منوعات عامة

رائحة غريبة من الجسم قد تكون إشارة مبكرة مرتبطة بسرطان البنكرياس دون أن تدري

سرطان البنكرياس يُعد واحدًا من أخطر أنواع السرطانات على الإطلاق، حيث يُعرف بلقب “القاتل الصامت” لأنه غالبًا لا يظهر في مراحله المبكرة بأعراض واضحة. ولهذا السبب يحاول العلماء حول العالم البحث عن إشارات خفية قد تساعد في اكتشاف المرض مبكرًا. ومن بين الاكتشافات المدهشة في السنوات الأخيرة، وجود روائح معينة أو تغيّرات في رائحة الجسم قد ترتبط باضطرابات التمثيل الغذائي الناتجة عن أورام البنكرياس. هذه النتائج لم تأت من فراغ، بل من دراسات وتجارب علمية بدأت تلفت الانتباه عالميًا.

كيف يمكن للرائحة أن تكشف عن الأمراض؟

الجسم البشري يفرز روائح نتيجة عمليات الأيض التي تحدث داخل الخلايا. عند الإصابة بمرض خطير مثل السرطان، تتغير هذه العمليات، وتنتج عنها مواد كيميائية متطايرة Volatile Organic Compounds (VOCs) يمكن أن تظهر في:

رائحة العرق.

رائحة النفس.

وحتى إفرازات الجلد.

وقد أثبتت أبحاث سابقة أن بعض الأمراض مثل السكري وأمراض الكبد والكلى يمكن التعرف عليها من خلال تغيّر الروائح المنبعثة من الجسم.

الدراسات المتعلقة بسرطان البنكرياس والروائح

في دراسة نُشرت بمجلة Journal of Breath Research، وجد الباحثون أن الهواء الزفير لمرضى سرطان البنكرياس يحتوي على تركيزات مختلفة من مركبات كيميائية مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

تجربة أخرى اعتمدت على الكلاب المدربة أظهرت قدرة مذهلة على تمييز رائحة المصابين بسرطان البنكرياس بدقة عالية تصل إلى 90%.

هذه النتائج تشير إلى أن الجسم يفرز إشارات كيميائية يمكن أن تُستغل يومًا ما لتطوير فحوصات تشخيصية مبكرة.

ما هي الرائحة الغريبة التي قد تشير للخطر؟

لا يوجد وصف محدد وواضح للرائحة لأن الأبحاث لا تزال في مراحلها الأولى، لكن بعض التقارير الطبية تشير إلى أن التغير قد يظهر في شكل:

رائحة حادة أو نفاذة غير معتادة في العرق.

تغير في رائحة النفس حتى مع نظافة الفم الجيدة.

إحساس دائم برائحة غير مفسرة في الملابس أو الفراش.

من المهم جدًا التوضيح أن هذه العلامات ليست دليلاً قاطعًا على الإصابة بالسرطان، لكنها قد تكون مؤشرًا على أن الجسم يمر بخلل يستدعي الفحص الطبي.

لماذا سرطان البنكرياس خطير جدًا؟

يتطور بصمت ودون أعراض واضحة.

غالبًا يتم اكتشافه في مراحل متأخرة.

يرتبط بعوامل خطورة مثل:

التدخين.

السمنة.

مرض السكري المزمن.

العوامل الوراثية.

ولهذا السبب فإن أي إشارة مبكرة قد تُسهم في إنقاذ حياة الآلاف إذا تم التعامل معها بجدية.

ماذا يفعل الأطباء حاليًا؟

العلماء يطورون حاليًا أجهزة تعتمد على تحليل الروائح المتطايرة من النفس أو العرق، تشبه في عملها “أنف إلكتروني”، يمكنها مستقبلاً أن تصبح أداة للكشف المبكر عن السرطان. وإذا نجحت هذه التقنية، فقد تتحول إلى فحص روتيني بسيط يساعد على التشخيص المبكر وإنقاذ الأرواح.

نصائح للوقاية ودعم صحة البنكرياس

حتى مع عدم وجود وسيلة مؤكدة للوقاية من سرطان البنكرياس، هناك خطوات عملية تقلل المخاطر:

1. الإقلاع عن التدخين: أهم عامل مرتبط بالمرض.

2. الحفاظ على وزن صحي: تقليل السمنة يقلل احتمالية الإصابة.

3. الغذاء المتوازن: تناول الفواكه والخضروات وتجنب الدهون المشبعة.

4. مراقبة مرض السكري: التحكم في مستويات السكر يقلل الضغط على البنكرياس.

5. مراجعة الطبيب عند أي أعراض غير مفسرة مثل ألم متكرر بالبطن أو تغيرات في الهضم أو فقدان الوزن.

رائحة الجسم قد لا تكون مجرد تفصيلة صغيرة أو عابرة، بل ربما تحمل أسرارًا عن صحتنا الداخلية. ومع أن الأبحاث حول ارتباط الروائح بسرطان البنكرياس ما زالت في بداياتها، إلا أن النتائج الأولية مثيرة للغاية، وتفتح الباب لتقنيات تشخيص جديدة قد تغير مستقبل الطب. وحتى ذلك الحين، يبقى الوعي الصحي، والمتابعة الطبية المبكرة، والاهتمام بعادات الحياة، هي أفضل وسيلة لحماية البنكرياس من الأمراض الخطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!