أطباء العيون في كندا يكشفون… سر هذه الفاكهة يقوي النظر ويحمي من العمى الليلي خلال أسابيع

تعد صحة العين من أكثر الجوانب الحيوية في حياة الإنسان، فهي النافذة التي نرى من خلالها العالم، وأي خلل فيها ينعكس على جودة الحياة بأكملها. في السنوات الأخيرة، تزايدت معدلات الإصابة بمشاكل البصر مثل ضعف النظر، جفاف العين، التنكس البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، إضافة إلى العمى الليلي الذي يجعل من الصعب على المريض الرؤية في ظروف الإضاءة المنخفضة. وفي خضم هذا القلق المتزايد، نشر أطباء في كندا دراسة طبية سلطت الضوء على دور بعض الفواكه الطبيعية في تقوية النظر وحماية العين من أمراض خطيرة خلال فترة وجيزة نسبيا.
من أبرز ما كشفت عنه الدراسة أن التوت الأزرق والعنب البري يحتويان على مركبات قوية تعرف باسم الأنثوسيانين، وهي صبغات طبيعية مضادة للأكسدة تحافظ على صحة شبكية العين وتحمي الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي العين. هذه المركبات أثبتت فعاليتها في تحسين تدفق الدم إلى العينين وتعزيز قدرة الشبكية على التكيف مع الظلام، مما يقلل من أعراض العمى الليلي.
كما أشار الأطباء إلى أن هذه الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة تساعد في محاربة الجذور الحرة التي تسرع من تلف الخلايا البصرية، وهو ما يجعلها وسيلة وقائية ضد أمراض مزمنة مثل إعتام عدسة العين والتنكس البقعي. وأكدت أبحاث أجريت في جامعة تورونتو أن تناول حصص يومية من التوت الأزرق على مدى أسابيع قليلة أدى إلى تحسن ملحوظ في قدرة المشاركين على الرؤية الليلية، بالإضافة إلى تحسين التركيز البصري وتقليل الإجهاد العيني الناتج عن استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة.
ولم يقتصر الأمر على التوت فقط، بل أوضح الباحثون أن الفواكه الغنية بالفيتامينات مثل البرتقال والجزر والمانجو التي تحتوي على فيتامين A وC، تساهم بدورها في حماية القرنية وتقوية أنسجة العين ومنع جفافها. الجمع بين هذه الفواكه ضمن نظام غذائي متوازن يخلق درعا طبيعيا يحافظ على النظر مع التقدم في العمر.
ومن الناحية الدينية، نجد أن الإسلام حث على الاعتناء بالصحة عموما، وقد ورد في القرآن الكريم ذكر بعض الفواكه مثل العنب والرمان كنعمة من نعم الله لعباده، وهو ما يشير إلى قيمتها الغذائية والصحية. فالاعتدال في الغذاء وتناول ما ينفع الجسد يدخل ضمن قول النبي صلى الله عليه وسلم: “المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف”، والقوة هنا تشمل صحة الجسد والبصر والعقل.
كما تدعم دراسات أخرى منشورة في المجلة الكندية لطب العيون أن اعتماد هذه الفواكه كجزء من نمط الحياة الصحي يقلل بنسبة كبيرة من الحاجة إلى المكملات الدوائية في بعض الحالات البسيطة من ضعف النظر. ومع ذلك، شدد الأطباء على ضرورة مراجعة أخصائي العيون بشكل دوري، خاصة مع التقدم في العمر أو عند ظهور أعراض مثل صعوبة الرؤية ليلا أو زغللة العين.
يمكن القول إن العلم الحديث يثبت يوما بعد يوم ما أشار إليه خبراء التغذية والأطباء حول العالم: أن الغذاء هو خط الدفاع الأول عن الصحة. وإضافة فواكه مثل التوت الأزرق والعنب البري إلى النظام الغذائي اليومي قد يحدث فارقا ملموسا في قوة النظر وصحة العين خلال فترة قصيرة. لذا فإن العناية بالعين لا تقتصر على الفحوص الطبية فقط، بل تبدأ من المائدة التي نجلس إليها يوميا.