وداعا للسكري… بذور طبيعية تعيد التوازن للإنسولين… بلا آثار جانبية !!

داء السكري أصبح من أكثر الأمراض المزمنة انتشارا في العالم ويعاني منه اليوم أكثر من 460 مليون إنسان وفقا لإحصائيات الاتحاد الدولي للسكري لعام 2023 وهو مرض معقد يتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم نتيجة خلل في إفراز هرمون الإنسولين أو ضعف استجابة الخلايا له. هذا الخلل يؤدي مع مرور الوقت إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والجلطات والفشل الكلوي وفقدان البصر وتلف الأعصاب. وعلى الرغم من التطور الكبير في مجال الأدوية إلا أن كثيرا من المرضى يبحثون عن وسائل طبيعية داعمة يمكن أن تساعدهم على ضبط مستويات السكر دون آثار جانبية
وقد سلطت الأبحاث الحديثة الضوء على مجموعة من البذور الطبيعية التي تمتلك قدرة ملحوظة على تحسين حساسية الجسم للإنسولين وخفض مستويات السكر في الدم بشكل تدريجي وآمن ومن أبرز هذه البذور بذور الكتان وبذور الحلبة وبذور الشيا
بذور الحلبة ودورها في توازن الإنسولين
الحلبة تعد من أقدم النباتات الطبية التي استخدمت في الطب الهندي والصيني التقليدي وقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن بذور الحلبة تحتوي على مركبات نشطة مثل الجالاكتومانين والتريغونيلين والتي تساعد على إبطاء امتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء وبالتالي تقليل ارتفاع السكر بعد الوجبات. كما أن الألياف الذائبة الموجودة في الحلبة تزيد من حساسية مستقبلات الإنسولين في الخلايا
في دراسة سريرية نشرت في International Journal for Vitamin and Nutrition Research عام 2017 تبين أن تناول 10 غرامات من مسحوق بذور الحلبة يوميا لمدة 3 أشهر أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات السكر الصائم والهيموغلوبين التراكمي HbA1c لدى مرضى السكري من النوع الثاني دون تسجيل أي آثار جانبية تذكر
بذور الكتان مصدر غني بأحماض أوميغا 3
بذور الكتان غنية جدا بحمض ألفا لينولينيك وهو أحد أحماض أوميغا 3 النباتية بالإضافة إلى احتوائها على مركبات الليغنان والألياف الذائبة. هذه العناصر تعمل على تقليل مقاومة الإنسولين وتحسين صحة الأوعية الدموية وتقليل الالتهابات المزمنة التي تعد سببا رئيسيا في تدهور حالة مرضى السكري
دراسة أجريت في جامعة شيراز للعلوم الطبية عام 2019 على 60 مريضا بالسكري أظهرت أن تناول 30 غراما من مسحوق بذور الكتان يوميا لمدة 12 أسبوعا أدى إلى تحسن كبير في مستويات السكر الصائم والدهون الثلاثية كما تحسن مؤشر الالتهاب CRP بشكل ملحوظ
بذور الشيا ومفعولها السحري
بذور الشيا أصبحت شائعة عالميا في السنوات الأخيرة لما تحمله من قيمة غذائية عالية فهي غنية بالألياف والبروتينات النباتية والمعادن مثل المغنيسيوم والزنك إضافة إلى احتوائها على نسبة جيدة من أحماض أوميغا 3. الألياف الموجودة في الشيا تشكل مادة هلامية عند اختلاطها بالماء ما يبطئ من امتصاص السكر في الدم ويمنع الارتفاع المفاجئ لمستويات الجلوكوز بعد الوجبات
دراسة كندية نشرت في مجلة Diabetes Care عام 2011 وجدت أن إدخال بذور الشيا بانتظام في النظام الغذائي لمرضى السكري من النوع الثاني أدى إلى خفض ضغط الدم وتحسين المؤشرات المرتبطة بالالتهاب والأكسدة إضافة إلى تحسن استجابة الجسم للإنسولين
آلية عمل هذه البذور في الجسم
1. إبطاء امتصاص الكربوهيدرات بفضل محتواها العالي من الألياف الذائبة
2. تحسين حساسية الإنسولين من خلال تقليل الالتهاب المزمن وزيادة استجابة الخلايا له
3. تغذية بكتيريا الأمعاء النافعة حيث أن الألياف تعمل كمواد ما قبل حيوية تحافظ على صحة الميكروبيوم الذي له دور أساسي في التمثيل الغذائي للجلوكوز
4. توفير مضادات أكسدة طبيعية تقلل من تلف الخلايا الناتج عن ارتفاع السكر المزمن
كيفية إدخال هذه البذور في النظام الغذائي
إضافة ملعقة من مسحوق بذور الحلبة أو الكتان إلى كوب من الزبادي أو العصير
نقع بذور الشيا في الماء أو الحليب طوال الليل وتناولها كوجبة إفطار صحية
رش بذور الكتان المطحونة على السلطات أو الشوربات
استخدام دقيق الحلبة أو الكتان ضمن المخبوزات الصحية
دراسات داعمة أخرى
في تجربة عشوائية أجريت عام 2020 على مرضى السكري في الهند تبين أن تناول 15 غراما من بذور الحلبة المطحونة يوميا خفض مستويات HbA1c بنسبة تقارب 1.4 بالمئة خلال 12 أسبوعا
دراسة من جامعة تورنتو أوضحت أن بذور الشيا تقلل من الارتفاع الحاد للسكر بعد الوجبات بنسبة تصل إلى 39 بالمئة عند تناولها مع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات
تحليل شمولي نُشر عام 2022 في Nutrients Journal أشار إلى أن بذور الكتان لها تأثير إيجابي ثابت في خفض مستويات السكر الصائم وتحسين مقاومة الإنسولين في معظم الدراسات السريرية
البحث العلمي يؤكد أن بعض البذور الطبيعية مثل الحلبة والكتان والشيا تحمل قدرة فريدة على دعم الجسم في التحكم بمستويات السكر وتحسين توازن الإنسولين بشكل طبيعي وآمن. هذه البذور ليست بديلا كاملا عن الأدوية الموصوفة لكنها تعتبر سلاحا فعالا مكملا يمكن أن يغير حياة المرضى إذا ما تم دمجها مع النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني المنتظم والمتابعة الطبية.
إنها بالفعل رسالة أمل تقول وداعا للسكري بصورة تدريجية وطبيعية مع هذه الهبات الغذائية البسيطة التي لا تحمل أي آثار جانبية خطيرة بل تقدم للجسم منافع صحية شاملة.