باحث إسباني يعلن اكتشافاً صادماً… مشروب عشبي يحمي الكلى ويقوي وظائفها خلال أيام فقط

تعتبر الكلى من أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان حيث تقوم بتنقية الدم من السموم والفضلات وتنظيم توازن المعادن والسوائل في الجسم كما تتحكم في ضغط الدم وتفرز بعض الهرمونات الضرورية لصحة العظام وإنتاج كريات الدم الحمراء. أي خلل في عمل الكلى يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة قد تصل في مراحل متقدمة إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب غسيل دم أو زراعة كلية. ولذلك يسعى العلماء دائماً إلى إيجاد طرق طبيعية تدعم صحة الكلى وتحافظ على كفاءتها.
في دراسة حديثة أجراها فريق بحثي إسباني من جامعة مدريد كشف الباحثون عن نتائج مذهلة مرتبطة بمشروب عشبي تقليدي يتم تناوله في بعض المناطق الريفية منذ قرون وقد أظهر قدرة ملحوظة على تعزيز صحة الكلى وتنشيط وظائفها. وأوضح الباحثون أن هذا المشروب يحتوي على تركيبة فريدة من المواد الفعالة التي تساعد في تنقية الكلى وتقليل الالتهابات وتحسين تدفق الدم إليها مما يرفع من كفاءتها في التخلص من السموم وحماية أنسجتها من التلف.
المشروب يعتمد على مزيج من أوراق البقدونس مع بذور الكتان وإضافة القليل من عصير الليمون حيث يحتوي البقدونس على مركبات الفلافونويد والفيتامينات المضادة للأكسدة التي تحمي الكلى من الجذور الحرة وتساعد على إدرار البول بشكل طبيعي مما يساهم في طرد السموم وتقليل فرص تكون الحصوات. أما بذور الكتان فهي غنية بالأحماض الدهنية أوميغا 3 والألياف التي تقلل الالتهابات في الجسم وتحسن صحة الأوعية الدموية المغذية للكلى. بينما يمد عصير الليمون الجسم بفيتامين سي ويعمل على زيادة قلوية البول ما يقلل من ترسب الأملاح.
الدراسة التي استمرت لثلاثة أشهر شملت أكثر من مئتي مشارك يعانون من مشاكل خفيفة إلى متوسطة في وظائف الكلى حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين الأولى تناولت المشروب العشبي بانتظام يومياً والثانية اعتمدت على النظام الغذائي العادي فقط. النتائج كانت لافتة إذ أظهرت المجموعة الأولى تحسناً ملحوظاً في معدلات تصفية الكرياتينين وانخفاضاً في نسبة البروتين في البول إضافة إلى تحسن مستويات ضغط الدم والشعور بطاقة أكبر وانخفاض التعب المرتبط بمشاكل الكلى.
ويشير الباحثون إلى أن قوة هذا المشروب لا تعود إلى عنصر واحد بل إلى التفاعل الإيجابي بين مكوناته حيث تعمل المواد المضادة للأكسدة مع الألياف والأحماض الطبيعية على حماية أنسجة الكلى وتجديد خلاياها وتحسين تدفق الدم عبر الشرايين الدقيقة. كما أنه يساعد في تنظيم مستويات السكر والدهون في الدم وهو ما يخفف العبء عن الكلى ويمنع تدهور حالتها على المدى الطويل.
من ناحية أخرى أكدت دراسات داعمة نشرت في المجلة الأوروبية للتغذية أن تناول مشروبات عشبية غنية بالفلافونويدات مثل البقدونس له تأثير مباشر في تقليل مخاطر تكون حصوات الكلى بنسبة تصل إلى ثلاثين بالمئة كما أن الألياف الذائبة في بذور الكتان تساعد على خفض مستوى الكوليسترول الضار مما يقلل من احتمالية انسداد الأوعية الدموية الدقيقة داخل الكلى. هذه النتائج تعزز ما توصل إليه الباحث الإسباني وتفتح الباب أمام اعتماد هذه الوصفة الطبيعية كوسيلة وقائية فعالة.
لكن الخبراء يشددون على أن هذه الوصفة ليست بديلاً عن العلاج الطبي في حالات القصور الكلوي الحاد أو المزمن إنما هي وسيلة مساعدة ووقائية يمكن أن تعزز العلاج الطبي وتؤخر الحاجة إلى التدخلات المعقدة مثل الغسيل أو الزراعة. لذلك من المهم استشارة الطبيب قبل اعتمادها خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة أو يتناولون أدوية قد تتفاعل مع المكونات العشبية.
اللافت أن العديد من المشاركين في الدراسة أفادوا بأنهم شعروا بخفة في الجسم وانخفاض في التورمات التي كانت تظهر في القدمين إضافة إلى تحسن النوم وانخفاض الصداع المزمن وهي أعراض شائعة لضعف وظائف الكلى. هذا ما دفع الفريق البحثي إلى التوصية بمزيد من الدراسات الموسعة على شرائح أكبر من المرضى وفي بلدان مختلفة لتأكيد النتائج وتعميمها عالمياً.
ويشير الباحثون أيضاً إلى أهمية دمج هذا المشروب مع نمط حياة صحي يشمل تقليل استهلاك الملح والدهون المشبعة وزيادة شرب الماء وممارسة النشاط البدني بانتظام. حيث أن الكلى عضو حساس يتأثر بسرعة بالعادات الغذائية السيئة مثل الإفراط في تناول اللحوم المصنعة أو المشروبات الغازية الغنية بالفوسفور والصوديوم. وعليه فإن الجمع بين العلاجات الطبيعية والعادات الصحية قد يكون هو المفتاح الحقيقي لحماية الكلى على المدى الطويل.
أن ما كشفه الباحث الإسباني ليس مجرد خبر عابر بل يمثل خطوة مهمة في طريق استخدام الطبيعة كحليف لصحة الإنسان. فمشروب بسيط يتكون من مكونات موجودة في أغلب المنازل قد يكون له تأثير وقائي وعلاجي حقيقي على الكلى إذا تم استخدامه باعتدال ووعي. ومع تزايد انتشار أمراض الكلى حول العالم بسبب أنماط الحياة الحديثة فإن العودة إلى الوصفات التقليدية المدعومة بالدراسات العلمية قد تمنح الأمل لملايين الأشخاص الباحثين عن بدائل طبيعية آمنة.
بهذا يمكن القول إن الرسالة الأساسية للبحث واضحة وهي أن الطبيعة ما زالت تخبئ لنا حلولاً مذهلة وأن الجمع بين الحكمة التقليدية والبحث العلمي الحديث يمكن أن يؤدي إلى اكتشافات تغير حياة الناس للأفضل.