا تزال تلامس قلوب كثيرين، خاصة بعدما اتخذت قرارًا مفاجئًا قلب مسار حياتها رأسًا على عقب… قرار الاعتزال وارتداء الحجاب.
نجمة من زمن الأصالة: بداية مبكرة ومسيرة لامعة
بدأت عزيزة راشد مشوارها الفني على خشبة المسرح، وتألقت منذ اللحظات الأولى. كانت تمتلك حضورًا قويًا وصوتًا مؤثرًا، وقدرة على التعبير الدرامي دفعتها إلى الصفوف الأولى في عالم التمثيل المسرحي والتلفزيوني. تزوجت من المنتج المسرحي عبد القادر العايدي، الذي دعمها في العديد من أعمالها، خاصة على خشبة المسرح. ومن هذه الزيجة، أنجبت الفنانة أميرة العايدي، التي أصبحت لاحقًا من الوجوه المعروفة في الدراما المصرية.
أعمال فنية مميزة لم تُنسَ
لم تكن عزيزة راشد مجرد ممثلة عابرة، بل شاركت في أعمال شكلت جزءًا من ذاكرة الدراما المصرية. من أبرزها:
مسلسل كفر عسكر، حيث وقفت أمام عمالقة مثل صلاح السعدني، أحمد بدير، ودلال عبد العزيز. مسرحية الصعايدة وصلوا التي أصبحت من كلاسيكيات المسرح الجماهيري. ومسرحية واحد مش من هنا التي لاقت نجاحًا واسعًا.
على شاشة السينما، تركت بصمتها في أفلام متنوعة، منها:
لا عزاء للسيدات
زهرة البنفسج
عندما يسقط الجسد
البدرون
أبناء الصمت
ومن الحب ما قتل
ورغم أن شهرتها الأكبر كانت من خلال الأعمال التلفزيونية والمسرحية، فإن تلك الأدوار السينمائية أظهرت جانبًا آخر من موهبتها الفنية الرفيعة.
الاعتزال بعد “العار”: قرار مفاجئ هز الوسط الفني
عام 2010، شاركت عزيزة راشد في مسلسل العار، إلى جانب نخبة من النجوم مثل عفاف شعيب، حسن حسني، مصطفى شعبان، وأحمد رزق. لم يكن يعلم أحد أن هذا الدور سيكون آخر ظهور فني لها. بعد انتهاء تصوير العمل، قررت الاعتزال بشكل نهائي، والابتعاد عن الفن تمامًا، دون ضجة أو تصريحات نارية. كان القرار مفاجئًا، لكنه حمل في طيّاته نضجًا روحيًا، وحنينًا لحياة أكثر هدوءًا وتأملًا.
خطوتها الأولى نحو الحجاب: رحلة إيمانية بدأت من الكتب
في حوار نادر لها، كشفت عزيزة راشد عن السر الحقيقي وراء اعتزالها وارتدائها الحجاب. لم يكن الأمر وليد لحظة، بل جاء نتيجة رحلة تأمل وبحث روحي طويل. انضمت إلى معهد الدراسات الإسلامية كطالبة، رغم شهرتها، وكانت حريصة على دراسة مواد عميقة، مثل:
التصوف
معالم الشريعة الإسلامية
وقد تأثرت بشدة بكتابات الإمام أبو حامد الغزالي، الذي اعتبرته المرشد الروحي الذي غيّر حياتها. في كلمتها المؤثرة، قالت:
“كلما تعمّقتُ في كتبه، شعرت أنني أعود إلى ذاتي، وأن شيئًا في داخلي كان يبحث عن هذا النور…”.
وهكذا، كانت قراءاتها الروحية أولى خطواتها نحو الحجاب، لتكمل بعدها الطريق في صمت وإيمان.
ابنتها أميرة العايدي: استمرار المسيرة الفنية بروح الأم
رغم اعتزالها، لم تنقطع صلة عزيزة راشد بعالم الفن تمامًا، فابنتها أميرة العايدي أصبحت واحدة من أبرز الوجوه في الدراما المصرية الحديثة. قدمت أميرة عشرات الأدوار الناجحة، وتألقت في شخصيات مركّبة ومعقدة، وكأنها تسير على درب والدتها، لكن بطريقتها الخاصة.
رحلة حياة: من الأضواء إلى السكينة
عزيزة راشد لم تكن فنانة فقط، بل كانت إنسانة تحمل في قلبها إيمانًا حقيقيًا بأن الفن رسالة، لكن الحياة الروحية لا تقل أهمية عن النجاح المهني. ابتعدت عن الساحة الفنية، لكنها بقيت حاضرة في القلوب، وفي ذكرى ميلادها، لا نُحيي فقط موهبة فنية راقية، بل نُحيي امرأة عرفت كيف توازن بين الشهرة والإيمان، بين المجد والسكينة.