منوعات عامة

“تحذير خطير من قلب كل بيت”… دراسة أمريكية تكشف: العطور ومزيلات العرق وأغلفة الطعام تُعرض دماغ الجنين للتلف دون أن نشعر !!

في واحدة من أخطر الدراسات الطبية الحديثة التي أثارت موجة قلق واسعة في الأوساط العلمية والصحية، أطلقت جامعة هارفارد ومعهد الصحة العامة في الولايات المتحدة تحذيراً شديد اللهجة بشأن مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة يومياً في منازلنا، والتي تبيّن أن لها تأثيرات مباشرة ومدمرة على دماغ الجنين في رحم الأم.

الدراسة التي أجريت على مدار سنوات طويلة، وشملت آلاف النساء الحوامل في مراحل مختلفة من الحمل، أظهرت أن بعض المواد التي تدخل في صناعة العطور ومزيلات العرق ومواد التنظيف وأغلفة الطعام البلاستيكية تحتوي على مركبات تُعرف علمياً باسم “الفثالات” (Phthalates) و”البارابين” (Parabens) و”BPA”، وهي مركبات ثبت علمياً أنها تؤثر سلباً على النمو العصبي للجنين، وقد تسبب تأخرًا في نمو الدماغ، وصعوبات في التركيز، ومشاكل سلوكية تظهر لاحقًا في مرحلة الطفولة.

المفاجأة المرعبة ليست فقط في أن هذه المواد موجودة في منتجات التجميل والعناية الشخصية، بل أيضًا في أدوات المطبخ والأطعمة الجاهزة المحفوظة في عبوات بلاستيكية رخيصة. وأكد الخبراء أن امتصاص هذه المركبات يتم من خلال الجلد أو الاستنشاق، بل وأحياناً عبر الطعام نفسه دون أن يكون للمستخدم أدنى فكرة عن الخطر الذي يتعرض له، أو الذي يعرض به جنيناً في بدايات التكوين.

وأوضحت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة “ماريا سوانسون”، أن “الأمر لا يتعلق فقط بالكميات الكبيرة، بل حتى التعرض المزمن لكميات صغيرة من هذه المركبات يومياً خلال الحمل يمكن أن يؤدي إلى تغييرات دقيقة لكنها خطيرة في دماغ الجنين”. وأشارت إلى أن النتائج المخبرية أظهرت تغيرات في حجم بعض المناطق الحيوية المسؤولة عن الذاكرة والانتباه في الدماغ، مما قد يُفسر لاحقاً انتشار حالات فرط النشاط وتأخر الكلام عند بعض الأطفال.

ومن جانبها، نصحت الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد بضرورة تجنب استخدام منتجات التجميل والعناية غير العضوية أو غير المعتمدة طبياً خلال الحمل، وتحديداً العطور القوية ومزيلات العرق التجارية والمنتجات التي تحمل عبارات مثل “عطر صناعي” أو “رائحة منعشة”، حيث أن معظمها يحتوي على مواد ضارة لا تخضع لرقابة دقيقة.

كما دعت الأمهات إلى تقليل استخدام الحاويات البلاستيكية، وخاصة لتسخين الطعام في المايكروويف، واستبدالها بأوانٍ زجاجية أو سيراميكية. وأكدت أنه من الأفضل استخدام المنتجات الطبيعية الخالية من العطور أو تلك المخصصة للأطفال والتي يتم تصنيعها تحت رقابة صحية صارمة.

اللافت أن هذه النتائج تتقاطع مع ما حذّرت منه منظمة الصحة العالمية قبل سنوات بشأن “الملوثات البيئية المنزلية” التي تؤثر على خصوبة النساء والرجال، وتزيد من احتمال الإجهاض والتشوهات الجنينية، وهو ما يجعل هذه الدراسة دليلاً إضافياً على ضرورة إعادة النظر في قائمة المنتجات التي تدخل بيوتنا كل يوم.

الرسالة التي يجب أن تصل لكل أمّ وكل أب هي: احذروا من الخطر الصامت. قد يبدو منزلك نظيفاً وآمناً، لكن المواد التي تعطر الهواء أو تحفظ طعامك قد تحمل في طياتها تهديداً حقيقياً لصحة طفلك قبل حتى أن يولد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!