اقتراحات

بعد مرور 25 عاماً على “كارثة مدمرة”.. الاستعداد لزلزال كبير جديد.. طوارئ شاملة !!

في ظل مرور 25 عاماً على “كارثة مدمرة” التي هزت تركيا في 1999، تشهد البلاد تحضيرات مكثفة لاحتمال وقوع زلزال كبير جديد، خاصة في مدينة إسطنبول التي تقع في منطقة نشاط زلزالي شمال صدع شمال الأناضول. هذه التحضيرات ليست مقتصرة على المؤسسات الحكومية فحسب، بل تشمل أيضاً القطاع المالي الذي يعد العمود الفقري للاقتصاد التركي.

إجراءات استباقية للبنوك التركية:

بدأت البنوك التركية في اتخاذ خطوات جدية ضمن خطط طوارئ شاملة لمواجهة أي كوارث طبيعية قد تهدد استقرارها واستمراريتها. على سبيل المثال، أنهى بنك دينيز التركي مؤخراً بناء برج في إسطنبول، لكنه لم يلبث أن بدأ البحث عن عقارات بديلة في مدن أخرى حول تركيا لضمان توافر مقرات بديلة في حال وقوع زلزال كبير. كما قام البنك المركزي التركي بنقل عدد من موظفيه إلى العاصمة أنقرة، في خطوة تعكس القلق المتزايد من إمكانية حدوث زلزال كبير في إسطنبول.

التحذيرات من خبراء الجيولوجيا:

خبراء الجيولوجيا يواصلون تحذيراتهم من احتمال وقوع زلزال مدمر في إسطنبول، المدينة التي تعتبر محوراً اقتصادياً وسياحياً مهماً لتركيا. المدينة التي يقطنها 16 مليون نسمة، تحتضن نحو 40% من المرافق الصناعية في البلاد وتستقبل سنوياً ما يقارب 17 مليون سائح، مما يجعل أي كارثة طبيعية فيها تهديداً كبيراً لاقتصاد البلاد.

دروس مستفادة من الكوارث السابقة:

لم تكن هذه الاستعدادات وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة لدروس قاسية تعلمتها تركيا من الكوارث السابقة، لاسيما زلزال قهرمان مرعش الذي ضرب جنوب شرق البلاد في 2023 وأسفر عن وفاة نحو 50 ألف شخص. تلك الكارثة أعادت إلى الأذهان الذكريات المؤلمة لزلزال مرمرة الكبير الذي ضرب منطقة غولجوك في 17 أغسطس 1999، والذي بلغت قوته 7.5 على مقياس ريختر، متسبباً في مقتل 18 ألفاً و373 شخصاً، وإصابة 48 ألفاً و901 آخرين، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل وتشريد السكان وتشكيل موجات تسونامي بارتفاع مترين ونصف المتر في بحر مرمرة.

خطط طوارئ شاملة واستعدادات مستقبلية:

تشمل خطة الطوارئ التي تنفذها البنوك التركية بناء إدارات ظل في مدن أخرى، وتعزيز البنية التحتية الرقمية لضمان استمرارية العمل في حالة وقوع زلزال. هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الاقتصاد التركي من الآثار المدمرة المحتملة لأي كارثة طبيعية جديدة.

وبينما تواصل تركيا استعداداتها لمواجهة ما قد يكون واحداً من أكبر التحديات الطبيعية في تاريخها الحديث، يبقى الأمل معقوداً على أن تكون هذه الاستعدادات كافية لتجنب تكرار مأساة “كارثة مدمرة”.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!