أقتراحات عامة

أطباء الرئة في إيطاليا يحذرون… هذه العادة الصباحية تضعف التنفس… وتسبب التهابات الشعب !!

مع تزايد الاهتمام بالصحة العامة بعد انتشار أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن والالتهابات المتكررة أصبح من الضروري الالتفات إلى العادات اليومية التي نقوم بها دون وعي والتي قد تؤثر سلبا على صحة الرئة والقدرة على التنفس

في تقرير طبي حديث صدر عن الجمعية الإيطالية لأمراض الصدر حذر الأطباء من أن بعض العادات الصباحية المتكررة قد تكون سببا خفيا في تدهور وظائف الرئة وزيادة القابلية للإصابة بالتهابات الشعب الهوائية حيث أظهرت دراسات وبائية أن معدل الإصابة بالمشكلات التنفسية يرتفع لدى الأشخاص الذين يبدؤون يومهم بعادات معينة دون إدراك لخطورتها

ما هي العادة الصباحية التي تحذر منها الدراسات

الدراسة الإيطالية أشارت إلى أن التدخين الصباحي مباشرة بعد الاستيقاظ يعد من أخطر ما يمكن أن يفعله الإنسان لرئتيه حيث أن معظم المدخنين يظنون أن السيجارة الأولى بعد النوم تساعد على تنشيط الجسم لكنها في الحقيقة تسبب صدمة مفاجئة للرئة والجهاز التنفسي وتزيد من التهابات الشعب

عند الاستيقاظ تكون الشعب الهوائية في حالة جفاف نسبي بسبب قلة التنفس العميق أثناء النوم وعندما يتعرض الجهاز التنفسي فجأة لدخان التبغ المحمل بالقطران وأول أكسيد الكربون ومئات المواد السامة فإن بطانة الشعب تتعرض للتلف الفوري مما يضعف قدرتها على الدفاع ضد الميكروبات

التأثيرات المباشرة على الرئة

استنشاق الدخان صباحا يؤدي إلى انقباض الشعب الهوائية مما يعيق مرور الهواء ويسبب شعورا بضيق التنفس

تزداد معدلات الإفراز المخاطي كرد فعل دفاعي مما يخلق بيئة خصبة للبكتيريا والفيروسات ويزيد من خطر العدوى

المواد السامة الموجودة في الدخان تؤدي إلى التهاب مزمن في بطانة الشعب وهذا ما يمهد لظهور أمراض مثل التهاب الشعب المزمن والانسداد الرئوي

في دراسات أجريت بجامعة ميلانو تبين أن المدخنين الذين يبدأون يومهم بسيجارة مبكرة أكثر عرضة بمقدار الضعف للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي مقارنة بغيرهم

علاقة هذه العادة بالتهابات الشعب

التهابات الشعب الهوائية من أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعا وغالبا ما تبدأ بأعراض بسيطة مثل السعال المستمر وضيق التنفس لكنها قد تتطور إلى التهابات مزمنة يصعب علاجها ومع تكرار التعرض للمواد المهيجة مثل دخان التبغ في الصباح فإن بطانة الشعب تفقد قدرتها على التجدد السليم وتصبح أكثر عرضة للميكروبات

كما أن هذه العادة تؤدي إلى إضعاف الأهداب التنفسية وهي شعيرات دقيقة تبطن الجهاز التنفسي وتعمل على طرد الغبار والجراثيم وعندما تضعف هذه الأهداب يصبح الجسم مكشوفا أمام التلوث الميكروبي

دراسات داعمة من أوروبا والعالم

دراسة نرويجية شملت أكثر من عشرة آلاف مشارك أكدت أن الذين يدخنون مباشرة بعد الاستيقاظ يعانون من انخفاض في سعة الرئة بمعدل 15 بالمئة مقارنة بغير المدخنين

باحثون من جامعة روما وجدوا أن التدخين الصباحي يزيد من مؤشرات الالتهاب في الدم مثل البروتين سي التفاعلي وهو ما يرتبط بزيادة الالتهابات في الجسم كله وليس الرئة فقط

دراسة أمريكية نشرت في مجلة بحوث التبغ أوضحت أن خطر الإصابة بسرطان الرئة يرتفع بنسبة 80 بالمئة لدى الأشخاص الذين يستهلكون أول سيجارة خلال نصف ساعة من الاستيقاظ

عادات صباحية أخرى تؤثر على التنفس

لم يقتصر التحذير على التدخين فقط بل شمل أيضا بعض الممارسات الأخرى مثل شرب القهوة الثقيلة جدا على معدة فارغة عند بعض الأشخاص حيث قد تسبب زيادة في ارتجاع الحمض المعدي وهذا الحمض إذا وصل إلى مجرى التنفس قد يهيج الشعب الهوائية ويؤدي إلى السعال والالتهاب

كذلك فإن التعرض المباشر لعوادم السيارات أو الغبار في الصباح أثناء المشي أو ممارسة الرياضة في مناطق ملوثة يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الرئة خاصة عند مرضى الربو والحساسية

كيف نحمي الرئة من هذه العادة

الإقلاع عن التدخين يبقى الخطوة الأهم حيث تؤكد الدراسات أن الرئة تبدأ بالتعافي تدريجيا بعد أسابيع من التوقف عن التدخين

في حال صعوبة التوقف ينصح الأطباء بتأخير أول سيجارة قدر الإمكان بعد الاستيقاظ وتقليل عدد السجائر يوميا كمرحلة انتقالية

الحرص على شرب كوب من الماء الدافئ أو مشروبات عشبية مثل الزنجبيل والنعناع صباحا للمساعدة على ترطيب الشعب وطرد البلغم

ممارسة تمارين التنفس العميق في الصباح لدعم سعة الرئة وزيادة الأكسجين في الدم

الابتعاد عن الملوثات البيئية قدر الإمكان خاصة في ساعات الصباح الأولى

أطباء الرئة في إيطاليا والعالم أجمع يحذرون من العادة الصباحية المتمثلة في التدخين المبكر بعد الاستيقاظ لما لها من تأثير مدمر على الشعب الهوائية وزيادة خطر الالتهابات والأمراض المزمنة

الرسالة الأساسية أن الرئة تحتاج إلى بداية يوم نقية وصحية بعيدا عن الدخان والسموم وأن أي عادة صباحية خاطئة يمكن أن تتحول مع الوقت إلى سبب رئيسي لأمراض خطيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!