“وداعًا لمسكنات الألم”… جذر طبيعي بقوة هائلة يزيل آلام المفاصل والروماتيزم في أيام معدودة !!

في العقود الأخيرة أصبح مرض التهاب المفاصل والروماتيزم من أبرز التحديات الصحية التي يواجهها ملايين الأشخاص حول العالم حيث تؤدي هذه الأمراض المزمنة إلى تقييد الحركة وتراجع جودة الحياة والاعتماد المستمر على المسكنات والعقاقير المضادة للالتهاب ورغم فعاليتها فإنها غالبا ما تحمل آثارا جانبية طويلة المدى مثل اضطرابات المعدة وضعف الكلى وارتفاع ضغط الدم.

وسط هذه المخاوف المتزايدة بدأ الباحثون في دراسة البدائل الطبيعية التي قد تقدم تخفيفا فعالا للألم والالتهاب مع درجة أمان أعلى ومن بين هذه الخيارات برز جذر الكركم وجذر الزنجبيل باعتبارهما من أكثر النباتات الطبية التي لفتت الأنظار لما تحتويه من مركبات فعالة مضادة للالتهاب أثبتت التجارب المخبرية والسريرية جدواها.

الكركم وصبغته الذهبية المضادة للالتهاب

الكركم نبات جذري موطنه الأصلي جنوب شرق آسيا ويستخدم منذ آلاف السنين في الطب الهندي التقليدي الأيورفيدا والطب الصيني لخصائصه العلاجية المادة الفعالة فيه هي الكركمين وهي مركب متعدد الفينولات يتميز بقدرته العالية على مقاومة الالتهابات المزمنة

نشرت مجلة أبحاث العلاج بالنباتات عام 2016 دراسة أجريت على 367 مريضا يعانون من التهاب المفاصل التنكسي تبين أن تناول مكملات الكركمين لمدة ثمانية أسابيع ساعد في تقليل الألم وتحسين وظائف المفاصل بدرجة قريبة من دواء الإيبوبروفين الشائع ولكن بدون حدوث الأعراض الجانبية المعدية المعروفة مع مضادات الالتهاب الصناعية.

كما أظهرت دراسة أخرى من جامعة أريزونا أن الكركمين يقلل من نشاط الإنزيمات المسؤولة عن الالتهاب مثل COX2 ويعمل على تثبيط العوامل الجزيئية التي تغذي الالتهاب المزمن في أنسجة المفاصل مما يفسر قدرته على التخفيف التدريجي من التورم والتيبس.

الزنجبيل الجذر الحار بمفعول مزدوج

الزنجبيل جذر استوائي عرف قديما كتوابل غذائية لكنه تحول اليوم إلى موضوع رئيسي في أبحاث علاج الألم والالتهاب يحتوي على مركبات تدعى جينجيرولات وشوغاولات وهي مواد تملك تأثيرا مضادا للالتهاب يشبه جزئيا تأثير مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لكن بطريقة طبيعية ألطف على المعدة.

في دراسة سريرية نشرت في مجلة علاج الألم عام 2014 تمت متابعة 247 مريضا مصابين بالفصال العظمي في الركبة حيث أظهرت النتائج أن تناول مستخلص الزنجبيل يوميا لمدة ستة أسابيع أدى إلى انخفاض الإحساس بالألم وتحسن القدرة على المشي مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي

وفي دراسة أخرى من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك تبين أن الزنجبيل يقلل من إنتاج البروستاغلاندينات وهي المركبات التي تسبب الالتهاب والألم في أنسجة المفاصل كما أنه يعزز تدفق الدم ويقلل من تيبس العضلات مما يجعله خيارا مثاليا للمرضى الذين يعانون من الروماتيزم.

آلية العمل العلمية

الكركم والزنجبيل يعملان عبر عدة مسارات بيولوجية أولا تقليل الإنزيمات المولدة للالتهاب ثانيا خفض الإجهاد التأكسدي الذي يضر بالغضاريف ثالثا تحسين الدورة الدموية الدقيقة حول المفاصل رابعا دعم جهاز المناعة في مواجهة التفاعلات الالتهابية غير الطبيعية

هذه الآليات مجتمعة تمنح هذين الجذرين قدرة فريدة على تهدئة الالتهاب المزمن وبالتالي الحد من الألم وتحسين حركة المفاصل في فترة قصيرة نسبيا عند الاستخدام المنتظم

طرق الاستهلاك

يمكن إضافة الكركم والزنجبيل إلى النظام الغذائي اليومي بطرق متعددة مثل غلي الجذر الطازج وشربه كشراب دافئ أو إضافته كمسحوق للتوابل في الأطعمة أو تناوله على شكل كبسولات تباع كمكملات غذائية

بعض الدراسات أشارت إلى أن الكركمين يمتص بشكل أفضل عند تناوله مع مادة البيبيرين الموجودة في الفلفل الأسود لذا ينصح بمزج الكركم بالقليل من الفلفل الأسود لتعزيز الفائدة

التحذيرات والاعتبارات

رغم أن الكركم والزنجبيل يعتبران آمنين بشكل عام إلا أن بعض الحالات تحتاج إلى الحذر مثل الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم أو أدوية للضغط والسكري إذ قد تحدث تداخلات دوائية لذلك يفضل استشارة الطبيب قبل استخدامهما بشكل مكثف خصوصا عند تناول جرعات عالية أو مكملات مركزة

لا يمكن القول إن الكركم أو الزنجبيل يغنيان بشكل كامل عن الأدوية الطبية لكنه من المؤكد أن إدخالهما ضمن نظام غذائي صحي قد يساعد المرضى في تقليل جرعات المسكنات وتحسين نوعية الحياة بطريقة طبيعية وأكثر أمانا من الاعتماد الكامل على العقاقير الصناعية

إن العودة إلى الطبيعة ليست بديلا عن الطب الحديث لكنها شريك داعم قوي وفي حالة آلام المفاصل والروماتيزم يثبت العلم يوما بعد يوم أن جذور بسيطة مثل الكركم والزنجبيل قد تكون مفاتيح ذهبية لتخفيف المعاناة والعيش بحركة أكثر راحة.