أقتراحات عامة

أطباء الغدد في صدمة… هذه الفاكهة تخفض سكر الدم… أسرع من الأدوية !

مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم، ويعاني منه مئات الملايين من البشر. ويعتبر ارتفاع مستويات السكر في الدم لفترات طويلة السبب المباشر في مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب، الكلى، العيون، والأعصاب. لذلك يسعى الأطباء والباحثون باستمرار لاكتشاف وسائل طبيعية آمنة تساعد على ضبط مستوى السكر، إلى جانب الأدوية المعروفة. وفي السنوات الأخيرة، ظهرت نتائج مدهشة عن دور بعض الفواكه في خفض سكر الدم بسرعة وفعالية، لدرجة أن بعض الدراسات أشارت إلى أن تأثيرها قد يضاهي أو حتى يتفوق على بعض العلاجات الدوائية. ومن أبرز هذه الفواكه الجوافة.

الجوافة وسكر الدم

الجوافة فاكهة استوائية غنية بالألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامين سي الذي يوجد فيها بكميات تفوق البرتقال عدة مرات. لكن ما جعلها محط اهتمام علماء الغدد الصماء هو احتواؤها على مركبات نباتية فعالة مثل الفلافونويدات والكاروتينات والبوليفينولات. هذه المواد تعمل بشكل مباشر على تحسين حساسية الأنسولين وخفض امتصاص الجلوكوز في الأمعاء.

في دراسة نُشرت في Journal of Clinical and Diagnostic Research عام 2011، أجريت تجارب على مرضى السكري من النوع الثاني تناولوا ثمار الجوافة أو عصيرها بشكل منتظم. النتائج أظهرت انخفاضاً واضحاً في مستويات سكر الدم الصيامي وبعد الوجبات، كما انخفضت معدلات HbA1c الذي يعكس معدل السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

كيف تعمل الجوافة على خفض سكر الدم؟

1. غنية بالألياف القابلة للذوبان: هذه الألياف تُبطئ امتصاص الجلوكوز في الأمعاء، مما يمنع الارتفاع الحاد في مستويات السكر بعد الأكل.

2. تحفيز إفراز الأنسولين: بعض المركبات في الجوافة تساعد البنكرياس على تحسين إفراز الأنسولين الطبيعي.

3. مضادة للأكسدة: الأكسدة تلعب دوراً في تدمير خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إفراز الأنسولين، ومضادات الأكسدة في الجوافة توفر حماية لهذه الخلايا.

4. خفض مقاومة الأنسولين: مقاومة الأنسولين هي العامل الأساسي في تطور السكري من النوع الثاني، والجوافة تقلل من هذه المقاومة مما يحسن استخدام الجلوكوز داخل الخلايا.

دراسات داعمة

دراسة أجريت في الهند على 120 مريض سكري تناولوا الجوافة لمدة 12 أسبوعاً أظهرت انخفاضاً بمعدل 10% في مستويات السكر الصيامي و15% في السكر بعد الأكل.

بحث آخر نشر في Nutrition and Metabolism أكد أن مستخلص أوراق الجوافة يملك تأثيراً دوائياً مشابهاً لبعض أدوية السكري مثل الميتفورمين في تحسين حساسية الأنسولين.

دراسة يابانية على الحيوانات أظهرت أن شاي أوراق الجوافة يحد من امتصاص الكربوهيدرات ويخفض ارتفاع السكر بعد الوجبات بشكل فعال.

مقارنة مع الأدوية

الأدوية مثل الميتفورمين أو السلفونيل يوريا تعمل بآليات دوائية معروفة، لكن المشكلة أنها قد تسبب آثاراً جانبية مثل اضطرابات المعدة أو نقص السكر الحاد. بينما الجوافة توفر تأثيراً طبيعياً أكثر توازناً مع فوائد إضافية مثل تقوية المناعة ودعم صحة القلب. ومع ذلك، الأطباء يشددون على أن الجوافة لا ينبغي أن تكون بديلاً كاملاً عن الأدوية، وإنما يمكن أن تكون مكملاً غذائياً فعالاً يساعد على تحسين النتائج وتقليل الحاجة إلى جرعات عالية من الدواء.

فوائد إضافية للجوافة

إلى جانب تأثيرها على سكر الدم، الجوافة تقدم مجموعة كبيرة من الفوائد الصحية:

تعزيز صحة القلب عبر خفض ضغط الدم والكوليسترول.

دعم الجهاز المناعي بفضل محتواها العالي من فيتامين سي.

تحسين الهضم بفضل غناها بالألياف.

مكافحة الالتهابات نتيجة خصائصها المضادة للبكتيريا والفيروسات.

كيفية استهلاك الجوافة لتحقيق أفضل الفوائد

تناول حبة أو اثنتين من الجوافة الطازجة يومياً يعتبر مثالياً.

يمكن شرب عصير الجوافة الطبيعي لكن يفضل دون إضافة السكر.

شاي أوراق الجوافة خيار شائع في بعض الدول الآسيوية ويُستخدم كوسيلة فعالة لخفض سكر الدم.

يُنصح بعدم الإفراط في استهلاكها لتجنب اضطرابات الهضم عند بعض الأشخاص بسبب محتواها العالي من الألياف.

آراء الأطباء

يقول الدكتور “راجيف شارما” أخصائي الغدد في نيودلهي: “ما نراه اليوم من نتائج علمية حول الجوافة يجعلنا نعيد التفكير في دور الأغذية في علاج السكري. لقد لاحظت لدى بعض مرضاي أن إدخال الجوافة في النظام الغذائي ساعد على تحسين أرقام السكر لديهم بشكل واضح”.

بينما تشير الدكتورة “ماريا غونزاليس” من جامعة مدريد إلى أن “الجوافة قد تكون جزءاً من استراتيجية وقائية عالمية، فهي متوفرة ورخيصة وآمنة، ويمكن أن تقلل من اعتماد الملايين على الأدوية المكلفة”.

التحذيرات

رغم فوائدها الكبيرة، يجب الانتباه لبعض النقاط:

الإفراط في تناول عصير الجوافة المحلى بالسكر قد يلغي فوائدها.

مرضى الكلى الذين يعانون من ارتفاع البوتاسيوم يجب أن يستهلكوها بحذر لأنها غنية بالبوتاسيوم.

لا يُنصح باستبدال الدواء بالجوافة دون استشارة الطبيب.

الجوافة ليست مجرد فاكهة لذيذة، بل هي كنز غذائي مذهل جعل أطباء الغدد في صدمة من نتائج الدراسات العلمية التي أظهرت قدرتها على خفض سكر الدم بسرعة تفوق بعض الأدوية التقليدية. إنها مثال حي على قوة الطبيعة في دعم الصحة والوقاية من الأمراض. إدخالها إلى النظام الغذائي بشكل معتدل ومنتظم يمكن أن يكون خطوة مهمة لكل مريض سكري يسعى للسيطرة على حالته وتحسين جودة حياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!