“تحذير خطير”… هذه الأطعمة تسبب السرطان… مع الاستهلاك الطويل !!

في السنوات الأخيرة أصبح نمط الحياة السريع يدفع الكثير من الناس إلى الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمعلبة والمجمدة بشكل متزايد، لكن خلف هذه الراحة الظاهرية تكمن مخاطر صحية خطيرة تهدد صحة الإنسان على المدى الطويل، وقد أكدت دراسات علمية عديدة أن الإفراط في تناول هذه الأطعمة قد يزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، إضافة إلى أمراض مزمنة أخرى مثل السكري وأمراض القلب.
الأطعمة الجاهزة أو ما يعرف بالأطعمة فائقة المعالجة هي تلك التي تخضع لعمليات تصنيع معقدة ويتم إضافة مواد حافظة ونكهات صناعية وألوان ومثبتات قوام للحفاظ على مظهرها وطعمها لفترات طويلة، ومن أشهر أمثلتها النقانق والسجق واللحوم الباردة والوجبات المجمدة ورقائق البطاطس والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية والمعجنات الجاهزة.
السر في خطورة هذه الأطعمة لا يقتصر فقط على ارتفاع محتواها من الدهون غير الصحية والصوديوم والسكريات، بل يكمن في الإضافات الكيميائية التي قد يكون لبعضها تأثير مسرطن عند الاستهلاك الطويل. منظمة الصحة العالمية حذرت بشكل واضح من اللحوم المصنعة مثل النقانق ولحوم اللانشون، وصنفتها في الفئة الأولى من المواد المسببة للسرطان لدى البشر، وذلك بعد دراسة واسعة أظهرت ارتباطاً قوياً بين استهلاك هذه الأطعمة وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
دراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية BMJ عام 2018 تابعت أكثر من 100 ألف شخص على مدى سنوات، ووجدت أن كل زيادة بنسبة 10 في المئة في استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 12 في المئة، وكانت العلاقة أوضح في سرطان الثدي والقولون.
ما الذي يجعل هذه الأطعمة خطيرة إلى هذا الحد؟ أحد الأسباب الرئيسية هو وجود مركبات النيتريت والنيترات المستخدمة في حفظ اللحوم المصنعة، والتي تتحول داخل الجسم إلى مركبات النيتروزامين المسرطنة، إضافة إلى عملية القلي العميق في درجات حرارة عالية التي تؤدي إلى تكوين مركبات الأكريلاميد، وهي مادة مسرطنة محتملة تتكون عند طهي الأطعمة النشوية مثل البطاطس في حرارة عالية لفترات طويلة.
كما أن الإفراط في تناول هذه الأطعمة يزيد من الالتهابات المزمنة في الجسم ويؤدي إلى اضطراب توازن الميكروبيوم المعوي، ما يضعف المناعة ويسهل تكاثر الخلايا غير الطبيعية، وهذا ما تؤكده دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature Reviews Cancer، والتي أوضحت أن التغذية الغنية بالدهون المهدرجة والسكريات البسيطة تخلق بيئة مثالية لنمو الخلايا السرطانية.
الأمر لا يتوقف عند ذلك، فالأطعمة الجاهزة تحتوي غالباً على مستويات عالية من الفوسفور والمواد المضافة التي تؤثر على صحة الكلى والكبد، مما ينعكس سلباً على قدرة الجسم على التخلص من السموم. ومع مرور الوقت يصبح الجسم عرضة لتراكم المركبات الضارة التي تعزز التحولات الجينية المسببة للأورام.
للحد من هذه المخاطر ينصح الخبراء بالتقليل قدر الإمكان من الأطعمة فائقة المعالجة، واستبدالها بخيارات طبيعية وطازجة مثل الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، إضافة إلى الطهي المنزلي الذي يتيح التحكم في جودة المكونات وطرق التحضير. كما ينصح بقراءة الملصقات الغذائية بعناية لتجنب المنتجات التي تحتوي على ألوان صناعية ومواد حافظة ودهون مهدرجة.
كما أن بعض الدراسات أشارت إلى أن اعتماد نظام غذائي متوازن غني بمضادات الأكسدة مثل فيتامين سي وفيتامين إي والبوليفينولات الموجودة في الفواكه والخضروات قد يقلل من الضرر الناتج عن التعرض المستمر لهذه الأطعمة. دراسة أخرى نشرت في American Journal of Clinical Nutrition أكدت أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الخضروات الورقية والفاكهة الطازجة كانوا أقل عرضة لتأثيرات المواد المسرطنة المرتبطة بالأطعمة الجاهزة.
هذه التحذيرات ليست مبالغات إعلامية بل حقائق علمية مدعومة بأدلة قوية، وكل شخص يجب أن يدرك أن الراحة التي توفرها الأطعمة الجاهزة قد تكون باهظة الثمن على المدى الطويل، فالصحة هي الاستثمار الحقيقي وأي إهمال في العادات الغذائية قد يؤدي إلى نتائج لا يمكن عكسها بسهولة.
في النهاية يبقى السؤال الأهم: هل يمكننا تغيير هذه العادة؟ الإجابة نعم، لكن تحتاج إلى وعي والتزام، فاختيار الطعام الطازج والطهي المنزلي ليس مجرد عادة صحية بل قرار مصيري يحمي حياتنا من أمراض خطيرة قد تبدأ بصمت وتظهر بعد سنوات من الاستهلاك غير الواعي.