منوعات عامة

طبيبة جزائرية شهيرة تكشف عن عشبة طبيعية لتعزيز الحيوية والطاقة عند الرجال

في زحام الحياة العصرية وضغوطها، يبحث الكثير من الرجال عن مصادر طبيعية لتعزيز طاقتهم وحيويتهم، لا سيما في إطار العلاقة الزوجية التي تُعد ركناً أساسياً من أركان الاستقرار النفسي والعائلي. بينما تغري الإعلانات بـ”حلول سحرية” ووعود خارقة، تظهر أصوات عاقلة من داخل المجال الطبي  تدعو إلى العودة إلى الطبيعة، ولكن بعين العلم والمنهجية.

من هذه الأصوات، تبرز الدكتورة نورة طالب، طبيبة جزائرية وباحثة في مجال الطب التكميلي والأعشاب، التي اكتسبت شهرة محترمة من خلال أبحاثها وندواتها التوعوية. تؤكد الدكتورة نورة في كل محاضراتها على مقولة أبقراط: “ليكن غذاؤك دواءك”، وتدعو إلى تبني نظرة متكاملة للصحة، حيث تكون الأعشاب الطبيعية فيها عامل داعم ومساند، وليس حلاً وحيداً أو سحرياً.

في هذه الرحلة المعرفية بين دفتي هذا المقال، لن نعدك بقدرات خارقة، ولكننا سنقدم لك دليلاً شاملاً ومفهوماً يعتمد على الأبحاث العلمية، لمساعدتك على تعزيز صحتك وحيويتك من خلال ما تقدمه لنا الطبيعة، مع التأكيد دائماً على أن أساس القوة يكمن في نمط الحياة المتوازن.

لقاء مع العقل المدبر – من هي الدكتورة نورة طالب؟

قبل الخوض في الأسرار الطبيعية، من الإنصاف أن نتعرف على المصدر. الدكتورة نورة طالب هي طبيبة جزائرية تخرجت من جامعة هواري بومدين للعلوم والصحة في الجزائر العاصمة، ثم حصلت على ماجستير في الطب التكميلي من إحدى الجامعات الأوروبية المرموقة.

تعمل الدكتورة نورة منذ ما يزيد عن ١٥ عاماً على جسر الهوة بين الطب الحديث والطب التقليدي، لا بروح الرفض للحديث، ولا بروح القبول الأعمى للتقاليد، ولكن بروح ناقدة تبحث عن الدليل. وهي معروفة بمقولة لها ترددها دائماً: “ليس كل ما ورثناه صحيح، وليس كل ما هو حديث يتناسب مع جميغنا. علينا أن نغربل تراثنا الطبيعي بمنخل العلم.”

من خلال مشاركتها في مؤتمرات طبية دولية ونشرها مقالات بحثية، سعت الدكتورة نورة إلى توثيق الأعشاب الجزائرية والمغاربية ودراسة فعاليتها بطريقة منهجية. مصدر شهرتها ليس الإعلانات الصاخبة، بل سمعتها العلمية بين زملائها وتأثيرها الإيجابي على آلاف المرضى الذين يتابعون نصائحها.

مصدر المعلومات: مقابلة مسجلة مع الدكتورة نورة في برنامج “صحتك كنز” على قناة “الجزائر الصحية” على اليوتيوب، بالإضافة إلى سيرتها الذاتية المنشورة على الموقع الرسمي للمركز الجزائري للطب التكميلي.

الركائز الذهبية للصحة والحيوية – الأساس الذي لا غنى عنه

تؤكد الدكتورة نورة في كل محاضراتها أن تناول أي عشبة، بغض النظر عن قوتها، دون الاهتمام بالأسس، يشبه “بناء قصر على رمال متحركة”. إليك الركائز التي تضعها قبل أي حديث عن الأعشاب:

١. الغذاء.. وقود الجسد والهرمونات

“الغذاء هو أول وأهم دواء”.. بهذه الجملة تبدأ الدكتورة نورة حديثها. وتنصح بالتركيز على:

· الزنك: معدن حيوي لإنتاج هرمون التستوستيرون. يتوفر في المأكولات البحرية (خاصة المحار)، اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، البقوليات، البذور (  بذور اليقطين والسمسم).

· فيتامين د: أظهرت عشرات الدراسات ارتباطه بمستويات الطاقة والصحة العامة. المصدر الأساسي هو التعرض لأشعة الشمس بشكل آمن، بالإضافة إلى الأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين)، وصفار البيض.

· الأوميغا ٣: دهون صحية مضادة للالتهابات تحسن صحة الدورة الدموية. موجودة في الأسماك الدهنية، بذور الكتان، الجوز.

· مضادات الأكسدة: تحارب الشوارد الحرة التي تسبب الإجهاد التأكسدي. تتوفر بكثرة في الفواكه الملونة (التوت، الرمان)، والخضروات الورقية، والشوكولاتة الداكنة.

٢. الحركة.. إيقاظ للطاقة الكامنة

لا تقول الدكتورة نورة “اذهب إلى الصالة الرياضية لساعات”، بل تنصح بـ الانتظام على أي نشيط. المشي السريع لمدة ٣٠ دقيقة أيام الأسبوع، تمارين القوة البسيطة (كالضغط والقرفصاء)، واليوغا لتخفيف التوتر، كلها كفيلة بتعزيز الدورة الدموية، وتحسين المزاج، ورفع مستويات الطاقة.

٣. النوم.. مصنع الإصلاح الداخلي

النوم العميق، ينتج الجسم غالبية هرمونات النمو والتستوستيرون التي تعزز بناء الأنسجة وتجديد الخلايا. تقول الدكتورة نورة: “٧-٨ ساعات من النوم المتواصل والعميق ليست رفاهية، بل هي استثمار حيوي في صحتك وحيويتك.”

٤. إدارة التوتر.. مفتاح التوازن الهرموني

عند التوتر المزمن، يفرز الجسم هرمون الكورتيزول، الذي يعطل بشكل مباشر إنتاج الهرمونات الذكرية ويستنزف الطاقة. توصي الدكتورة نورة بتقنيات بسيطة مثل تمارين التنفس العميق، قضاء وقت في الطبيعة، وممارسة الهوايات المحببة.

المصادر:

· دراسة عن تأثير الزنك على التستوستيرون في مجلة “Biological Trace Element Research”.

· تقرير من “National Sleep Foundation” حول أهمية النوم للصحة الهرمونية.

الأعشاب المساندة – بين التقاليد والأدلة العلمية

بعد تأسيس قاعدة نمط الحياة الصحية، تأتي دور الأعشاب كعامل داعم. تؤكد الدكتورة نورة أن هذه الأعشاب “تعمل على تحسين وظائف الجسم الطبيعية، وليس منحه قوى ليس بها.”

١. عشبة الماكا (Maca)

· أصلها: تنمو في مرتفعات بيرو.

· التقليد: استخدمها الإنكان منذ آلاف السنين لتعزيز الخصوبة والطاقة.

· ما يقوله العلم: تشير عدة دراسات، منها مراجعة نشرت في مجلة “BMC Complementary and Alternative Medicine”، إلى أن جذر الماكا قد يساعد في تحسين الرغبة الجنسية (الليبيدو) وتعزيز الخصوبة عن طريق تحسين عدد ونشاط الحيوانات المنوية. الجدير بالذكر أن معظم الدراسات لم تجد لها تأثيراً مباشراً على مستويات هرمون التستوستيرون في الدم، مما يعني أن آلية عملها مختلفة.

· كيفية الاستخدام الآمن: تتوفر على شكل مسحوق أو كبسولات. تبدأ بجرعة صغيرة (حوالي ١ جرام يومياً) وتراقب استجابة جسمك. استشر طبيبك إذا كنت تعاني من مشاكل في الغدة الدرقية.

٢. عشبة الجنسنج (Ginseng)

· أصلها: بعه أنواع، أشهرها الجنسنج الآسيوي (الكوري) والأمريكي.

· التقليد: تاج الأعشاب في الطب الصيني التقليدي، لتعزيز القوة والحيوية ومقاومة الإجهاد.

· ما يقوله العلم: وفقاً لموقع “WebMD” الطبي الموثوق، فإن الجنسنج معروف بخصائصه المقاومة للإجهاد (Adaptogen)، أي أنه يساعد الجسم على التكيف مع الضغوط الجسدية والعقلية. هذا التأثير غير المباشر يساهم في تحسين مستويات الطاقة والتركيز. كما أشارت بعض الدراسات المحدودة إلى احتمالية مساعدته في تحسين بعض جوانب الأداء الجنسي.

· كيفية الاستخدام الآمن: يفضل اختيار نوعية جيدة من الجنسنج. يمكن تناوله كشاي أو كبسولات. يفضل عدم استخدامه لفترات طويلة متواصلة دون استشارة طبية.

٣. عشبة الجنكة بيلوبا (Ginkgo Biloba)

· أصلها: من أقدم الأشجار على وجه الأرض.

· التقليد: في الطب الصيني لتحسين الذاكرة والدورة الدموية.

· ما يقوله العلم: الفائدة الرئيسية للجنكة، حسب معاهد الصحة الوطنية الأمريكية (NIH)، هي تحسين تدفق الدم في الجسم كله، بما في ذلك الأطراف والدماغ. من خلال تحسين الدورة الدموية العامة، قد تساهم في دعم الوظائف الجسدية.

· كيفية الاستخدام الآمن: تتوفر على شكل كبسولات أو مستخلص سائل. لا تتناولها إذا كنت تستخدم مميعات للدم مثل الأسبرين أو الوارفارين دون إذن الطبيب.

المصادر:

· مراجعة حول عشبة الماكا في “BMC Complementary and Alternative Medicine”.

· صفحة معلومات الجنسنج على موقع “WebMD” الموثوق.

· صفحة حقائق الجنكة بيلوبا على موقع “National Center for Complementary and Integrative Health” (NCCIH).

نصائح عملية للاستخدام الآمن والفعال

لكي تكون رحلتك مع الأعشاب آمنة ومثمرة، تقدم الدكتورة نورة هذه الوصايا الذهبية:

1. استشارة الطبيب أولاً: هذه خطوة غير قابلة للمساومة. استشر طبيبك قبل تناول أي عشبة، خاصة إذا كنت:

· تعاني من أي أمراض مزمنة (ضغط، سكري، قلب، غدة درقية).

· تتناول أي أدوية موصوفة (خاصة مميعات الدم).

· تعاني من أي حساسية.

2. الجودة فوق السعر: سوق الأعشاب مليء بالمنتجات المغشوشة أو قليلة الجودة. اختر علامات تجارية موثوقة ومعروفة بمعاييرها العالية في التنقية والتصنيع.

3. الجرعة الآمنة: “الزيادة في الشيء جميعه ضارة”. ابدأ دائماً بأقل جرعة موصى بها على العبوة وراقب استجابة جسمك لمدة أسبوعين قبل التفكير في زيادة الجرعة.

4. الصبر مفتاح النتائج: الأعشاب ليست أدوية كيميائية سريعة المفعول. قد تحتاج إلى استخدامها بانتظام لمدة ٤ إلى ٨ أسابيع لملاحظة تأثيرها التراكمي.

5. احذر الوعود البراقة: أي منتج يعدك “بنتائج خارقة بين ليلة وضحاها” هو على الأرجح منتج احتيالي أو خطير. الثقة بالمصادر العلمية هي درعك الواقي.

في نهاية هذه الرحلة مع حكمة الدكتورة نورة طالب، نستطيع أن نخلص إلى أن القوة الحقيقية والحيوية المستدامة لا تأتي من عشبة سحرية، بل تأتي من نهج حياة متكامل. الأعشاب الطبيعية المذكورة يمكن أن تكون أدوات رائعة في صندوق أدواتك الصحية، ولكنها ستبقى أدوات مساعدة.

الاستثمار الحقيقي هو في جودة طعامك، في حركتك اليومية، في نومك العميق، وفي سلامك النفسي. هذه هي الركائز التي تبنى عليها صحة قوية وعلاقة زوجية سعيدة ومستقرة.

كما قالت الدكتورة نورة في إحدى محاضراتها: “علاقتك بجسدك مثل علاقتك بحديقتك، لا يمكنك أن ترمي لها ببعض الحبوب ثم تنتظر أن تزهر. إنها تحتاج إلى رعاية يومية، تربة خصبة، ماء نقي، وشمس دافئة. عندها فقط، ستزهر بأجمل صورة.”

إخلاء المسؤولية: هذه المقالة لأغراض التوعية الصحية فقط ولا تغني عن استشارة الطبيب المتخصص. لا تستخدم أي عشبة كبديل عن العلاج الطبي الموصوف لك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!