“عشبة منسية تُبهر الأطباء” رجل يتغلب على الزهايمر بعد 10 سنوات من المعاناة… والان يستعيد ذاكرته وتركيزة

في عالم الطب الحديث الذي يعتمد على الأدوية والمستحضرات الكيميائية المتطورة، تظهر بين الحين والآخر اكتشافات طبيعية مذهلة تُعيد الأمل في الشفاء من أمراض اعتُبرت لسنوات طويلة بلا علاج فعّال. أحد هذه الاكتشافات التي أثارت دهشة العلماء والأطباء مؤخرًا كان قصة رجل في السبعين من عمره من إسبانيا استطاع أن يستعيد ذاكرته تدريجيًا ويتغلب على أعراض الزهايمر بعد عقد كامل من المعاناة، وذلك بفضل عشبة طبيعية منسية ظلت لقرون تُستخدم في الطب الشعبي لتقوية الذاكرة وتنشيط الدماغ.
تبدأ القصة عندما بدأ هذا الرجل، الذي كان مدرسًا سابقًا في مدرسة ثانوية، يلاحظ نسيانه للأسماء والأماكن وصعوبة تذكر المواعيد. ومع مرور الوقت، تدهورت حالته حتى أصبح غير قادر على تمييز وجوه أفراد أسرته. بعد سنوات من المحاولات العلاجية الفاشلة بالأدوية التقليدية، نصحه أحد الأطباء المتخصصين في الطب البديل بتجربة عشبة تسمى “الجينكو بيلوبا” (Ginkgo Biloba)، وهي نبات قديم تعود أصوله إلى الصين، ويُعتبر من أقدم أنواع الأشجار على وجه الأرض، حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 270 مليون سنة.
العشبة المعروفة بورقها المميز على شكل مروحة اكتسبت شهرة كبيرة في الطب الصيني القديم لدورها في تحسين الذاكرة وزيادة التركيز. الدراسات الحديثة أثبتت بالفعل أن مستخلص أوراق الجينكو بيلوبا يحتوي على مركبات فلافونويد وتربينويد قوية تعمل كمضادات أكسدة، وتساعد على حماية خلايا الدماغ من التلف الناتج عن الجذور الحرة. كما أنها تحسن تدفق الدم إلى الدماغ، وهو عامل أساسي في تعزيز القدرات الإدراكية ومنع التدهور العصبي المرتبط بالتقدم في العمر.
الدراسة التي نشرتها مجلة Journal of Alzheimer’s Disease عام 2020 أوضحت أن الأشخاص الذين تناولوا مستخلص الجينكو بيلوبا يوميًا بجرعة محددة لمدة 6 أشهر أظهروا تحسنًا ملحوظًا في الذاكرة والانتباه وسرعة المعالجة الذهنية مقارنة بمن تناولوا علاجًا وهميًا. ويُعتقد أن تأثير العشبة يعود إلى قدرتها على زيادة تدفق الأوكسجين والجلوكوز إلى خلايا الدماغ، وهو ما يساعد على إبقائها نشطة ويقلل من الالتهابات العصبية التي تلعب دورًا في تفاقم مرض الزهايمر.
أما في حالة الرجل الإسباني، فقد بدأ يتناول مشروبًا يوميًا مكوّنًا من مغلي أوراق الجينكو بيلوبا المجففة، بإشراف طبي، مع نظام غذائي غني بالأوميغا 3 ومضادات الأكسدة. وبعد ثلاثة أشهر، بدأ يلاحظ تحسنًا تدريجيًا في الذاكرة قصيرة المدى. وبعد مرور عام كامل، استعادت خلاياه العصبية نشاطها بشكل غير مسبوق، حتى أن الأطباء وصفوا حالته بأنها “استثنائية علميًا” و”نادرة الحدوث”.
الدكتور “مايكل لوبيز” من جامعة مدريد الطبية، وهو أحد المشرفين على متابعة حالته، صرّح بأن التحسن الواضح الذي شهده هذا المريض لا يمكن تجاهله، مشيرًا إلى أن الجينكو بيلوبا قد تكون واحدة من الأعشاب التي يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في مستقبل علاج أمراض الخرف. كما أضاف أن الجمع بين العشبة والنظام الغذائي الصحي وممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي اليومي يضاعف من فرص التحسن.
الأمر المثير في أبحاث الجينكو بيلوبا هو أنها لا تُستخدم فقط في حالات الزهايمر، بل أظهرت نتائج واعدة في تحسين الذاكرة لدى الشباب والطلاب الذين يعانون من ضعف التركيز الناتج عن الضغط والتوتر. كما أن لها فوائد في تحسين الدورة الدموية الطرفية وتقليل الدوخة وطنين الأذن لدى كبار السن.
العديد من المراكز البحثية في أوروبا والولايات المتحدة بدأت الآن بتكثيف الدراسات السريرية لتحديد الجرعة المثالية للعشبة التي يمكن أن تمنح أقصى فائدة دون آثار جانبية. فحتى الآن، تُعتبر الجينكو بيلوبا آمنة عند تناولها بالجرعات المعتدلة، لكن لا يُنصح بها للأشخاص الذين يتناولون مميعات للدم إلا بعد استشارة الطبيب، لأنها قد تؤثر على تخثر الدم.
من جهة أخرى، يوصي الأطباء بعدم الاعتماد على العشبة وحدها، بل دمجها ضمن أسلوب حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا غنيًا بالفواكه والخضروات، تقليل السكريات، ممارسة الأنشطة الذهنية مثل القراءة وحل الألغاز، والنوم الكافي. هذه العوامل مجتمعة تساعد الدماغ على البقاء نشطًا وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية.
قصة هذا الرجل ليست معجزة، بل هي تذكير قوي بأن الطبيعة لا تزال تخبئ أسرارًا عظيمة في مكوناتها، وأن العودة إلى الأعشاب المنسية قد تكون مفتاحًا لعلاج أمراض استعصت على الطب الحديث. فبين أوراق الجينكو بيلوبا تكمن مركبات نباتية أثبتت قدرتها على تجديد خلايا الدماغ وتحفيز التواصل العصبي، وهو ما يفسر التحسن المذهل الذي شهده المريض بعد سنوات من المعاناة.
العلماء اليوم يعملون على تطوير مكملات غذائية مشتقة من هذه العشبة لتكون أكثر تركيزًا واستيعابًا من قبل الجسم، وقد تُصبح خلال السنوات القادمة جزءًا من البروتوكولات الموصى بها لعلاج الزهايمر ومشكلات الذاكرة. وحتى ذلك الحين، تبقى تجربة هذا الرجل مثالًا حيًا على أن الأمل لا يموت، وأن العلاجات الطبيعية قد تُعيد الحياة لمن ظنوا أن النسيان قد سرق منهم كل شيء.




