الأطباء مذهولون… مشروب عشبي يمنع السكتة الدماغية يحسن الذاكرة… ويقوي القلب !!

في السنوات الأخيرة، أصبح البحث عن الأغذية والمشروبات الطبيعية التي تدعم صحة الدماغ والقلب موضوعاً محورياً في مراكز الأبحاث الطبية العالمية. فالأطباء والعلماء باتوا يركزون بشكل متزايد على العلاجات الوقائية الطبيعية التي يمكن أن تقلل من معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية، وهي أمراض تُعتبر اليوم من أبرز أسباب الوفاة المبكرة حول العالم. وفي هذا السياق، برز مشروب عشبي تقليدي أثار دهشة الأطباء بفضل فوائده الصحية المذهلة، وهو الشاي الأخضر.
ما هو الشاي الأخضر ولماذا يحظى بكل هذا الاهتمام؟
الشاي الأخضر يُستخلص من أوراق نبات الكاميليا سينينسيس، وهو نفس النبات الذي يُنتج الشاي الأسود، لكن الفرق الأساسي يكمن في طريقة المعالجة. فالشاي الأخضر يُجفف ويُسخن بسرعة بعد الحصاد لمنع الأكسدة، وهو ما يحافظ على تركيز عالٍ من المركبات النشطة بيولوجياً مثل البوليفينولات والكاتيكينات، وأشهرها مركب EGCG الذي أظهر تأثيرات قوية مضادة للأكسدة والالتهابات.
هذه الخصائص جعلت العلماء يعتبرونه من أغنى المشروبات بالعناصر الطبيعية التي تساهم في حماية الأوعية الدموية وتحسين وظائف الدماغ، إلى جانب تعزيز صحة القلب بشكل عام.
الشاي الأخضر والوقاية من السكتة الدماغية
تشير العديد من الدراسات إلى أن استهلاك الشاي الأخضر بانتظام يمكن أن يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ففي دراسة واسعة نُشرت في مجلة السكتة الدماغية التابعة لجمعية القلب الأمريكية عام 2013، تم تحليل بيانات أكثر من 82 ألف شخص في اليابان تمت متابعتهم لمدة 13 عاماً. النتائج أظهرت أن الأشخاص الذين شربوا على الأقل 4 أكواب من الشاي الأخضر يومياً كانوا أقل عرضة بنسبة 20 إلى 30% للإصابة بالسكتات الدماغية مقارنة بمن يشربونه نادراً أو لا يشربونه على الإطلاق.
ويُعزى هذا التأثير إلى قدرة مركبات الشاي الأخضر على:
تحسين تدفق الدم عبر الأوعية الدماغية.
منع تراكم الصفائح الدموية الذي يؤدي إلى الجلطات.
تقليل مستويات الكوليسترول الضار LDL.
حماية الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
تحسين الذاكرة ودعم وظائف الدماغ
من المدهش أن فوائد الشاي الأخضر لا تقتصر على القلب والأوعية فقط، بل تمتد أيضاً إلى الدماغ والذاكرة. فقد بينت دراسات عديدة أن مركبات الكاتيكين والكافيين المعتدل في الشاي الأخضر تعمل معاً لتعزيز الانتباه والتركيز وتحسين الأداء المعرفي.
دراسة نشرت عام 2014 في المجلة الأوروبية للتغذية السريرية أظهرت أن تناول مستخلص الشاي الأخضر أدى إلى تحسين واضح في نشاط مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة العاملة، وذلك بعد خضوع المشاركين لاختبارات تصوير بالرنين المغناطيسي. كما أظهرت أبحاث أخرى أن الاستهلاك المنتظم للشاي الأخضر قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض تنكسية مثل الزهايمر والباركنسون، بفضل خصائصه المضادة للالتهابات والأكسدة التي تحمي الخلايا العصبية.
الشاي الأخضر وصحة القلب
لا شك أن أمراض القلب والأوعية الدموية تُعد من أكبر التحديات الصحية عالمياً. وهنا يأتي دور الشاي الأخضر الذي أثبت قدرته على تقليل عوامل الخطر الرئيسية لهذه الأمراض. حيث تبين أنه:
1. يخفض ضغط الدم: فقد أشارت مراجعة شاملة لـ 20 دراسة سريرية أن شرب الشاي الأخضر بانتظام يساهم في خفض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بشكل ملحوظ.
2. يحسن مستويات الكوليسترول: الأبحاث بينت أن الشاي الأخضر يقلل من مستويات الكوليسترول الضار LDL والدهون الثلاثية، وفي الوقت نفسه يرفع الكوليسترول النافع HDL.
3. يقلل الالتهابات: الالتهابات المزمنة تلعب دوراً رئيسياً في تصلب الشرايين، ومركبات الشاي الأخضر تساعد في تثبيط العمليات الالتهابية داخل الأوعية.
4. يعزز مرونة الشرايين: مما يحافظ على صحة الدورة الدموية ويقلل احتمالية الإصابة بالجلطات.
الجرعة المثالية وطريقة الاستهلاك
رغم الفوائد المذهلة للشاي الأخضر، إلا أن الدراسات العلمية تؤكد أن الحصول على هذه الفوائد يتطلب استهلاكه بانتظام وبكميات معتدلة. معظم الأبحاث تشير إلى أن تناول من 3 إلى 5 أكواب يومياً يعتبر مثالياً لتحقيق التأثيرات الوقائية دون التسبب في آثار جانبية مرتبطة بزيادة الكافيين.
ومن المهم شربه دون إضافة كميات كبيرة من السكر، لأن السكر الزائد قد يُضعف فوائده ويزيد من مخاطر صحية أخرى. كما يُفضل تناوله بعد الوجبات وليس على معدة فارغة لتقليل تهيج المعدة عند بعض الأشخاص.
ماذا يقول الأطباء والخبراء؟
الأطباء وخبراء التغذية الذين تابعوا هذه الدراسات أكدوا أن إدخال الشاي الأخضر في النظام الغذائي اليومي يمكن أن يكون خطوة بسيطة لكنها بالغة الأثر في الوقاية من أخطر الأمراض المزمنة. الدكتور “هيروشي ناكامورا” الباحث في جامعة طوكيو يقول: “ما يميز الشاي الأخضر أنه يجمع بين البساطة والتوافر والفعالية. فنجان واحد يومياً يمكن أن يكون بداية تغيير كبير في صحة الفرد على المدى الطويل”.
التحذيرات والاعتدال مطلوب
رغم كل هذه الفوائد، يجب التنويه إلى أن الإفراط في شرب الشاي الأخضر قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية مثل الأرق أو تهيج المعدة بسبب محتواه من الكافيين. كما أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية مميعة للدم مثل الوارفارين ينبغي عليهم استشارة الطبيب قبل استهلاك كميات كبيرة منه، لأن الشاي الأخضر يحتوي على فيتامين K الذي قد يتداخل مع فعالية هذه الأدوية.
الشاي الأخضر ليس مجرد مشروب تقليدي، بل هو سلاح طبيعي فعّال في مواجهة أمراض القلب والسكتة الدماغية وضعف الذاكرة. الأطباء مذهولون بالفعل من قوة تأثيراته الوقائية التي أثبتتها الدراسات العلمية، وهو يمثل مثالاً حياً على أن الطبيعة ما زالت تخفي كنوزاً علاجية مذهلة. إدراجه في الروتين اليومي قد يكون واحداً من أبسط القرارات التي تحمي حياتنا وتطيل أعمارنا بجودة أفضل.