ارتفاع ضغط الدم في الشتاء مشكلة صحية خطيرة… طبيب الماني ينصح بتناول هذا فوراً قبل النوم وسيختفي الضغط تدريجياً بدون ادوية !!

في الأجواء الباردة والأمسيات الطويلة من فصل الشتاء، تبدأ معاناة جديدة لملايين الأشخاص حول العالم، خاصة أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. فالعلاقة بين برودة الطقس وارتفاع قراءات الضغط علاقة مثبتة علمياً وليست مجرد تخمينات. في هذا السياق، يثير دكتور هانز يورغن فريتاس، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة هايدلبرغ بألمانيا، نقطة بالغة الأهمية بعد سنوات من الأبحاث السريرية: إن التحكم في ضغط الدم الشتوي قد يبدأ من عادات بسيطة قبل النوم، لكنه يحذر في الوقت نفسه من التسرع في التخلي عن الأدوية الموصوفة طبياً.
ما يحدث في الشتاء هو تفاعل معقد بين جسم الإنسان والبيئة المحيطة. عند التعرض للبرد، تنقبض الأوعية الدموية الطرفية في الجلد والأطراف كرد فعل طبيعي للحفاظ على حرارة الجسم الأساسية وحماية الأعضاء الداخلية. هذا الانقباض يؤدي إلى زيادة مقاومة جدران الشرايين لتدفق الدم، مما يرفع الضغط داخل النظام الدموي. كما أن قلة التعرض لأشعة الشمس تقلل من إنتاج فيتامين د في الجلد، وهو فيتامين له دور مساعد في تنظيم ضغط الدم والتحكم في هرمون الرينين الذي تفرزه الكلى. بالإضافة إلى ذلك، يميل الناس في الشتاء إلى تناول أطعمة أكثر ملوحة وتقل حركتهم البدنية، وكلها عوامل تساهم في رفع الضغط.
الدكتور فريتاس، خلال محاضرة له في المؤتمر الأوروبي لأمراض القلب، أشار إلى أن أحد أكثر العوامل التي تهملها البروتوكولات العلاجية هو “الاستعداد الليلي” للجسم. حيث أوضحت دراسته المطولة على ٥٠٠ مريض أن المرضى الذين اتبعوا نظاماً مسائياً بسيطاً شهدوا تحسناً ملحوظاً في استقرار ضغط الدم خلال ساعات الليل والصباح الباكر، وهي الفترة التي تشهد عادة أعلى معدلات للجلطات القلبية والدماغية بسبب تقلبات الضغط.
النصيحة المركزية التي يقدمها لا تتعلق بمنتج صيدلاني معقد، بل بمشروب طبيعي يتم تحضيره في المنزل ويؤخذ قبل النوم بساعة. التركيبة تعتمد على ماء دافئ ممزوج بعصير نصف ليمونة طازجة مع ملعقة صغيرة من خل التفاح الطبيعي غير المصفى ورشة من القرفة. هذا المزيج، حسب شرحه، يعمل على عدة مستويات: حمض الستريك في الليمون يساعد على استرخاء الأوعية الدموية، وخل التفاح يحتوي على البوتاسيوم الذي يوازن تأثير الصوديوم في الجسم، والقرفة تحسن من حساسية الخلايا للأنسولين وتقلل من الالتهابات الداخلية التي قد تساهم في تصلب الشرايين. لكن الدكتور فريتاس يؤكد أن هذا المشروب ليس دواءً، بل هو “مساعد وقائي” ضمن خطة شاملة، وأن نتائجه تظهر تدريجياً مع الانتظام وقد لا تناسب جميع الحالات، خاصة مرضى قرحة المعدة أو أولئك الذين يتناولون أدوية مدرة للبول.
الحقيقة الطبية الأهم التي يصر عليها جميع الأطباء، بما فيهم الدكتور فريتاس، هي أن ارتفاع ضغط الدم حالة مزمنة تتطلب إدارة مستمرة. الفكرة ليست في استبدال الدواء بشيء آخر، بل في خلق بيئة داخلية وخارجية تدعم عمل الدواء وتقلل الاعتماد على جرعات عالية. من الخطير والغير مسؤول الترويج لفكرة أن مشروباً أو طعاماً ما يمكن أن يجعل الضغط “يختفي” بدون أدوية. ما يمكن أن يحدث هو تحسن في القراءات ودعم للعلاج الأساسي، ولكن التوقف عن أدوية الضغط بدون إشراف طبي مباشر قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل السكتات الدماغية أو النوبات القلبية.
إلى جانب النصيحة الليلية، يقدم الطب وقاية أكثر شمولاً لمواجهة تحديات الشتاء. فالحرص على تدفئة الجسم بشكل جيد، وخاصة الأطراف والرأس عند الخروج، يقلل من صدمة البرد التي تسبب انقباض الأوعية المفاجئ. كما أن ممارسة الرياضة داخل المنزل، ولو كانت تمارين الإطالة أو اليوغا أو استخدام الدراجة الثابتة، تحافظ على مرونة الأوعية الدموية. ويركز الأطباء على مراقبة تناول الملح المخفي في الأطعمة الجاهزة والحساء المعلب والأطعمة المدخنة، مع الإكثار من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم كالموز والسبانخ والبطاطا الحلوة.
القاعدة الذهبية التي يجب أن تظل راسخة في أذهان الجميع: كل تغيير في خطة علاج ضغط الدم، سواء بإضافة عشب أو مشروب أو حتى تعديل جرعة الدواء، يجب أن يتم تحت عين الطبيب المعالج. فالجسم ليس معمل تجارب، والثمن قد يكون صحة القلب والدماغ. الاستماع إلى نصائح الأطباء والخبراء الموثوقين، مع الحذر من الوعود السحرية التي تملأ مواقع التواصل، هو طريق النجاة الحقيقي. فصل الشتاء يمكن أن يمر بسلام وسكينة إذا تعاملنا مع أجسادنا باحترام ووعي، ونتبع العلم حيثما يقود، بعيداً عن الإشاعات والأوهام.




