منوعات عامة

لعبة إلكترونية شائعة تسبب إدماناً سريعاً وتؤثر على نمو الدماغ… أطباء أطفال يطلقون صيحة خطر

أظهرت الأبحاث الحديثة أن بعض الألعاب الإلكترونية الشائعة يمكن أن تسبب إدماناً سريعاً وتؤثر سلباً على النمو الطبيعي لأدمغة الأطفال والمراهقين، مما دفع أطباء أعصاب وأطفال لإطلاق تحذيرات عاجلة للآباء.

ما هي “متلازمة تآكل الدماغ”؟

أعلنت جامعة أكسفورد مؤخراً اختيار مصطلح “تآكل الدماغ” ككلمة العام 2024، وهو يشير إلى التدهور التدريجي للحالة العقلية والفكرية للأفراد نتيجة الاستهلاك المفرط للمحتوى السطغير غير المحفز عبر الإنترنت. وقد ارتفع استخدام هذا المصطلح بنسبة مذهلة بلغت 230% بين عامي 2023 و2024، مما يعكس القلق المتزايد من تأثير المحتوى الرقمي منخفض الجودة على الصحة العقلية.

تأثير الألعاب الإلكترونية على دماغ الطفل

كشفت دراسة شاملة نُشرت عام 2023 في مجلة (healthcare) أن الإدمان الرقمي يسبب تغيرات ضارة في بنية ووظيفة أدمغة الأطفال والمراهقين (0-18 سنة). وحددت الدراسة المناطق الأكثر تضرراً في الدماغ:

منطقة الدماغ الوظيفة تأثير الإدمان الإلكتروني

الفص الجبهي التحكم في الانتباه، التنظيم العاطفي، التخطيط، اتخاذ القرار تقلص المادة الرمادية، ضعف الوظائف التنفيذية، ضعف التحكم في الانتباه والاندفاع

المادة البيضاء ربط مناطق الدماغ ونقل الإشارات العصبية انخفاض سلامة المسارات، ضعف الكفاءة العصبية

النظام الكهربائي للدماغ معالجة المكافآت والتحكم المعرفي تغيرات في نشاط الموجات الدماغية، خلل في نظام المكافأة

العلامات التحذيرية لإدمان الألعاب الإلكترونية

يمكن للآباء التعرف على مشكلة الإدمان الإلكتروني من خلال ملاحظة الأعراض التالية:

· أعراض نفسية وسلوكية: الانعزال والانطواء، القلق والتوتر الزائد، فقدان الشعور بالوقت، تجنب القيام بالواجبات، الكذب بشأن وقت الاستخدام، الاندفاعية وردود الفعل العدوانية خاصة عند محاولة منع الطفل من اللعب.

· أعراض جسدية: اضطرابات النوم (أرق أو نوماً متقطعاً)، الصداع المتكرر، آلام الظهر والرقبة، اضطرابات في الرؤية، زيادة أو فقدان الوزن غير المبرر.

نصائح عملية للوقاية والحماية

يقدم الخبراء الاستراتيجيات التالية لحماية الأطفال من مخاطر الإدمان الإلكتروني:

· وضع حدود زمنية: تحديد أوقات محددة للعب وتشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية كبديل عن العالم الافتراضي.

· تشجيع التواصل الواقعي: تخصيص أوقات للعائلة خالية من الشاشات، وتشجيع التفاعل وجهاً لوجه مع الأقران لتحسين الذكاء العاطفي والاجتماعي.

· اللعب مع الأطفال: بدلاً من منع الألعاب تماماً، يوصي الخبراء باللعب مع الأطفال والاهتمام بما يلعبونه، والاستفادة من هذه الفرصة للتحدث معهم حول ما يشاهدونه ويفعلونه على الشاشة.

· حماية وقت النوم: تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة إلى ساعتين على الأقل، لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يثبط إفراز الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن النوم.

· قدوة حسنة: وضع الآباء لأجهزتهم جانباً أثناء التفاعل العائلي، وإظهار القدرة على التحكم في استخدام التكنولوجيا.

خطة علاجية عملية للتعامل مع الحالات الموجودة

إذا كان الطفل يعاني بالفعل من إدمان الألعاب الإلكترونية، يمكن اتباع هذه الخطة التدريجية:

· العلاج النفسي والسلوكي: يساعد المعالجون الطفل على تطوير مهارات المواجهة الصحية، وإدارة الدوافع، وإيجاد بدائل مرضية للأنشطة الرقمية.

· برنامج إعادة الضبط: دراسة أجريت على أطفال في معسكر طبيعي بدون أجهزة إلكترونية لمدة خمسة أيام أظهرت تحسناً ملحوظاً في قدرتهم على التعرف على الإشارات العاطفية والاجتماعية غير اللفظية مقارنة بأقرانهم الذين استمروا في استخدامهم المعتاد للشاشات.

· التدخل الدوائي (في الحالات الشديدة): قد يصف الأطباء أدوية معينة مثل بعض مضادات الاكتئاب للمساعدة في السيطرة على أعراض القلق والاكتئاب المرتبطة بالإدمان، ولكن يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي دقيق.

التوازن هو الحل

كما يقول الدكتور مايكل ريتش من كلية الطب بجامعة هارفارد: “النقطة ليست في المدة التي نستخدم فيها الشاشات، بل في كيفية استخدامنا لها وما يحدث لأدمغتنا استجابةً لذلك”. التكنولوجيا ليست شراً مطلقاً، بل هي أداة قوية يمكن استخدامها بشكل إيجابي أو سلبي. المفتاح يكمن في التوعية المستمرة، الرقابة الذكية، والحوار المفتوح مع أطفالنا لمساعدتهم على بناء علاقة صحية ومتوازنة مع العالم الرقمي.

هل لاحظت أيًا من علامات الإدمان هذه على طفلك؟ شاركنا تجربتك في التعليقات، وسنقدم لك نصائح إضافية مخصصة لحالتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!