منوعات عامة

“عالم نمساوي يُدهش الجميع”… هذه الطريقة البسيطة تعزز المناعة وتحمي الجسم من الأمراض المعدية المنتشرة بإذن الله… “وداعاً للفيروسات” !!

في زمن تتسارع فيه وتيرة انتشار الأمراض المعدية ويزداد القلق من ضعف جهاز المناعة عند فئات واسعة من البشر، خرج عالم نمساوي بارز بتصريح علمي مدعوم بدراسات وتجارب عملية، ليكشف عن طريقة طبيعية بسيطة قادرة على تعزيز الجهاز المناعي بشكل ملحوظ والوقاية من كثير من الأمراض الفيروسية والبكتيرية التي تهدد الصحة العامة.

هذا الاكتشاف لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة سنوات طويلة من الأبحاث في مجال المناعة والطب الوقائي، حيث ركز العلماء على دور العادات البسيطة والوسائل الطبيعية في إعادة تنشيط جهاز الدفاع الأول في الجسم، بعيداً عن الإفراط في الاعتماد على الأدوية والمضادات الحيوية.

تفاصيل الطريقة البسيطة

بحسب ما أعلنه البروفيسور هانز مولر، أستاذ علم المناعة بجامعة فيينا الطبية، فإن الطريقة تقوم على تعريض الجسم بشكل منتظم للماء البارد من خلال الاستحمام أو غمر الجسم جزئياً فيه، وهي ممارسة قد تبدو للبعض غير مريحة لكنها تحمل فوائد علمية مثبتة.

وأشار مولر إلى أن تعرض الجسم للماء البارد لفترات قصيرة يتراوح بين 30 ثانية ودقيقة واحدة يؤدي إلى تحفيز إفراز هرمونات الأدرينالين والنورأدرينالين، مما ينشط الدورة الدموية ويحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن التصدي للفيروسات والبكتيريا.

دراسات داعمة من أوروبا

لا يقتصر الأمر على نتائج الفريق النمساوي، فقد دعمت دراسات أخرى في هولندا وألمانيا هذه النتائج. ففي دراسة أجريت على أكثر من 3000 شخص في هولندا عام 2016 ونشرت في مجلة PLOS One الطبية، تبين أن الأشخاص الذين التزموا بالاستحمام بالماء البارد يومياً لمدة شهرين انخفضت لديهم معدلات الإصابة بنزلات البرد بنسبة تجاوزت 30% مقارنة بغيرهم.

أما في ألمانيا، فقد أظهرت تجارب سريرية أن هذه الممارسة البسيطة رفعت مستويات مادة “الجلوتاثيون” المضادة للأكسدة في الدم، وهو ما يعزز قدرة الجسم على محاربة الالتهابات والتصدي للجذور الحرة الضارة.

آلية عمل التأثير المناعي

يفسر العلماء هذه الظاهرة بأن التعرض المفاجئ للماء البارد يُعد بمثابة “صدمة إيجابية” للجسم، حيث يطلق استجابة تكيفية تحسن من كفاءة جهاز المناعة. هذه الاستجابة تشمل:

1. زيادة عدد الكريات البيضاء: وهي الجند الأول في مقاومة مسببات العدوى.

2. تحفيز إنتاج السيتوكينات: وهي بروتينات صغيرة تنظم عمل الجهاز المناعي وتزيد من سرعة استجابته.

3. تنشيط الدورة الدموية واللمفاوية: مما يساعد على وصول الخلايا المناعية بسرعة أكبر إلى أماكن العدوى.

4. خفض مستوى الالتهابات المزمنة: التي تضعف الجسم وتجعل الأفراد أكثر عرضة للأمراض.

فوائد إضافية

إلى جانب تقوية المناعة، أكدت الأبحاث أن الاستحمام بالماء البارد أو ما يُعرف أحياناً بـ “العلاج بالتبريد” له آثار إيجابية أخرى مثل:

تحسين جودة النوم عبر خفض درجة حرارة الجسم الداخلية.

تقليل مستويات التوتر والقلق بفضل تحفيز إفراز الإندورفينات.

تحسين مرونة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم.

تسريع تعافي العضلات بعد التمارين الرياضية الشاقة.

خبرة الشعوب القديمة

من المثير للاهتمام أن هذه الطريقة ليست جديدة تماماً، فقد عرفتها العديد من الثقافات القديمة. ففي روسيا مثلاً، اعتاد الناس منذ قرون على الغطس في المياه الجليدية خلال فصل الشتاء اعتقاداً بقدرتها على تنقية الجسم وتقويته. وفي اليابان، لا تزال بعض الطقوس الدينية تتضمن الاغتسال بمياه شديدة البرودة كجزء من طقوس التطهير الجسدي والروحي.

نصائح للتطبيق الآمن

يحذر الخبراء من أن هذه الممارسة يجب أن تتم بشكل تدريجي وآمن، خاصة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم. ويوصي البروفيسور مولر بالخطوات التالية:

1. البدء بالماء الفاتر ثم تخفيض الحرارة تدريجياً.

2. الاكتفاء بـ 30 ثانية في البداية وزيادتها تدريجياً حتى دقيقة أو دقيقتين.

3. التركيز على اليدين والقدمين والوجه قبل تعريض الجسم كاملاً.

4. ممارسة ذلك يومياً أو 3 مرات أسبوعياً للحصول على الفوائد المرجوة.

نحو ثورة في الطب الوقائي

يرى مراقبون أن هذه النتائج تمثل نقلة نوعية في فهم كيفية تعزيز المناعة بأساليب طبيعية بسيطة ومجانية تقريباً، بعيداً عن الإفراط في استخدام الأدوية والمكملات. وقد دعا فريق البروفيسور مولر إلى توسيع نطاق التجارب السريرية لمتابعة الآثار طويلة المدى لهذه الطريقة، مع إمكانية دمجها ضمن برامج الصحة العامة في المدارس والمستشفيات.

بينما لا توجد وسيلة سحرية واحدة للقضاء على الأمراض المعدية بشكل كامل، فإن تقوية جهاز المناعة تظل خط الدفاع الأهم. ومع هذا الاكتشاف العلمي القادم من النمسا، يفتح الباب أمام ملايين البشر للاستفادة من طريقة طبيعية بسيطة قد تغيّر أسلوب حياتهم وصحتهم بشكل جذري. إنها تذكير قوي بأن الحلول العظيمة قد تكمن في أبسط الممارسات اليومية، وأن “وداعاً للفيروسات” قد لا يكون مجرد شعار بل واقعاً قريب المنال إذا ما أحسن الناس تطبيق هذه الخطوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!