متى يتوقف قلب المدخن فجأة؟… سؤال صادم والإجابة أكثر رعباً… الأطباء يدقون ناقوس الخطر !!

يطرح الكثيرون هذا السؤال المخيف الذي يحمل في طياته قلقاً حقيقياً يلامس حياة الملايين حول العالم: متى يتوقف قلب المدخن فجأة؟ وهل يمكن للدخان أن يكون القاتل الصامت الذي يختبئ خلف عادة يومية تبدو للوهلة الأولى غير مؤذية؟ الأطباء اليوم يدقون ناقوس الخطر وبقوة، بعدما تراكمت الأدلة الطبية والعلمية التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن التدخين ليس فقط سبباً رئيسياً لأمراض القلب والشرايين، بل قد يكون السبب المباشر لتوقف مفاجئ للقلب، دون سابق إنذار.
في كل دقيقة تمر، هناك مدخن في مكان ما يضعف قلبه دون أن يشعر، وتزداد احتمالات تعرضه لسكتة قلبية أو ذبحة صدرية حادة قد تودي بحياته في لحظات. المشكلة الأكبر أن كثيراً من المدخنين لا يشعرون بأي أعراض واضحة في البداية، وقد يظنون أن الأمر مجرد إرهاق أو ضيق تنفس عابر أو حتى تعب نفسي. لكن الحقيقة أن القلب يعمل تحت ضغط مستمر بسبب المواد السامة التي يحتويها دخان السجائر، وأبرزها النيكوتين وأول أكسيد الكربون، وهما من أخطر المركبات التي تؤثر مباشرة على عضلة القلب والأوعية الدموية.
النيكوتين مثلاً يسبب تضيقاً شديداً في الشرايين ويزيد من معدل ضربات القلب بشكل غير طبيعي، ما يجهد عضلة القلب ويجعلها تعمل فوق طاقتها. أما أول أكسيد الكربون، فهو يقلل من كمية الأوكسجين المتوفرة في الدم، ما يعني أن القلب لا يحصل على الكمية الكافية من الأوكسجين اللازم لضخ الدم إلى الجسم بشكل طبيعي. وهذا الخلل المزمن قد يؤدي في أي لحظة إلى توقف مفاجئ للقلب، خاصة في حالات الإرهاق الشديد أو الانفعال أو حتى أثناء النوم.
الطبيب الأميركي المتخصص بأمراض القلب الدكتور جيمس ميرفي أكد في تقرير طبي حديث أن المدخنين معرضون بنسبة أعلى بنسبة ٧٠٪ مقارنة بغير المدخنين للإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة. وبيّن أن كثيراً من الحالات التي يصل بها المرضى إلى قسم الطوارئ بعد فقدان الوعي تكون نتيجة توقف القلب بسبب تراكم أضرار التدخين على مدى سنوات. وللأسف، في حالات كثيرة لا يُسعف الوقت لإنقاذهم.
وفي دراسات حديثة أخرى نُشرت في المجلة الأميركية لأمراض القلب، تبين أن التوقف المفاجئ للقلب بين المدخنين يحدث في الغالب في عمر أقل من خمسين عاماً، وهي أعمار لا يتوقع فيها الإنسان أن يعاني من مشكلات قلبية قاتلة. كما أظهرت الدراسة أن الإقلاع عن التدخين لمدة خمس سنوات فقط يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة تتجاوز ٥٠٪، مما يدل على أن الجسم قادر على التعافي بشكل تدريجي متى ما توقفت العادة الضارة.
لكن، ما الذي يدفع القلب للتوقف المفاجئ عند المدخنين؟ بحسب الأطباء، هناك ثلاث عوامل رئيسية تلعب دوراً مباشراً في هذا الخطر القاتل:
أولاً: التكلسات التي تتشكل في الشرايين التاجية بسبب الالتهاب المزمن الناتج عن التدخين، وهذه التكلسات تمنع وصول الدم بشكل كافٍ إلى عضلة القلب.
ثانياً: الارتفاع الحاد في ضغط الدم بسبب تنبيه النيكوتين المتكرر للجهاز العصبي، ما يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب بشكل مستمر.
ثالثاً: اختلال نبض القلب الناتج عن تأثير الدخان على كهربة القلب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتجاف بطيني مفاجئ، وهو أحد أكثر أسباب توقف القلب انتشاراً لدى المدخنين.
والأكثر خطورة أن هذه العوامل تعمل معاً بشكل خفي، دون أن تظهر بشكل جليّ على الإنسان في البداية. فالكثير من المدخنين يبدون في حالة صحية جيدة ظاهرياً، وقد لا يشعرون بأي أعراض مقلقة، إلا أن الخطر يكمن في تراكم الأضرار بشكل صامت إلى أن تأتي اللحظة القاتلة.
هل هناك علامات تحذيرية؟ نعم، رغم أنها قد تكون خفيفة في بعض الحالات، إلا أن أهم الأعراض التحذيرية التي يجب الانتباه لها لدى المدخنين هي: ضيق النفس عند بذل مجهود بسيط، ألم أو انقباض في الصدر خاصة عند صعود الدرج أو المشي، تسارع غير مبرر في ضربات القلب، دوخة مفاجئة أو شعور بالإغماء، وأحياناً، ألم في الكتف الأيسر أو الفك السفلي.
وفي ظل هذا الواقع المخيف، يبقى السؤال الأهم: ماذا يمكن أن نفعل؟ الجواب الأول والبديهي هو الإقلاع الفوري عن التدخين. فكل يوم يمضيه الإنسان دون دخان يمنح قلبه فرصة أكبر للشفاء. كما يُنصح بممارسة الرياضة بانتظام، وتناول طعام صحي، وتقليل التوتر النفسي، وإجراء فحوصات دورية لوظائف القلب، خاصة لمن تجاوز سن الأربعين أو لديه تاريخ عائلي لأمراض القلب.
أن قلب المدخن ليس آلة تعمل إلى الأبد، بل هو عضو حساس يتأثر بسرعة بكل ما يدخل إلى الجسم. والدخان هو العدو الأول الذي يهاجمه بصمت. توقف القلب المفاجئ ليس وهماً ولا حالة نادرة، بل حقيقة علمية مثبتة تدفع الأطباء إلى رفع صوت التحذير من جديد. والقرار الآن بيدك، إما أن تمنح قلبك فرصة للحياة، أو تتركه ضحية لعادات قاتلة.