وداعا للخوف من الأورام… دراسات تكشف أن هذا النوع من الفواكه… يقلل خطر السرطان !!

السرطان ما زال واحدا من أكثر الأمراض التي تثير القلق عالميا فهو المسبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب حسب منظمة الصحة العالمية. وعلى الرغم من التقدم الطبي الهائل في مجال العلاجات الكيميائية والمناعية والجراحية إلا أن العلماء يؤكدون أن الوقاية تظل خط الدفاع الأول ضد السرطان. النظام الغذائي الصحي هو من أهم أدوات الوقاية وقد ظهرت في السنوات الأخيرة عشرات الدراسات التي تثبت أن بعض الفواكه تمتلك قدرة مذهلة على تقليل احتمالية الإصابة بأنواع مختلفة من الأورام.
من بين هذه الفواكه يبرز الرمان والتوت بأنواعه والعنب الأحمر كأبطال حقيقيين في ساحة مكافحة السرطان بفضل احتوائهم على مركبات نباتية فريدة مثل البوليفينولات والأنثوسيانين والريسفيراترول والعديد من مضادات الأكسدة الأخرى.
كيف يساهم الغذاء في الوقاية من السرطان
السرطان في أبسط تعريفاته هو نمو غير متحكم فيه للخلايا. يحدث ذلك عندما تتعرض المادة الوراثية DNA لتلف متكرر من عوامل مثل التدخين والتلوث والإشعاع وسوء التغذية. إذا لم يستطع الجسم إصلاح هذا التلف تتحول الخلية إلى خلية سرطانية قادرة على الانقسام بشكل لا نهائي.
هنا يأتي دور الفواكه الغنية بمضادات الأكسدة والمركبات النباتية النشطة. هذه المواد تعمل على:
1. تحييد الجذور الحرة التي تسبب تلف DNA.
2. تحفيز الإنزيمات المسؤولة عن إزالة السموم من الجسم.
3. تقليل الالتهابات المزمنة التي تعتبر بيئة خصبة لتطور الأورام.
4. تحفيز موت الخلايا السرطانية المبرمج المعروف باسم Apoptosis.
5. منع تكوين أوعية دموية جديدة تغذي الورم وهي عملية تسمى Angiogenesis.
الرمان … ملك مضادات الأكسدة
الرمان واحد من أكثر الفواكه التي تم دراستها في مجال مكافحة السرطان. يحتوي على مركبات البوليفينول مثل حمض الإيلاجيك والبونيكالاجين التي أظهرت تأثيرا قويا ضد نمو الخلايا السرطانية.
دراسة نشرت في مجلة Cancer Prevention Research عام 2010 وجدت أن مستخلص الرمان يبطئ نمو خلايا سرطان البروستاتا ويقلل من مستويات PSA وهو مؤشر لسرطان البروستاتا.
دراسة أخرى من جامعة كاليفورنيا أظهرت أن شرب عصير الرمان يوميا لمدة عام أخر زمن مضاعفة PSA عند مرضى سرطان البروستاتا المتقدم مما يشير إلى إبطاء تطور المرض.
تجارب مخبرية بينت أن الرمان يساعد على تحفيز موت الخلايا السرطانية في الثدي والقولون ويقلل من قدرة هذه الخلايا على الانتشار.
التوت بأنواعه … الأنثوسيانين في مواجهة الأورام
التوت الأزرق والتوت الأسود والفراولة جميعها غنية بمركبات الأنثوسيانين التي تعطيها اللون الأحمر والأزرق الداكن. هذه المركبات أظهرت قدرة فريدة على محاربة السرطان.
دراسة منشورة في Journal of Agricultural and Food Chemistry أوضحت أن الأنثوسيانين يثبط نمو الخلايا السرطانية ويمنع حدوث الطفرات الوراثية.
تجربة سريرية في جامعة أوهايو أجريت على مرضى يعانون من آفات قبل سرطانية في الفم أظهرت أن تناول مسحوق التوت المجفف أدى إلى تقليل حجم هذه الآفات بشكل ملحوظ.
الأبحاث على حيوانات التجارب أكدت أن التوت يقلل من نمو أورام القولون والكبد بفضل تأثيره على المسارات الالتهابية.
العنب الأحمر والريسفيراترول
العنب الأحمر وخاصة قشره يحتوي على مادة الريسفيراترول التي تعتبر من أكثر المركبات المدروسة في الطب الوقائي.
الريسفيراترول يعمل على تفعيل جينات طول العمر SIRT1 التي تحسن من قدرة الخلايا على إصلاح DNA.
دراسة نشرت في مجلة Science Translational Medicine بينت أن الريسفيراترول يبطئ نمو خلايا سرطان القولون ويزيد من حساسيتها للعلاج الكيميائي.
أبحاث أخرى أوضحت أن العنب يقلل من تكوين الأوعية الدموية المغذية للأورام وهو ما يحد من نموها.
آليات علمية تدعم التأثير
من الناحية البيوكيميائية تعمل مركبات الفواكه المضادة للسرطان عبر عدة مسارات:
زيادة نشاط إنزيمات Phase II المسؤولة عن تكسير المواد المسرطنة.
تثبيط إنزيم COX-2 المرتبط بالالتهاب المزمن والأورام.
تعديل إشارات النمو داخل الخلايا مثل مسار PI3K/Akt وMAPK.
تحفيز بروتين p53 وهو حارس الجينوم الذي يمنع الخلايا التالفة من الانقسام.
دراسات وبراهين إضافية
دراسة وبائية في جامعة هارفارد تابعت أكثر من 100 ألف شخص لسنوات طويلة أظهرت أن الأشخاص الذين يستهلكون حصتين من التوت أو العنب أسبوعيا لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان القولون والمعدة.
مراجعة علمية في مجلة Nutrients عام 2019 جمعت نتائج عشرات الدراسات وأكدت أن الرمان والتوت والعنب من أكثر الفواكه الواعدة في تقليل خطر السرطان بفضل محتواها الغني بالبوليفينولات.
تقرير من المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة شدد على أهمية دمج هذه الفواكه ضمن النظام الغذائي اليومي كجزء من أسلوب حياة مضاد للسرطان.
نصائح عملية لإدماج هذه الفواكه في النظام الغذائي
1. تناول كوب من عصير الرمان الطبيعي غير المحلى 3 مرات في الأسبوع.
2. إضافة حفنة من التوت الطازج أو المجمد إلى وجبة الإفطار أو الزبادي.
3. تناول العنب الأحمر الطازج كوجبة خفيفة بدلا من الحلويات المصنعة.
4. الحرص على التنويع بين أنواع الفواكه للحصول على طيف واسع من مضادات الأكسدة.
5. تقليل استهلاك السكر المضاف لأن الإفراط فيه قد يلغي بعض فوائد هذه الفواكه.
الخوف من السرطان مشروع ومفهوم لكنه لا يعني الاستسلام. العلم الحديث يثبت أن ما نضعه يوميا في أطباقنا قد يكون خط الدفاع الأول ضد الأورام. الرمان والتوت والعنب الأحمر ليست مجرد فواكه لذيذة بل هي درع طبيعي غني بمركبات فريدة تستطيع أن تقلل من تلف DNA وتكبح نمو الخلايا السرطانية وتمنع تكوين بيئة ملائمة للأورام.
دمج هذه الفواكه في نظام غذائي متوازن مع ممارسة النشاط البدني والابتعاد عن التدخين والكحول يضاعف من فرص الحماية ويجعل مقولة الوقاية خير من العلاج حقيقة ملموسة.