في السنوات الأخيرة تزايدت الأبحاث العلمية التي تبحث في تأثير بعض المشروبات الطبيعية على عملية التمثيل الغذائي وحرق الدهون. المفاجئ أن بعض الدراسات أكدت أن هناك مشروبات معينة يمكن أن تساعد الجسم على زيادة معدل الحرق حتى أثناء النوم، وهو ما يجعلها خياراً فعالاً للأشخاص الذين يسعون للتخلص من الوزن الزائد بشكل طبيعي وآمن دون الاعتماد على أدوية أو مكملات صناعية.
مشروبات طبيعية تعزز حرق الدهون ليلاً
يشير خبراء التغذية إلى أن عملية الأيض لا تتوقف أثناء النوم، بل يواصل الجسم العمل على إصلاح الخلايا وتنظيم الهرمونات وحرق السعرات الحرارية. لكن يمكن تعزيز هذا النشاط الليلي بمساعدة بعض المشروبات الطبيعية التي أثبتت فعاليتها، ومن أبرزها:
1. شاي القرفة
القرفة غنية بمركبات البوليفينول التي تساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم وتقلل من مقاومة الأنسولين. دراسة نُشرت في مجلة Metabolism عام 2019 أشارت إلى أن القرفة تعزز من تكسير الدهون وتحسين حساسية الخلايا للأنسولين، مما يقلل من تخزين الدهون خاصة في منطقة البطن.
2. شاي الزنجبيل
الزنجبيل يحتوي على مادة الجنجرول التي ترفع من حرارة الجسم وتزيد من معدل الأيض، وهي عملية تعرف علمياً باسم التوليد الحراري. دراسة أجريت في جامعة كولومبيا الأمريكية عام 2012 أثبتت أن تناول مشروب الزنجبيل الساخن يزيد من الشعور بالشبع ويحفز حرق السعرات الحرارية.
3. شاي البابونج
البابونج لا يعمل فقط على تهدئة الأعصاب وتحسين النوم، بل يساعد أيضاً في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل الالتهابات. النوم العميق الذي يعزز البابونج حدوثه مرتبط مباشرة بزيادة معدل الحرق الليلي، إذ إن قلة النوم تؤدي عادة إلى بطء التمثيل الغذائي.
4. الماء الدافئ بالليمون
كوب واحد من الماء الدافئ مع الليمون قبل النوم يساعد على تحسين الهضم ويحفز الكبد على التخلص من السموم. الدراسات تشير إلى أن الليمون غني بمركبات الفلافونويد التي تساعد على تحسين عملية الأيض وتقليل تراكم الدهون.
5. شاي الأخضر منزوع الكافيين
يحتوي الشاي الأخضر على مركبات الكاتيشين التي تعزز حرق الدهون وتسرع عملية الأيض حتى في أوقات الراحة. دراسة نشرت في American Journal of Clinical Nutrition وجدت أن الأشخاص الذين تناولوا مستخلص الشاي الأخضر يومياً زادت لديهم قدرة الجسم على حرق الدهون بنسبة ملحوظة.
كيف تساعد هذه المشروبات أثناء النوم
الجسم خلال ساعات النوم يدخل في مرحلة إصلاح وبناء الخلايا، كما يفرز هرمونات مثل هرمون النمو والميلاتونين، وهي عوامل تساهم في إعادة التوازن الأيضي. المشروبات الطبيعية المذكورة تدعم هذه العمليات عبر:
تحسين جودة النوم، مما يزيد من كفاءة حرق الدهون.
تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل تخزين الدهون.
زيادة التوليد الحراري وبالتالي رفع معدل الأيض الأساسي.
دعم وظائف الكبد المسؤولة عن تكسير الدهون وإزالة السموم.
تحذيرات ونصائح
رغم الفوائد الكبيرة لهذه المشروبات، يشدد الأطباء على ضرورة تناولها بشكل معتدل، فالإفراط في القرفة أو الزنجبيل مثلاً قد يسبب تهيجاً في المعدة عند بعض الأشخاص. كما يُنصح بعدم إضافة السكر إليها حتى لا تفقد قيمتها الصحية.
الأهم من ذلك أن هذه المشروبات وحدها لا تكفي لفقدان الوزن إذا لم تترافق مع نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم، لكنها تعتبر عاملاً مساعداً قوياً يمكن أن يسرع النتائج ويجعل عملية التخلص من الدهون أكثر فعالية.
دراسات داعمة
دراسة من جامعة تسوكوبا اليابانية عام 2020 أكدت أن شرب شاي الأعشاب الدافئ قبل النوم ساهم في تحسين جودة النوم وزيادة معدل الأيض الليلي لدى المشاركين.
دراسة أخرى من جامعة هارفارد بينت أن تحسين النوم بحد ذاته يمكن أن يزيد من قدرة الجسم على حرق السعرات بنسبة تصل إلى 15 بالمئة، وهو ما يعزز دور المشروبات المهدئة مثل البابونج.
كوب واحد من مشروب طبيعي مثل شاي القرفة أو الزنجبيل أو البابونج أو حتى الماء الدافئ بالليمون قد يكون إضافة بسيطة لكنها فعالة في دعم الجسم لحرق الدهون أثناء النوم. ومع الالتزام بنمط حياة صحي متوازن، يمكن لهذه الخطوات الصغيرة أن تُحدث فرقاً كبيراً في تحسين الصحة العامة والوصول إلى الوزن المثالي بطريقة آمنة وطبيعية.
