اليابان تعتبر واحدة من الدول التي تتمتع بأعلى معدلات العمر المتوقع في العالم، والفضل في ذلك يعود إلى نظام غذائي متوازن غني بالمغذيات الطبيعية، وأسلوب حياة صحي يعتمد على البساطة والحركة اليومية. في السنوات الأخيرة بدأ الباحثون في دراسة الأسباب التي تجعل اليابانيين يعيشون لفترات طويلة بصحة جيدة، ووجدوا أن سرًا مهمًا يكمن في مكون بسيط جدًا موجود في أغلب المطابخ حول العالم، لكنه يحظى بمكانة خاصة في الثقافة اليابانية، وهو الشوفان.
لماذا يوصي الأطباء اليابانيون بالشوفان؟
الشوفان من الحبوب الكاملة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف القابلة للذوبان، وخاصة مركب بيتا جلوكان، وهو أحد أهم العناصر التي تساهم في تحسين الصحة العامة. أظهرت الدراسات أن تناول الشوفان بانتظام يساعد في خفض مستويات الكوليسترول الضار LDL، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهي السبب الأول للوفاة عالميًا.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الشوفان مصدرًا ممتازًا للكربوهيدرات المعقدة التي يتم امتصاصها ببطء، مما يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم لفترة طويلة، وهذا يجعله خيارًا مثاليًا لمرضى السكري أو الأشخاص المعرضين للإصابة به.
الفوائد العلمية المثبتة للشوفان
1. خفض الكوليسترول الضار:
دراسة نشرت في مجلة American Journal of Clinical Nutrition أظهرت أن تناول 3 جرامات من ألياف بيتا جلوكان الموجودة في الشوفان يوميًا يمكن أن يخفض الكوليسترول الضار بنسبة تصل إلى 10 بالمئة خلال أسابيع قليلة.
2. التحكم في سكر الدم:
أبحاث عديدة أكدت أن الشوفان يساعد في تقليل استجابة الجلوكوز بعد الوجبات، مما يحمي من ارتفاع السكر المفاجئ، ويرجع ذلك لبطء هضم الألياف القابلة للذوبان.
3. تعزيز صحة القلب:
منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA اعترفت رسميًا بأن الشوفان غذاء يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب عند تناوله كجزء من نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة والكوليسترول.
4. دعم المناعة:
بيتا جلوكان الموجود في الشوفان له خصائص محفزة للمناعة، حيث يساعد في تحسين نشاط خلايا الدم البيضاء ومكافحة الالتهابات.
لماذا يعتبر عادة صباحية مثالية؟
الطبيب الياباني الشهير الذي تحدث عن هذا السر الصحي أكد أنه يبدأ يومه دائمًا بوجبة غنية بالشوفان، لأنها تمنحه طاقة مستمرة وتجعله يشعر بالشبع لفترة طويلة، مما يقلل من الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية خلال النهار. بالإضافة إلى ذلك، تناول الشوفان في الصباح يساعد في التحكم في الوزن لأنه يحد من الإفراط في السعرات الحرارية.
طرق تحضير الشوفان الصحية
الشوفان بالماء أو الحليب: أسهل طريقة هي طهي نصف كوب من الشوفان مع كوب ماء أو حليب قليل الدسم، وإضافة القليل من القرفة لتحسين الطعم.
إضافة المكسرات والفواكه: يمكن تعزيز القيمة الغذائية للشوفان بإضافة اللوز أو عين الجمل، وبعض الفواكه مثل التوت أو الموز، لزيادة الألياف والفيتامينات.
الشوفان مع الزبادي: وضع الشوفان في كوب من الزبادي اليوناني يعد خيارًا غنيًا بالبروتين ومثاليًا لوجبة إفطار متوازنة.
نصائح هامة قبل تناوله
يفضل اختيار الشوفان الكامل غير المعالج لتجنب السكريات المضافة.
للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين، يجب التأكد من أن الشوفان خالٍ من التلوث بالقمح.
لا ينصح بإضافة السكر الأبيض، ويمكن استبداله بالعسل الطبيعي أو القليل من التمر.
من الواضح أن الشوفان ليس مجرد طعام تقليدي، بل هو وجبة متكاملة بفضل مكوناته الغنية بالألياف والمعادن ومضادات الأكسدة. بإذن الله، إدخاله في وجبة الإفطار اليومية قد يكون أحد أفضل القرارات الصحية التي يمكن اتخاذها للحفاظ على القلب، ضبط الوزن، وتنظيم سكر الدم. وهذا هو السر الذي يحافظ عليه الكثير من اليابانيين حتى بعد السبعين، فهم يعتمدون على أطعمة بسيطة لكنها قوية في قيمتها الغذائية، وعلى رأسها الشوفان.
