“تحذير طبي عاجل”… مشروب شعبي يتناوله العرب يوميًا دون علم يسبب خللاً في الدماغ ويهدد الذاكرة بشكل تدريجي… توقف فورًا قبل أن تُصاب دون أن تدري !!

في ظل التقدم العلمي والدراسات المتواصلة حول صحة الإنسان وتأثير العادات الغذائية اليومية على وظائف الجسم الحيوية، تبيّن أن بعض المشروبات التي اعتاد الناس على تناولها يوميًا قد تكون ذات أثر سلبي عميق على الصحة العصبية والدماغية، دون أن يشعروا بذلك إلا بعد فوات الأوان.
واحدة من هذه العادات التي أصبحت راسخة في مجتمعاتنا العربية هي الإفراط في شرب المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين أو السكر الصناعي أو المواد الحافظة، وعلى رأسها مشروبات الطاقة وبعض أنواع القهوة الجاهزة أو الشاي المعبأ في زجاجات، والتي تُستهلك بشكل يومي على نطاق واسع تحت الاعتقاد السائد بأنها تساهم في تنشيط الجسم وتحسين المزاج والتركيز.
لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن الدراسات الحديثة التي أجريت في مراكز طبية مرموقة كشفت عن أن الاستهلاك اليومي المفرط لتلك المشروبات يرتبط بمرور الوقت بضعف في الذاكرة وانخفاض في التركيز العقلي وتدهور تدريجي في وظائف الدماغ المسؤولة عن التفكير والتحليل والمعالجة العصبية. وذلك يعود إلى عدة أسباب رئيسية:
أولًا، تحتوي هذه المشروبات على نسب مرتفعة من الكافيين، والذي يؤدي عند استهلاكه بكميات مفرطة إلى إرهاق الجهاز العصبي المركزي، مما يُسبب مع الوقت تراجعًا في أداء الدماغ وخللًا في التوازن الكيميائي العصبي.
ثانيًا، تُضاف إلى هذه المشروبات في الغالب كميات كبيرة من السكريات الصناعية والمحليات الكيميائية، والتي تؤثر بشكل مباشر على الذاكرة طويلة الأمد، وتُسهم في حدوث التهابات عصبية دقيقة في خلايا الدماغ، وهو ما تم ربطه علميًا بالإصابة بأمراض مثل الزهايمر وفقدان الذاكرة المبكر.
ثالثًا، أشارت نتائج دراسة أجريت على مجموعة من الشباب تتراوح أعمارهم بين ٢٠ و٣٥ عامًا، إلى أن الاستهلاك اليومي لمشروب طاقة واحد فقط على مدار شهر أدى إلى انخفاض واضح في نتائج اختبارات الذاكرة وسرعة الاستجابة العصبية لديهم، مقارنة بأشخاص امتنعوا عن هذه المشروبات خلال نفس الفترة.
الأمر الأخطر أن هذه التأثيرات لا تظهر فورًا، بل تتسلل إلى الدماغ بشكل تدريجي، ما يجعل الإنسان لا يشعر بأي خلل إلا بعد أن يبدأ في نسيان المعلومات البسيطة أو يعاني من ضعف في التركيز دون سبب ظاهر، وهنا تبدأ رحلة البحث عن العلاج بعد أن يكون الضرر قد بدأ في التغلغل فعليًا.
وينصح الأطباء وخبراء التغذية بضرورة التوقف عن تناول هذه المشروبات، خاصة لمن يتناولها بشكل يومي، واستبدالها بمشروبات طبيعية صحية تساعد على تعزيز نشاط الدماغ دون أي آثار جانبية، مثل:
شاي الزعتر أو المريمية: يحتويان على مركبات تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتحسين وظائف الدماغ.
ماء دافئ مع الليمون والعسل: يُعد بديلًا ممتازًا صباحًا لتنشيط الجسم وتحسين التركيز.
مشروب الحليب مع الكركم: يساعد على تهدئة الأعصاب وتحسين نوعية النوم، مما ينعكس إيجابيًا على نشاط الدماغ.
في النهاية، فإن الحفاظ على صحة الدماغ لا يقل أهمية عن العناية ببقية أعضاء الجسم، بل هو في الواقع المفتاح الأساسي لجودة الحياة والطاقة الذهنية والإنتاجية. لذا من الضروري إعادة النظر في المشروبات التي نتناولها كل يوم، ومراقبة التأثيرات التي قد تكون غير مرئية لكنها في غاية الخطورة على المدى الطويل.