رجل يستأجر منزلاً قديماً.. وفي أول ليلة يسمع همسات من الجدار! ما اكتشفه لاحقاً غيّر حياته للأبد!

في إحدى ضواحي المدينة، قرر رجل يُدعى “جيمس هارولد” ترك ضجيج الحياة الحديثة والبحث عن بداية جديدة أكثر هدوءًا وسلامًا. كان يبحث عن منزل ريفي قديم بطابع كلاسيكي، بعيد عن الفوضى، ووجد ضالته في إعلان على الإنترنت: “منزل عائلي كبير، بسعر مغرٍ، جاهز للسكن فورًا”.
لم يتردد كثيرًا، توجه إلى المنزل ووقع عقد الإيجار بعد جولة سريعة بدا فيها كل شيء طبيعياً.. الجدران الخشبية القديمة، النوافذ الطويلة، والمدفأة الحجرية التي تضفي لمسة من الدفء. لكن شيئًا في الجو كان غريبًا، إحساس خفيف بالرهبة، كأن الجدران تهمس بسر لا يريد أن يُكشف.
وفي أول ليلة له داخل المنزل، وبينما كان جيمس يقرأ كتاباً قبل النوم، بدأ يسمع صوتًا خافتًا جداً قادماً من الجدار خلف رأسه. همسات منخفضة، غير مفهومة، لكنها مستمرة. ظن للوهلة الأولى أنها مجرد تيارات هواء تتسلل بين أخشاب الجدران القديمة، أو ربما جيران يتحدثون في الخارج، لكن الأصوات كانت أقرب.. أشبه بكلمات غير واضحة تُقال من داخل الحائط نفسه!
في الليالي التالية، تكررت الهمسات. وفي بعض الأحيان، شعر وكأن أحدهم يراقبه من الزاوية المظلمة للغرفة. أطفأ الأنوار، وأدار الموسيقى، وحاول تجاهل ما يحدث، لكن الأصوات كانت تزداد وضوحًا.. وكأنها تحاول إيصال رسالة.
مدفوعًا بالفضول والخوف، قرر جيمس التحقيق. جلب أدوات بسيطة، وبدأ بفحص الجدار الذي تصدر عنه الهمسات. عند الطرق عليه، لاحظ أن جزءًا منه يصدر صوتًا مجوفًا. فبدأ بإزالة ألواح الخشب بحذر، ليكتشف خلفها فراغًا صغيرًا يحتوي على صندوق معدني قديم مغطى بالغبار.
فتح الصندوق بيدين مرتجفتين، ووجد داخله شيئًا مذهلاً: رسائل قديمة بخط يدوي أنيق، وصور فوتوغرافية بالأبيض والأسود، وخريطة صغيرة مرسومة يدويًا. الرسائل كانت موقّعة باسم “إليزابيث”، وتروي فيها قصة حبها لشاب يُدعى “جون” تم القبض عليه خلال الحرب العالمية الثانية، واتُّهم ظلماً بالخيانة.
الأكثر غرابة أن إحدى الرسائل تحدد بدقة موقع صندوق صغير دفنته إليزابيث في قبو المنزل، يحتوي على مجوهرات عائلتها التي كانت تخشى سرقتها.
تحمس جيمس وبدأ بالحفر في القبو وفقاً للخريطة، وفعلاً عثر على علبة صغيرة مطمورة تحت الأرض، بداخلها مجوهرات قديمة وقطعة قماش مطرزة تحمل أول حرفين من اسمي “جون وإليزابيث”.
لكن الأمر لم يتوقف هنا. ففي الليلة التالية، سمع همسات جديدة… هذه المرة كانت تقول: “شكرًا لك”. ومنذ تلك الليلة، توقفت الأصوات كلياً.
مدفوعًا بما حدث، قرر جيمس البحث في أرشيف المدينة عن تاريخ المنزل. ليكتشف أن المنزل شهد حادثة اختفاء غامضة في الأربعينيات، لعائلة لم يُعثر لها على أثر. وحين سلّم ما وجده للسلطات، فُتح التحقيق من جديد، وأكّدت تقارير الطب الشرعي أن المجوهرات تعود لعائلة تم الإبلاغ عن اختفائها قبل أكثر من 70 عامًا.
رسالة القصة:
هذه الحكاية، رغم غرابتها، تفتح أعيننا على حقيقة قد نغفل عنها: أن للمنازل القديمة ذاكرة، وأن كل لبنة في جدرانها قد تحمل قصة لم تُروَ، أو سرًا دفن تحت الأرض ينتظر من يكتشفه.
كما أنها تذكرنا بضرورة التأني قبل الإقامة في المنازل المهجورة، والتأكد من تاريخها، خاصة إذا كانت معروضة بأسعار زهيدة، فغالبًا ما يكون وراء ذلك قصة لم تُحكَ بعد.