صحة

فحص “بسيط” قد ينقذ حياتك: يكشف خطر أمراض القلب قبل 10 سنوات من ظهورها!

رغم أن أمراض القلب تُعرف بأنها “القاتل الصامت”، إلا أن دراسة علمية حديثة قدمت بارقة أمل مدهشة: فحصٌ بسيط قد يتنبأ بإصابتك بهذه الأمراض قبل عقدٍ كامل من ظهور أي أعراض!

فقد توصل باحثون من جامعة دندي في اسكتلندا إلى أن تصوير القلب بالرنين المغناطيسي يمكن أن يكشف مبكرًا عن التغيرات الخطيرة التي تطرأ على عضلة القلب، حتى قبل أن يُدرك الشخص أن قلبه في خطر.

كتلة البطين الأيسر… مؤشّر مبكر وخطير

شملت الدراسة أكثر من 5000 شخص لم يكن لديهم أي تاريخ مرضي يتعلق بأمراض القلب، لكن بعد متابعة استمرت لعشر سنوات، اكتشف العلماء أن زيادة كتلة البطين الأيسر للقلب تُعدُّ مؤشرًا واضحًا لاحتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل. والبطين الأيسر هو الغرفة الأساسية المسؤولة عن ضخ الدم إلى الجسم، وأي تضخم فيه قد يكون بمثابة “إشارة حمراء” مبكرة تشير إلى أن القلب بدأ يعاني في صمت.

الرجال والنساء… اختلاف في إشارات الخطر

ما كشفته الدراسة أيضًا يسلّط الضوء على فروقات مهمة بين الجنسين في أسباب الخطر.

عند الرجال: ارتبط تضخم البطين الأيسر بارتفاع ضغط الدم الانبساطي.

أما لدى النساء: فقد تبيّن أن الكوليسترول هو العامل المرتبط بزيادة الكتلة البطينية.

هذا الاكتشاف يعني أن مراقبة هذه المؤشرات وتفسيرها بشكل دقيق حسب الجنس قد يحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية.

البروفيسورة بيلش: “التشخيص المبكر قد ينقذ الأرواح”

أشارت قائدة الدراسة، البروفيسورة جيل بيلش، إلى أن القدرة على رصد التغيرات في القلب عندما لا يزال يعمل بكفاءة يُمثل فرصة ذهبية للتدخل المبكر.

وقالت:

“إذا استطعنا تحديد الأشخاص المعرضين للخطر قبل سنوات من إصابتهم الفعلية، فإن العلاج الوقائي يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح”.

القاتل الأول عالميًا

بحسب منظمة الصحة العالمية، تُعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة حول العالم، إذ تودي بحياة نحو 18 مليون شخص سنويًا، وهو رقم صادم يعكس خطورة هذه الحالة.

هل أنت في دائرة الخطر؟

بجانب العوامل الوراثية التي لا يمكن التحكم بها، هناك عادات يومية قد تكون قنابل موقوتة تؤدي إلى تدهور القلب دون أن نشعر، منها:

السمنة المفرطة

قلة النشاط البدني

التدخين

سوء التغذية

التوتر المزمن

لكن الآن، أصبح بالإمكان اتخاذ خطوة استباقية لحماية حياتك.

كيف يمكن إجراء الفحص؟

الفحص يتم عبر التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب، وهي تقنية غير جراحية، دقيقة وآمنة، تتيح للأطباء رؤية بنية القلب الداخلية بدقة، ومراقبة تغير حجم البطين الأيسر بشكل خاص. ورغم أن هذا الفحص لا يُجرى كإجراء روتيني حتى الآن، إلا أن هذه الدراسة قد تدفع السلطات الصحية لتوصية الفئات المعرّضة للخطر بإجرائه بانتظام، خاصة من لديهم تاريخ عائلي أو ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول.

الوقاية تبدأ اليوم… قبل أن يفوت الأوان

إذا كنت تبحث عن خطوة استباقية لحماية قلبك، فقد يكون هذا الفحص هو بداية الطريق. تخيّل أن اكتشاف بسيط اليوم قد يمنع أزمة قلبية مميتة بعد عشر سنوات!

فحياتك قد تعتمد على قرار بسيط… أن تطمئن على قلبك اليوم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!