أقتراحات عامة

تحذير طبي صادم: السكتة الدماغية الصغيرة ليست بسيطة كما تظن!.. دراسة تكشف عواقب طويلة الأمد تهدد الذاكرة والعقل!

في تقرير صادم نشرته صحيفة نيويورك تايمز، كشفت دراسة علمية حديثة عن نتائج مثيرة للقلق بشأن ما يُعرف بالنوبة الإقفارية العابرة (TIA)، أو ما يسميه البعض “السكتة الدماغية الصغيرة”. وعلى الرغم من أن هذه الحالة تُعتبر أقل خطورة من السكتات الدماغية الكاملة، إلا أن الأدلة الجديدة تؤكد أنها قد تترك آثارًا معرفية دائمة على المدى الطويل، تهدد الذاكرة، والوظائف العقلية، ونوعية الحياة.

قصة تحولت إلى جرس إنذار

قبل عشر سنوات، استيقظت السيدة كريستين كريمر من نومها لتفتح الباب لكلبها، دون أن تعلم أن ذلك الصباح سيغيّر حياتها إلى الأبد. تقول: “لم أستطع التحدث، وكانت يدي اليمنى شبه مشلولة، لكنني تجاهلت الأعراض وعدت للنوم”. لاحقًا، وبعد أيام من المعاناة مع وخز في الذراع وصعوبة في الكتابة والكلام، خضعت لفحص بالرنين المغناطيسي كشف أنها تعرضت لـ “سكتة دماغية صغيرة”.

كريستين ليست حالة فريدة؛ بل تمثل شريحة كبيرة من الناس الذين يصابون بنوبات TIA، لكنهم يستهينون بها بسبب زوال الأعراض سريعًا.

ماذا تقول الأرقام؟

تشير التقديرات الطبية إلى أن حوالي 240 ألف أمريكي يُصابون سنويًا بالنوبة الإقفارية العابرة، وهي حالة قد تستمر دقائق أو ساعات، ثم تختفي الأعراض تمامًا، مما يدفع كثيرين إلى تجاهلها وعدم التوجه إلى المستشفى.

لكن دراسة كبيرة نُشرت مؤخرًا في مجلة JAMA Neurology تابعت أكثر من 30 ألف شخص فوق سن 45 عامًا، لم يُسبق لهم الإصابة بأي سكتة دماغية. وتبين أن من أصيبوا لاحقًا بـ “TIA” أظهروا خلال خمس سنوات تراجعًا معرفيًا مشابهًا تمامًا لمن أُصيبوا بسكتة دماغية كاملة!

يقول الدكتور فيكتور ديل بيني، المشرف على الدراسة:

“حتى إن لم تحدث مضاعفات صحية كبيرة بعدها، إلا أن TIA تترك آثارًا عميقة على القدرات العقلية لمن يمرون بها.”

تحذير من خطر أكبر خلال 48 ساعة

يؤكد الأطباء أن نوبات TIA ليست تحذيرًا فقط، بل إشارة فعلية لخطر قادم. فالإحصاءات تظهر أن خطر الإصابة بسكتة دماغية كاملة خلال 90 يومًا بعد النوبة الصغيرة يتراوح بين 5% و20%، ونصف هذا الخطر يحدث خلال أول 48 ساعة فقط!

الدكتور كلايبورن جونستون من مركز هاربر هيلث في تكساس، يوضح:

“علينا أن نتعامل مع TIA كحالة طوارئ، وليست أمرًا عابرًا. العودة إلى الوضع الطبيعي لا تعني انتهاء الخطر.”

تعرف على الأعراض فورًا عبر “BE FAST”

لتجنب الكارثة، توصي جمعية القلب الأمريكية باستخدام طريقة “BE FAST” لتحديد الأعراض المبكرة:

B – Balance: فقدان التوازن.

E – Eyes: اضطرابات الرؤية المفاجئة.

F – Face: ترهل أو خدر في الوجه.

A – Arms: ضعف في الذراع أو الساق.

S – Speech: صعوبة أو تلعثم في الكلام.

T – Time: الوقت مهم جدًا… اطلب المساعدة فورًا.

التوصيات الطبية: لا تضيّع دقيقة واحدة

في ضوء هذه النتائج الخطيرة، تُشدد التوصيات الطبية المحدَّثة لعام 2023 على ما يلي:

إجراء تصوير دماغي وفحوص شاملة فور ظهور الأعراض. تقييم عوامل الخطر مثل ضغط الدم والسكري والكوليسترول. بدء العلاج بمضادات التجلط إذا لزم الأمر. تغيير نمط الحياة: التوقف عن التدخين، التحكم في الوزن والضغط، والابتعاد عن التوتر.

قصة أخرى ترويها المحامية المتقاعدة كارين هاوز (74 عامًا)، التي لم تلاحظ إصابتها بعدة نوبات TIA إلا خلال فحص روتيني، تقول:

“شعرت ببعض الإرهاق والارتباك الخفيف، لم أظن أبدًا أنني تعرضت لسكتة صغيرة. لو لم أقم بذلك الفحص، لما اكتشفت الأمر أبدًا.”

خلاصة المقال:

“السكتة الدماغية الصغيرة” ليست صغيرة كما نعتقد. هي في الحقيقة جرس إنذار خطير، قد يسبق سكتة كبيرة مدمرة. ورغم أن الأعراض قد تزول بسرعة، إلا أن آثارها على الدماغ قد تستمر لسنوات، وتؤثر على الذاكرة والتركيز والقدرات الذهنية.

لذلك، لا تستهِن بأي عرض مفاجئ… فكل دقيقة قد تعني الفرق بين الحياة الطبيعية والإعاقة. راقب جسدك… وتصرّف بسرعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!