امرأة تتلقى رسالة من هاتف زوجها المتوفى منذ عامين!.. التحقيق يكشف المفاجأة الكبرى التي لم تكن بالحسبان!

“عزيزتي، لا تنسي إغلاق النوافذ الليلة، الجو سيكون عاصفًا”…
كانت هذه الرسالة القصيرة كافية لتجعل “ريما” تنهار أرضًا بالبكاء، ليس بسبب محتواها، بل لأن المرسل هو زوجها المتوفى منذ أكثر من سنتين!
في حادثة غريبة هزّت مدينة “ليستر” البريطانية وأثارت جدلاً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، تلقت امرأة في الأربعينات من عمرها رسالة نصية من رقم زوجها الراحل، الأمر الذي أعاد فتح جراحها القديمة… لكنه فتح معها أيضًا تحقيقًا جنائيًا غير متوقع!
الرسالة من القبر؟
ريما، التي كانت تعيش حياة هادئة نسبيًا بعد فقدان زوجها “توماس” في حادث سيارة مروع عام 2023، لم تكن تتوقع أن ترى اسمه مجددًا على شاشة هاتفها. الرسالة وصلت في ساعة متأخرة من مساء الأحد، وعلى الرغم من بساطتها، إلا أنها حملت في طياتها رعبًا وحنينًا وفضولًا قاتلًا.
في البداية، اعتقدت ريما أن الأمر لا يعدو كونه خللًا تقنيًا أو ربما مزحة ثقيلة من أحدهم، لكن الأمر تكرّر مرة أخرى بعد ثلاثة أيام، برسالة تقول:
“أنا بخير.. لا تقلقي، فقط اعتني بنفسك.”
هل عاد من الموت؟!.. تدخل الشرطة
لم تحتمل ريما هذا الغموض، وتقدمت ببلاغ رسمي إلى شرطة “ليسترشاير”.
وبعد تحقيق استمر أسبوعين، كشفت الجهات الأمنية مفاجأة لم تكن في الحسبان:
الهاتف الذي كان بحوزة “توماس” وقت وفاته، لم يُسجل ضمن الأدلة، ولم يتم تدميره أو إعادة تدويره. بل على العكس، أظهر تعقّب رقم الهاتف أنه تم تشغيله مؤخرًا في منطقة تبعد نحو 120 كم عن المدينة!
الصدمة: الرقم لم يُلغَ!.. واستُخدم من جديد!
تبين أن شريحة الهاتف الخاصة بزوجها لم تُلغَ بعد الوفاة، وبطريقة ما، تمت إعادة بيعها ضمن شحنات شرائح “مجددة” لشركة اتصالات محلية، والتي بدورها وزعتها على مستخدمين جدد. وبالتحقيق أكثر، عثرت الشرطة على المشتري الجديد للرقم: شاب في العشرين من عمره، كان قد اشترى هاتفًا مستعملًا مع شريحة مرفقة من أحد الأسواق الإلكترونية، واستخدم الرقم دون أن يدرك أنه كان يومًا ما وسيلة تواصل بين زوجين فرقتهما الحياة!
المفاجأة الأغرب: الرسائل لم تكن موجهة لها أصلاً!
عند مواجهة الشاب بالرسائل، اتضح أنه كان يرسلها لصديقته التي تحمل نفس الاسم “ريما”، وقد قام بنقل جهات الاتصال القديمة من هاتفه السابق، دون أن يعرف أن الرقم بات مرتبطًا بماضٍ أليم. الصدفة وحدها هي من أعادت فتح هذا الباب المغلق من الذكريات، وجعلت ريما تتلقى تلك الرسائل المشؤومة.
رسالة إنسانية من الشرطة وشركات الاتصالات
هذه الحادثة الغريبة دفعت شرطة “ليستر” إلى إصدار بيان رسمي، حذّرت فيه من خطورة إعادة بيع الشرائح القديمة دون التحقق الكامل من سجلها. كما حثّت شركات الاتصالات على تطهير الأرقام قبل إعادة إصدارها لتجنب مواقف مماثلة قد تسبب صدمات نفسية لأشخاص فقدوا أحبّاءهم.
ريما تختتم القصة بدموع الامتنان
رغم الصدمة العاطفية التي مرت بها، عبّرت ريما عن امتنانها لأن القصة انتهت بمبرر منطقي، قائلة:
“كنت على وشك تصديق أن الموت ليس نهاية، وأن توماس عاد ليطمئنني… لكن ما حدث ذكرني أن التقنية لا ترحم، ويجب أن نحسن التعامل معها حتى لا نعيد فتح جروح لا تلتئم.”
قصة ريما ليست مجرد حادثة غريبة، بل تنبيه إنساني عميق: حتى الأرقام تُخزّن الذكريات، وقد تتحول من وسيلة اتصال إلى أبواب أشباح مفتوحة!