أقتراحات عامة

سبب النحس وقلة الرزق في البيوت.. شيء بسيط تضعه دون وعي يجلب الطاقة السلبية ويؤثر على البركة ويزرع الضيق والتوتر.. ورد التحذير منه في الأحاديث النبوية

في كل بيت من بيوتنا يبحث الناس عن السعادة والراحة ووفرة الرزق. وقد يسأل الواحد منا نفسه مرات عديدة: لماذا تضيق بنا الحياة أحيانًا رغم أننا نعمل ونجتهد؟ لماذا نشعر أن المال لا يكفي، وأن البركة تختفي من أعمارنا وصحتنا وأوقاتنا؟ ولماذا يزداد التوتر والخلاف داخل البيوت دون أسباب منطقية؟

الإجابة قد تكون في أمور صغيرة جدًا نهملها أو نغفل عنها، لكنها تؤثر تأثيرًا عميقًا على بركة بيوتنا.

إن الرزق لا يقتصر على المال فقط، بل يشمل الطمأنينة، الصحة، التوفيق، المحبة بين أفراد الأسرة، النجاح في الدراسة والعمل، وحتى راحة البال. وقد جاء في الحديث الشريف:

“إن الروح الأمين نفث في روعي أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب” (رواه ابن ماجه).

لكن الشرع الشريف علّمنا أن هناك أشياء قد تمنع البركة وتجلب الضيق والنكد. وقد وردت تحذيرات واضحة في السنة النبوية من أشياء بسيطة قد يضعها الإنسان في بيته دون أن يشعر، فإذا بها تتحول إلى باب للطاقة السلبية، والضيق، وقلة الرزق.

الصور والتماثيل.. الباب الأول للضيق في البيوت

من أوضح ما جاء في الأحاديث أن الصور والتماثيل سبب مباشر في طرد الملائكة من البيوت. فقد قال النبي ﷺ:

“لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة” (متفق عليه).

وقد اتفق العلماء أن المقصود بالصور هنا صور ذوات الأرواح – سواء المرسومة أو المجسمة – والتي تُعلّق في البيوت للتزيين. والملائكة حين لا تدخل البيت، يغيب معها السكينة والطمأنينة، فيحل مكانها الشيطان والهموم والمشاكل.

تخيل أن بيتك الذي تريده مكانًا للراحة والهدوء يصبح ممتلئًا بالطاقة السلبية فقط لأنك علّقت لوحة فيها صورة إنسان أو وضعت تمثالًا للزينة! هذا الأمر البسيط قد يكون سببًا في:

ضيق الصدر بلا سبب واضح.

كثرة المشاجرات بين الزوجين والأبناء.

نفور الرزق وتراكم الديون.

شعور مستمر بعدم الراحة في البيت.

الخرز الأزرق والتمائم.. اعتقادات باطلة تجلب النحس

الكثير من الناس يضعون في بيوتهم ما يُعرف بـ “العين الزرقاء” أو “الخرزة” أو التمائم اعتقادًا أنها تمنع الحسد. لكن الإسلام جاء ليحذر من هذه الممارسات التي تُفتح بابًا للشرك والاعتماد على غير الله.

قال رسول الله ﷺ:

“من علّق تميمة فقد أشرك” (رواه أحمد).

وجود هذه الأشياء في البيت لا يجلب إلا الطاقة السلبية وقلة البركة، لأنها تعني أنك تستعين بغير الله في دفع الضرر. ومن هنا قد يبدأ النحس وضيق الرزق.

الأغاني والمعاصي.. سارق البركة الصامت

من الأسباب الخفية لقلة الرزق والنكد في البيوت هو امتلاؤها بالأغاني المحرمة والألفاظ البذيئة أو المشاهد الخليعة عبر التلفاز والهواتف. قال تعالى:

“ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا” (طه: 124).

المعيشة الضنك هي الحياة المليئة بالضيق والنكد مهما كثرت الأموال. فإذا غاب القرآن والذكر وحل مكانه الغناء والمعاصي، فانتظر قلة البركة والنحس في حياتك.

النجاسات وبقايا الطعام.. بيئة للشياطين

جاء في الحديث أن الشياطين تأكل وتشرب مما يُترك مكشوفًا. قال النبي ﷺ:

“غطوا الإناء، وأوكئوا السقاء، وأغلقوا الأبواب، وأطفئوا السراج؛ فإن الشيطان لا يفتح غلقًا، ولا يحل وكاءً، ولا يكشف إناءً” (رواه البخاري).

ترك الطعام مكشوفًا، أو ترك النفايات في البيت لفترات طويلة، أو إهمال الطهارة والنظافة، كل ذلك يجلب الشياطين ويزرع الضيق والطاقة السلبية في البيت.

كيف ترتبط هذه الأمور بالرزق والبركة؟

قد يتساءل البعض: ما علاقة صورة معلقة أو أغنية مسموعة أو تميمة زرقاء بالرزق والبركة؟

الجواب بسيط: البركة تأتي مع الطاعة وتغيب مع المعصية. فإذا امتلأ البيت بمعاصٍ صغيرة متكررة، فإنها تجتمع لتغلق أبواب الخير والرزق.

وقد رأى بعض الصالحين أن المال قد يكثر عند أهل المعاصي، لكنه يكون بلا بركة: ينفق سريعًا، يجلب الأمراض، يسبب القلق، ولا يحقق السعادة.

علامات فقدان البركة في البيوت

كثرة الخلافات الزوجية والأسرية بلا سبب.

الشعور بالضيق والكسل المستمر.

الأموال تذهب بلا أثر ولا يُعرف أين صُرفت.

نفور الضيوف والأهل من المكوث في البيت.

شعور دائم بالحزن والهم والملل.

خطوات عملية لطرد النحس وجلب البركة

1. إزالة الصور والتماثيل والتمائم من البيت فورًا.

2. التخلص من الأغاني والأفلام الفاحشة واستبدالها بالقرآن والأناشيد المباحة.

3. الإكثار من تلاوة سورة البقرة؛ فقد جاء في الحديث: “إن البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان” (رواه مسلم).

4. الالتزام بالصلاة في وقتها وإيقاظ الأبناء لها.

5. الصدقة فهي من أكبر أسباب جلب البركة.

6. الدعاء بالبركة في المال والأهل والوقت.

النحس وقلة الرزق ليس دائمًا بسبب قلة العمل أو الحظ السيئ كما يظن الناس، بل قد يكون بسبب أشياء بسيطة نضعها في بيوتنا دون وعي. صور معلقة، تمائم، أغاني، نجاسات… كلها قد تجتمع لتمنع دخول الملائكة وتزرع الضيق والنكد.

وقد بينت الأحاديث النبوية أن الحل سهل جدًا: تنظيف البيت من كل ما يغضب الله، وملؤه بالذكر والقرآن والطاعات. حينها فقط تعود البركة، يتسع الرزق، ويعم الهدوء والطمأنينة في حياتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!