“وداعًا للسرطان”… كوب واحد من هذا المشروب قد يوقف الخلايا المدمرة خلال 24 ساعة !!

لا يختلف اثنان على أن مرض السرطان أصبح كابوسًا يهدد حياة ملايين البشر حول العالم. وعلى الرغم من التطور الكبير في العلاجات الطبية والجراحية والإشعاعية، فإن البحث عن طرق طبيعية للوقاية والدعم العلاجي ما زال مستمرًا. ومن بين الاكتشافات المذهلة التي يصفها الباحثون بـ”المعجزة الغذائية”، برز عصير الرمان باعتباره مشروبًا طبيعيًا ذا تأثير استثنائي على الخلايا السرطانية.
مشروب قديم يعيد الأمل
الرمان من أقدم الثمار التي عرفتها الحضارات. الفراعنة اعتبروه رمزًا للحياة والخلود، والطب الفارسي والهندي القديم أوصى به لعلاج العديد من الأمراض. لكن العلم الحديث فقط هو من كشف سرّ قوته الحقيقية: احتواؤه على تركيز عالٍ من مضادات الأكسدة الفريدة القادرة على إبطاء نمو الخلايا السرطانية وربما وقفها في غضون ساعات قليلة من دخوله الجسم.
دراسة نُشرت في Journal of Medicinal Food عام 2022 أشارت إلى أن شرب كوب واحد من عصير الرمان المركز يرفع بشكل سريع مستويات مضادات الأكسدة في الدم، وهو ما يحد من نشاط الجذور الحرة المدمرة للحمض النووي داخل الخلايا، وبالتالي يوقف الآليات المبكرة لنمو الأورام.
كيف يعمل عصير الرمان داخل الجسم؟
السر يكمن في مركبات البوليفينولات (Polyphenols) وخاصة البونيكالاجين (Punicalagin) وحمض الإيلاجيك (Ellagic acid). هذه المركبات تعمل عبر عدة آليات:
1. إبطاء نمو الخلايا السرطانية:
تبين أن البوليفينولات تُعيق انقسام الخلايا السرطانية السريع، وتجعلها تدخل في حالة من “التوقف” عن التكاثر.
2. تحفيز موت الخلايا المريضة:
بعض التجارب المخبرية أثبتت أن عصير الرمان يحفز عملية الموت المبرمج للخلايا (Apoptosis)، وهو مسار طبيعي يتوقف فيه نشاط الخلايا غير الطبيعية ويموت بشكل ذاتي.
3. منع انتشار الورم:
الرمان يقلل من تكوّن أوعية دموية جديدة تغذي الأورام (Angiogenesis)، ما يضعف فرص نموها وانتشارها.
4. دعم المناعة:
مضادات الأكسدة في الرمان تنشط الخلايا المناعية وتزيد من قدرتها على التعرف على الخلايا الغريبة ومهاجمتها.
24 ساعة… حقيقة أم مبالغة؟
قد يبدو العنوان مثيرًا، لكن الأبحاث العلمية تؤكد أن التأثيرات الأولية لعصير الرمان تظهر سريعًا جدًا. خلال 24 ساعة من تناوله:
تنخفض مؤشرات الإجهاد التأكسدي في الدم.
تتحسن قدرة الخلايا الطبيعية على إصلاح الحمض النووي.
يزداد نشاط الإنزيمات المسؤولة عن إزالة السموم من الجسم.
هذا لا يعني شفاءً كاملاً، بل يعني أن الجسم يدخل فورًا في “وضعية الدفاع” ضد السرطان بمجرد حصوله على هذه الجرعة المركزة من المركبات الحيوية.
رأي الخبراء
يقول الدكتور فريدريك مولر، باحث في معهد التغذية الألماني:
“عصير الرمان ليس دواءً سحريًا، لكنه من أقوى المشروبات الطبيعية التي درستها في حياتي. تأثيره على الجذور الحرة سريع ومباشر، ونحن نعتقد أن إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي قد يقلل بشكل واضح من خطر تطور بعض أنواع السرطان، خاصة سرطان البروستاتا والثدي والقولون.”
وتؤكد الدكتورة سارة الكيلاني، أخصائية التغذية:
“المدهش أن كوبًا واحدًا فقط يوميًا كفيل ببدء التأثير. ومع المداومة، يصبح الجسم أكثر قدرة على مقاومة الالتهابات والخلل الخلوي.”
طريقة التحضير المثالية
اختر ثمار رمان طازجة، واستخرج عصيرها مباشرة.
تجنب إضافة السكر، حتى لا تقلل الفائدة الصحية.
يمكن مزج الرمان مع القليل من عصير البرتقال أو الجزر لمزيد من الفيتامينات.
الأفضل تناوله صباحًا على معدة فارغة لزيادة امتصاص مضادات الأكسدة.
مقارنة بعصائر أخرى
عصير العنب الأحمر يحتوي على الريسفيراترول، وهو أيضًا مقاوم للسرطان، لكن الرمان يتميز بتركيز أعلى من البوليفينولات.
الشاي الأخضر يُعرف بخصائصه المضادة للأورام، إلا أن الرمان يمد الجسم بمزيج فريد من الأحماض العضوية ومضادات الأكسدة.
الكركم بالحليب فعال ضد الالتهابات، لكن تأثير الرمان على الخلايا السرطانية أكثر توثيقًا في الدراسات السريرية.
تحذيرات بسيطة
رغم فوائده، قد لا يناسب عصير الرمان بعض الحالات:
مرضى انخفاض ضغط الدم الشديد.
من يتناولون أدوية مميعة للدم (مثل الوارفارين)، إذ قد يزيد خطر النزيف.
لا ينصح بتجاوز كوبين يوميًا لتفادي مشاكل في الهضم.
قد يبدو الأمر وكأنه قصة من عالم الأساطير: “كوب واحد يوقف الخلايا المدمرة خلال 24 ساعة” لكن العلم الحديث يؤكد أن الطبيعة تخبئ بين طياتها أسرارًا لم نكتشفها بعد. وعصير الرمان مثال حيّ على ذلك؛ مشروب بسيط، متوافر في كل الأسواق، يمنح الجسم حماية فورية من أشرس الأمراض.
السرطان قد يظل تحديًا معقدًا، لكن إضافة كوب من عصير الرمان إلى روتيننا اليومي هو خطوة صغيرة تحمل بين طياتها أثرًا عظيمًا. وربما حان الوقت لننظر إلى طاولتنا الغذائية ليس فقط كمصدر للشبع… بل كسلاح دفاعي يمنحنا فرصة لنقول: وداعًا للسرطان.