أحداث مثيرة

موجة من الأعراض الغامضة تصيب آلاف الأشخاص… تعب مستمر ونعاس غريب يثير الحيرة

في السنوات الأخيرة بدأ الأطباء وخبراء الصحة يلاحظون ظاهرة مقلقة تتكرر بين أعداد متزايدة من الناس في مختلف أنحاء العالم، وهي شكاوى دائمة من التعب المزمن والنعاس المستمر حتى لدى أشخاص لا يعانون من أمراض مزمنة معروفة. هذه الحالة الغامضة دفعت إلى إجراء دراسات واسعة لمعرفة الأسباب المحتملة وراء موجة الأعراض الجديدة التي حيرت الأطباء وأثارت تساؤلات واسعة لدى عامة الناس.

الأعراض الأكثر شيوعاً

الأشخاص المصابون بهذه الظاهرة يعانون من مجموعة من العلامات التي تتكرر بشكل شبه يومي، ومن أبرزها:

شعور دائم بالإرهاق حتى بعد ساعات نوم كافية

رغبة شديدة في النوم في أوقات غير معتادة مثل منتصف النهار

ضعف في التركيز والقدرة الذهنية

آلام عضلية خفيفة أو صداع متكرر

اضطرابات في المزاج مثل القلق أو الاكتئاب البسيط

هذه الأعراض تبدو بسيطة عند البعض، لكنها بالنسبة للكثيرين تتحول إلى معاناة يومية تعيق حياتهم العملية والاجتماعية.

ما الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة

حتى الآن لم يتم تحديد سبب واحد واضح، لكن الأطباء يشيرون إلى عدة عوامل قد تفسر حدوثها:

1. نقص فيتامين د وفيتامين ب12

تشير دراسات منشورة في مجلة Clinical Nutrition إلى أن نقص هذه الفيتامينات يؤثر بشكل مباشر على وظائف الجهاز العصبي والعضلات، ما يسبب شعوراً بالإنهاك المستمر والنعاس.

2. خلل في الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية من الأسباب الرئيسية للإرهاق المستمر. إذ إن انخفاض هرمونات الغدة يقلل من سرعة التمثيل الغذائي في الجسم، ما يؤدي إلى الشعور بالخمول.

3. اضطراب النوم

الكثير من الأشخاص يظنون أنهم ينامون ساعات كافية، لكن الدراسات أوضحت أن انقطاع النفس أثناء النوم أو النوم المتقطع يؤثر على نوعية الراحة ويترك الجسم منهكاً.

4. متلازمة التعب المزمن

بحسب المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، فإن متلازمة التعب المزمن هي حالة معقدة تتميز بإرهاق شديد لا يتحسن مع الراحة. السبب الدقيق غير معروف، لكن يُعتقد أن لها علاقة بضعف المناعة أو عدوى فيروسية سابقة.

5. التعرض للملوثات البيئية

أبحاث علمية نشرت في دورية Environmental Health أوضحت أن التعرض اليومي لتلوث الهواء أو المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق يمكن أن يضعف الطاقة الحيوية للجسم ويسبب صداعاً ونعاساً مزمناً.

6. اختلال سكر الدم

الارتفاع أو الانخفاض المفاجئ لمستوى الجلوكوز في الدم يؤدي إلى موجات من النعاس والخمول. وهذا يفسر لماذا يعاني بعض مرضى السكري أو حتى الأصحاء الذين يتناولون وجبات غنية بالسكريات من رغبة قوية في النوم بعد الأكل.

ماذا تقول الدراسات الحديثة

دراسة أجرتها جامعة أكسفورد عام 2023 وجدت أن 28٪ من المشاركين في البحث كانوا يعانون من تعب مزمن غير مفسر طبياً، وربطت ذلك بخلل في الساعة البيولوجية للجسم.

بحث آخر في اليابان أظهر أن الأشخاص الذين يتعرضون للضوء الأزرق من الشاشات لفترات طويلة لديهم معدلات أعلى من الأرق والنعاس النهاري.

منظمة الصحة العالمية أشارت في تقرير حديث إلى أن أنماط الحياة الحديثة التي يغلب عليها قلة الحركة والاعتماد على الوجبات السريعة مسؤولة عن ازدياد معدلات التعب المستمر.

هل يمكن أن تكون عدوى أو فيروس جديد

في بعض الحالات ربط الأطباء هذه الأعراض بعدوى فيروسية تترك آثاراً طويلة الأمد على الجسم حتى بعد الشفاء، مثل ما يحدث مع بعض مرضى ما بعد الإنفلونزا أو ما بعد كوفيد، حيث يبقى الجسم في حالة إنهاك طويل الأمد بسبب الاستجابة المناعية المستمرة.

كيف يمكن التعامل مع هذه الظاهرة

رغم أن الأعراض غامضة ومتعددة الأسباب، إلا أن الخبراء يقدمون عدة نصائح عملية للتخفيف من حدتها:

1. إجراء فحوصات دم دورية لاكتشاف أي نقص في الفيتامينات أو مشاكل هرمونية.

2. الالتزام بروتين نوم منتظم لا يقل عن 7 ساعات يومياً.

3. ممارسة النشاط البدني المعتدل مثل المشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً لتحفيز الدورة الدموية.

4. تقليل استهلاك المنبهات والمشروبات السكرية لأنها تسبب تقلبات في مستوى الطاقة.

5. تناول نظام غذائي متوازن غني بالخضار والبروتينات الجيدة والدهون الصحية.

6. مراجعة الطبيب في حال استمرار الأعراض لفترة طويلة لمعرفة السبب الجذري.

موجة التعب والنعاس الغامض التي تصيب آلاف الأشخاص ليست وهماً ولا مجرد إرهاق عابر، بل قد تكون مؤشراً على مشكلات صحية عميقة مثل نقص العناصر الغذائية أو اضطرابات الغدة الدرقية أو حتى عدوى فيروسية مزمنة. الأطباء يحذرون من تجاهل هذه العلامات، وينصحون باتباع نمط حياة صحي متكامل مع إجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن أي خلل داخلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!