دراسة صادمة تكشف ما لم يكن متوقعًا.. تخطي وجبة الإفطار قد يُدمر الشرايين ويزيد خطر أمراض القلب

يبدى الأطباء قلقا متزايدا بشأن كيفية تأثير العادات الصباحية غير الصحية على صحة الشرايين والمساهمة في انسدادها، مما يضر بصحة القلب والأوعية الدموية، ولعل إحدى هذه العادات، كما تشير الأبحاث، هي تخطي وجبة الإفطار، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف انديا”.
تُعتبر وجبة الإفطار أمرًا بالغ الأهمية، ولكن مع ضغوطات الحياة يتزايد عدد الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار تمامًا أو يتناولون الطعام بسرعة (وهو أمر ضار أيضًا)، وتشير الأبحاث إلى أن هذه الممارسة قد تكون أسوأ بكثير مما تبدو عليه، وخاصةً على صحة القلب والأوعية الدموية والشرايين.
كيف يؤثر تخطى وجبة الإفطار على صحة الشرايين؟
تنقل الشرايين الدم الحامل للأكسجين من القلب إلى جميع خلايا الجسم، ومع مرور الوقت، قد تضيق بسبب تراكم اللويحات، المعروف باسم تصلب الشرايين، وعندما يحدث هذا تدريجيًا وبصمت، فإنه يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ويؤدي تخطي وجبة الإفطار أيضًا إلى إطلاق سلسلة من الأحداث الفسيولوجية التي يمكن أن تسرع هذه العملية.
وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتجاهلون وجبة الإفطار عادةً ما يكونون أكثر عرضة لارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة مقاومة الأنسولين، وهذه العوامل الثلاثة مجتمعة تزيد من خطر تكون اللويحات الشريانية.
فعندما يفتقر الجسم إلى العناصر الغذائية في الصباح من خلال تجاهل وجبة الإفطار، فإنه يعوض ذلك بإفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وهذه الزيادة الكبيرة في الهرمونات تزيد الالتهاب، وهو عامل أساسي في تصلب الشرايين، علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يتناولون وجبة الإفطار يتجاهلون وجباتهم في وقت لاحق من اليوم، ويطوقون إلى تناول أطعمة عالية السعرات الحرارية أو مُصنعة تزيد من مستويات الدهون الثلاثية وتضغط على الجهاز الوعائي.
وقد تناول تحليل حديث من دراسة PESA (تطور تصلب الشرايين دون السريري المبكر) علاقة عادات الإفطار بالمراحل المبكرة من مرض الشرايين، وحدد الباحثون ثلاثة أنماط لتناول الإفطار بين المشاركين.. على النحو التالى:
وجبة إفطار عالية الطاقة (>20% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية) – 27% من المشاركين.
وجبة إفطار منخفضة الطاقة (5-20% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية) – 70%.
تخطي وجبة الإفطار (<5% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية) – 3%
وأظهرت هذه النتائج أن الأشخاص الذين يتخطون وجبة الإفطار لديهم خطر أعلى بكثير للإصابة بتصلب الشرايين.
بحث يوضح المخاطر
وجد تقرير نُشر في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن البالغين الذين يتخطون وجبة الإفطار كانوا أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 87% مقارنةً بمن يتناولونها بانتظام، وكشفت دراسة أخرى أُجريت في إسبانيا أن جدران الشرايين السباتية لدى الأفراد الذين يتخطون وجبة الإفطار بانتظام كانت أكثر سمكًا، وهو مؤشر رئيسي على تصلب الشرايين الناشئ، حيث يعتقد الخبراء أن هذا الارتباط لا يقتصر على ما نأكله فحسب، بل يتعلق أيضًا بموعد تناوله، حيث يتبع الجسم إيقاعًا يوميًا، وتناول الطعام وفقًا لهذا الإيقاع يساعد على تنظيم عملية الأيض وتنظيم مستويات السكر في الدم، ويؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى خلل في هذا الإيقاع، مما يدفع الجسم إلى حالة من التوتر تعزز تخزين الدهون والالتهابات، وكلاهما ضار بصحة الشرايين.
لماذا غالبًا ما تمر أعراض تصلب الشرايين دون أن يلاحظها أحد؟
الجانب الأكثر إثارة للقلق في هذه الحالة هو أنها تتطور ببطء، حيث يترسخ تصلب الشرايين على مدى سنوات طويلة، وأحيانًا عقود، دون ظهور أعراض واضحة، وعادةً ما تُعزى الأعراض الأولية، مثل التعب البسيط أو الدوار أو ضيق التنفس، إلى التعب الطبيعي، وعندما يُصاب الشخص بألم في الصدر أو نوبة قلبية، يكون المرض قد استقر تمامًا.
وتُعد فحوصات الدم، واختبارات مستوى الدهون، والفحوصات التصويرية، مثل الموجات فوق الصوتية للشريان السباتي، من الطرق الموثوقة الوحيدة لتشخيص التغيرات في الشرايين مبكرًا، كما يُشدد الأطباء على ضرورة مراقبة مستويات السكر في الدم وضغط الدم، نظرًا لارتباطهما الوثيق بصحة الأوعية الدموية.
كيفية الحفاظ على صحة الشرايين
يبدأ الحل بإعادة التوازن إلى روتين الصباح، حيث يساعد تناول وجبة إفطار صحية على تنظيم عملية الأيض وتحسين مستويات الطاقة، وينصح خبراء التغذية بتناول أطعمة غنية بالألياف ومضادات الأكسدة والدهون الصحية، مثل الشوفان والمكسرات والبذور والفواكه والحبوب الكاملة، فهذه الأطعمة تُخفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL) وتحمي الجدار الداخلي للأوعية الدموية.
ولا يقل ترطيب الجسم أهمية في هذا الصدد، إذ يُساعد الماء على طرد السموم من الجسم، ويُنظم جميع عملياته الحيوية، ومن المهم أيضًا تجنب أطعمة الإفطار المصنعة المليئة بالسكريات المضافة أو الدهون المتحولة، فهذه الأطعمة قد تُسبب ارتفاعًا حادًا في سكر الدم وتُسبب الالتهابات، مما يُبطل أهمية وفوائد تناول وجبة الإفطار في وقت مبكر.
هذا الضرر الصامت الناتج عن تخطي وجبة الإفطار يُذكرنا بأن صحة القلب هشة، وتعتمد على ما نفعله، وكيف نفعله، وما نأكله أيضًا، وعدم إهمال أي وجبة، وخاصةً وجبة الإفطار.