أغرب قانون في هذا البلد يمنع “الضحك” في الشارع!.. ما السر؟!

في عالمنا الحديث، حيث أصبحت الحريات الشخصية أمرًا مقدسًا في معظم الدول، لا تزال بعض القوانين القديمة والغريبة تثير الدهشة، بل وتخطف الأنظار بتفاصيلها الغريبة، خاصة عندما ترتبط بسلوكيات يومية بسيطة مثل “الضحك”
لكن ماذا لو علمت أن هناك بلدًا يمنع الضحك في الشارع؟! نعم، هذا ما يحدث بالفعل في كوريا الشمالية!
قانون غير اعتيادي.. لكنه حقيقي!
وفقًا لتقارير متعددة من منظمات حقوقية ومنشقين عن النظام الكوري الشمالي، فإن السلطات هناك فرضت في بعض المناسبات، مثل ذكرى وفاة الزعيم السابق “كيم جونغ إيل”، قانونًا صارمًا يمنع السكان من الضحك أو التعبير عن الفرح علنًا، خلال فترة الحداد التي قد تمتد لأيام أو حتى أسابيع.
ويُعتبر الضحك في هذه الفترة إهانة مباشرة للقيادة، وقد يتعرض من يخالف هذا القانون لعقوبات قاسية تشمل السجن، أو في بعض الحالات، الإخفاء القسري، وهو ما حدث بالفعل حسب شهادات هاربين من البلاد.
ليست مجرد إشاعة!
المنظمات الدولية مثل “هيومن رايتس ووتش” أكدت وجود ممارسات مشابهة في كوريا الشمالية، حيث تُفرض إجراءات قمعية صارمة لمنع أي مظهر من مظاهر البهجة أو حتى الترفيه خلال أيام الحداد الرسمية. في عام 2021 مثلاً، شهدت البلاد فترة حداد صامتة امتدت لـ11 يومًا، حُظر فيها الضحك، شرب الكحول، التسوّق، وحتى إلقاء كلمات الحزن على المتوفين خارج الإطار الرسمي! وهذا الحظر الغريب امتد ليشمل كافة الأعمار، ولم يُستثنَ منه أحد.
لماذا تُفرض هذه القوانين؟
يعتقد محللون أن هذه القوانين تعكس مزيجًا من العقيدة السياسية الصارمة وثقافة التقديس شبه الديني للقيادة العليا، وهو ما يجعل أي تصرف خارج المتوقع يُعتبر تهديدًا مباشرًا لهيبة النظام. وفي حديثٍ لأحد المنشقين عبر إذاعة “راديو آسيا الحرة”، قال: “من يضحك أو يبدو عليه السرور في مثل هذه الفترات، كأنه يقول إن وفاة الزعيم لا تهمه، وهذا جُرم لا يُغتفر في قاموس النظام!”
ردود أفعال العالم
العالم الخارجي ينظر إلى هذه القوانين بعين الاستغراب والذهول، إذ أنها تتناقض كليًا مع المفاهيم الحديثة للحريات الفردية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، يبقى تطبيقها أمرًا واقعيًا وقاسيًا، في بلد يعيش في عزلة تامة تقريبًا.
ضحك ممنوع.. وحرية مكممة
بينما يُعتبر الضحك علاجًا نفسيًا ومؤشرًا على الصحة الجسدية والعقلية، تحوّل في كوريا الشمالية إلى “خطر محتمل” قد يعرّض صاحبه للمساءلة! وهنا، تكمن المفارقة المرعبة: أن أبسط حقوق الإنسان – كالابتسام – يمكن أن تُصبح جريمة في ظل قوانين غريبة لم تعد تنتمي لعصرنا.
في كوريا الشمالية، لا تضحك في الشارع.. فقد يتحوّل ضحكك العفوي إلى لعنة لا تُغتفر في نظر النظام! هذا القانون الغريب ليس نكتة، بل واقع حقيقي يكشف لنا إلى أي مدى قد تذهب بعض الأنظمة في تقييد الحريات وفرض السيطرة حتى على المشاعر!