فاكهة صغيرة متوفرة في الأسواق… قادرة على وقف ارتفاع السكر فورا وتساعد الجسم على حرق الدهون الزائدة… وتحسين الصحة العامة !!

أصبح داء السكري من أكثر الأمراض انتشارا في العصر الحديث حيث تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين تجاوز 460 مليون شخص حول العالم ومن المتوقع أن يرتفع الرقم بشكل كبير خلال العقود القادمة ويعد ارتفاع مستوى السكر في الدم بشكل متكرر السبب الرئيسي وراء المضاعفات المزمنة للمرض مثل أمراض القلب وتلف الكلى وضعف النظر وتضرر الأعصاب لذلك يبحث الباحثون والأطباء دائما عن وسائل طبيعية آمنة يمكن أن تدعم العلاج الطبي وتساعد في ضبط مستويات السكر بشكل فعال
من بين الاكتشافات المذهلة التي شغلت الأوساط العلمية في السنوات الأخيرة فاكهة صغيرة الحجم لكنها غنية بالمركبات النشطة وهي التوت البري بأنواعه المختلفة مثل التوت الأزرق والتوت الأسود والتوت الأحمر حيث أظهرت أبحاث كثيرة أن هذه الفاكهة يمكن أن تساعد على خفض ارتفاع السكر بعد الوجبات وتحسين استجابة الجسم للأنسولين إضافة إلى تعزيز عملية حرق الدهون الزائدة في الجسم
التوت ودوره في ضبط مستويات السكر
التوت يحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة خصوصا مركبات الأنثوسيانين وهي التي تعطيه لونه المميز الأزرق أو الأحمر الداكن وقد بينت دراسة نشرت في مجلة التغذية الأمريكية أن تناول التوت بانتظام يحسن بشكل واضح من حساسية الجسم للأنسولين ويقلل من ارتفاع مستوى السكر بعد تناول الطعام حيث إن الأنثوسيانين يبطئ من امتصاص الجلوكوز في الأمعاء ويساعد على دخول السكر إلى الخلايا بكفاءة أعلى وهذا يعني أن الجسم يحتاج إلى كمية أقل من الأنسولين للحفاظ على التوازن
كما أن الألياف الغذائية الموجودة بكثرة في التوت تعمل على إبطاء عملية الهضم مما يمنع الارتفاع المفاجئ في مستويات السكر بعد الوجبات وهذا العامل وحده يجعل التوت إضافة غذائية مهمة لمرضى السكري أو حتى للأشخاص المعرضين للإصابة بالمرض
التوت وحرق الدهون
أظهرت أبحاث أجريت على الحيوانات والبشر أن استهلاك التوت يساعد على تحفيز عملية التمثيل الغذائي للدهون حيث إن مركبات الأنثوسيانين والبوليفينولات الموجودة فيه تنشط بعض الجينات المسؤولة عن أكسدة الدهون في الكبد والعضلات وهذا يعني أن الجسم يصبح أكثر قدرة على استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلا من تخزينها
في دراسة أجرتها جامعة ميتشيغان الأمريكية على فئران أطعمت نظاما غذائيا غنيا بالدهون لوحظ أن الفئران التي حصلت على التوت الأزرق كانت أقل وزنا وامتلكت دهونا أقل في منطقة البطن مقارنة بالمجموعة التي لم تحصل على التوت وهذا يشير إلى أن هذه الفاكهة الصغيرة قد تساعد البشر أيضا على التحكم في أوزانهم وتقليل خطر السمنة
تحسين الصحة العامة
إضافة إلى قدرتها على ضبط السكر وحرق الدهون تقدم فاكهة التوت مجموعة واسعة من الفوائد الصحية التي تجعلها غذاء مثاليا للصحة العامة فهي تدعم صحة القلب عن طريق خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول الضار في الدم كما أن مضادات الأكسدة تحمي جدران الأوعية الدموية من التلف التأكسدي الذي يساهم في تصلب الشرايين
أيضا للتوت دور في تعزيز صحة الدماغ حيث بينت دراسة طويلة الأمد نشرت في مجلة علم الأعصاب أن كبار السن الذين تناولوا التوت بشكل منتظم أظهروا تحسنا في الذاكرة والقدرات الإدراكية مقارنة بمن لم يتناولوه والسبب يعود إلى أن مركبات الأنثوسيانين تحسن تدفق الدم إلى الدماغ وتحمي الخلايا العصبية من الالتهابات
كما أن التوت غني بفيتامين سي والمنغنيز والألياف ما يجعله مفيدا للجهاز الهضمي ولتقوية جهاز المناعة في مواجهة العدوى والأمراض المختلفة
كيف يمكن إدخال التوت إلى النظام الغذائي
للاستفادة من الفوائد الكبيرة لهذه الفاكهة يمكن تناولها بأكثر من طريقة منها
تناول التوت الطازج كوجبة خفيفة بين الوجبات
إضافته إلى الشوفان أو الزبادي في وجبة الإفطار
خلطه مع العصائر الطبيعية الخالية من السكر
استخدامه في السلطات لإضفاء طعم مميز وقيمة غذائية أعلى
يفضل دائما تناول التوت الطازج أو المجمد دون إضافة سكر أما العصائر التجارية فهي غالبا تحتوي على كميات عالية من السكر المضاف مما يفقد الفاكهة جزءا كبيرا من قيمتها الصحية
ملاحظات مهمة
رغم أن التوت يقدم فوائد عظيمة لمرضى السكري إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه وحده كعلاج بل يجب أن يكون جزءا من خطة متكاملة تتضمن اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني بانتظام وتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب كما أن الإفراط في تناوله قد يرفع السعرات الحرارية وبالتالي لا بد من الاعتدال في الكمية
الدراسات العلمية الداعمة
دراسة نشرت في مجلة التغذية عام 2010 أظهرت أن تناول مشروب غني بالتوت الأزرق لمدة ستة أسابيع حسّن بشكل ملحوظ من حساسية الأنسولين لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة
بحث أجري في فنلندا وجد أن الأنثوسيانين المستخرج من التوت الأسود يقلل من الالتهابات المزمنة التي تعد من العوامل الأساسية في تطور السكري من النوع الثاني
مراجعة علمية في مجلة الكيمياء الغذائية أشارت إلى أن التوت يحسن من صحة القلب والأوعية الدموية عبر تقليل أكسدة الكوليسترول الضار وتحسين مرونة الشرايين
التوت فاكهة صغيرة الحجم لكنها تحمل فوائد صحية هائلة إذ تساعد على خفض مستويات السكر المرتفع بعد الوجبات وتحسن استجابة الجسم للأنسولين كما تحفز على حرق الدهون الزائدة وتقلل من مخاطر السمنة وأمراض القلب فضلا عن دورها في تعزيز الذاكرة ودعم جهاز المناعة
إن إدخال التوت إلى النظام الغذائي اليومي يعد خطوة بسيطة لكنها ذات أثر كبير على الصحة العامة فهو مثال حي على أن الطبيعة ما زالت تخبئ لنا أسرارا علاجية مذهلة تثبت يوما بعد يوم أهميتها في مواجهة أمراض العصر.