“الأطباء مذهولون”… عشبة طبيعية تنشط الذاكرة… وتقلل خطر الزهايمر !!

اضطرابات الذاكرة وضعف التركيز من أكثر المشكلات الصحية التي تؤرق الملايين حول العالم خصوصا مع التقدم في العمر. ومع تزايد معدلات الإصابة بمرض الزهايمر والخرف في العقود الأخيرة أصبح البحث عن وسائل طبيعية للوقاية ودعم صحة الدماغ أمرا ملحا. وعلى الرغم من الجهود الطبية والعلمية فإن العلاج الفعال النهائي للزهايمر لم يُكتشف بعد لكن الدراسات أكدت أن بعض الأعشاب الطبيعية تمتلك قدرة حقيقية على تعزيز الذاكرة وتقليل خطر التدهور المعرفي وأشهر هذه الأعشاب هي عشبة الجنكة بيلوبا
ما هي الجنكة بيلوبا
الجنكة بيلوبا شجرة معمرة تعود أصولها إلى الصين وتعد من أقدم الأشجار على وجه الأرض حيث يعود تاريخها إلى أكثر من مئتي مليون سنة. أوراقها المروحية الشكل استخدمت في الطب التقليدي الصيني منذ آلاف السنين لعلاج أمراض الدورة الدموية وضعف الذاكرة والدوار. وفي العصر الحديث أصبحت هذه العشبة موضوعا لعدد كبير من الأبحاث السريرية التي درست دورها في تحسين القدرات الإدراكية والوقاية من الزهايمر.
التركيب الكيميائي للجنكة
تحتوي أوراق الجنكة على مجموعة غنية من المركبات النباتية الفعالة أهمها الفلافونويدات والتربينات وخاصة مركبات الجينكوليد والبيلافون التي تمتلك خواص مضادة للأكسدة قوية جدا. هذه المواد قادرة على حماية الخلايا العصبية من التلف الناتج عن الجذور الحرة التي تسرع شيخوخة الدماغ وتساهم في ظهور أمراض تنكسية مثل الزهايمر.
آليات عمل الجنكة على الدماغ
تشير الدراسات إلى أن للجنكة عدة آليات متكاملة تساعد على تحسين وظائف الدماغ منها
تحسين تدفق الدم إلى المخ عبر توسيع الأوعية الدموية وتقليل لزوجة الدم وهو ما يزيد من وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى الخلايا العصبية
تقليل تراكم لويحات بيتا أميلويد التي تعد العلامة الأساسية لمرض الزهايمر حيث تضعف الإشارات العصبية بين الخلايا
تعزيز نشاط الناقلات العصبية مثل الأسيتيل كولين الذي يلعب دورا محوريا في تكوين الذاكرة والتعلم
حماية الميتوكوندريا في الخلايا العصبية من الإجهاد التأكسدي وبالتالي الحفاظ على طاقتها الحيوية
الأدلة العلمية والدراسات
دراسة نشرت في مجلة Journal of the American Medical Association عام 1997 شملت أكثر من 300 مريض يعانون من تراجع إدراكي أظهرت أن تناول مستخلص الجنكة بجرعة 120 ملغ يوميا لمدة ستة أشهر أدى إلى تحسن ملحوظ في الذاكرة والانتباه مقارنة بالمجموعة الضابطة.
بحث آخر في جامعة بوردو الفرنسية عام 2003 وجد أن مرضى الزهايمر الخفيف إلى المتوسط الذين تناولوا الجنكة بيلوبا بجانب العلاج التقليدي أظهروا استقرارا أفضل في القدرات المعرفية على مدى عام كامل بينما تدهورت حالة المجموعة التي لم تتناول الجنكة.
في عام 2010 نشرت مجلة Psychopharmacology تحليلا شموليا شمل أكثر من 35 دراسة سريرية خلص إلى أن الجنكة لها تأثير إيجابي متوسط إلى قوي على تحسين الوظائف الإدراكية خصوصا في الذاكرة قصيرة المدى والانتباه.
الوقاية وتقليل خطر الزهايمر
إلى جانب المرضى أظهرت بعض الدراسات أن تناول الجنكة بانتظام قد يكون له دور وقائي عند الأصحاء. دراسة ألمانية طويلة المدى تابعت أكثر من 3000 شخص فوق سن الخمسين لمدة خمس سنوات بينت أن الأشخاص الذين تناولوا مستخلص الجنكة كانت معدلات إصابتهم بالزهايمر أقل مقارنة بغيرهم.
الباحثون فسروا ذلك بقدرة الجنكة على حماية الخلايا العصبية من التلف التدريجي الناتج عن الالتهابات المزمنة والأكسدة بالإضافة إلى تحسين الدورة الدموية الدماغية التي تتراجع طبيعيا مع العمر.
أعشاب أخرى تدعم الذاكرة
رغم أن الجنكة هي الأكثر شهرة إلا أن هناك أعشابا أخرى أثبتت فعاليتها في دعم الذاكرة مثل
الجنسانغ الذي يزيد من طاقة الدماغ ويحسن الانتباه والتركيز عبر تحفيز إنتاج الدوبامين والسيروتونين
إكليل الجبل الذي يحتوي على مركبات الكارنوسيك أسيد ذات التأثيرات المضادة للأكسدة في الخلايا العصبية وقد أشارت دراسات إلى أن استنشاق رائحته فقط يحسن الأداء في اختبارات الذاكرة
الكركم بفضل مركب الكركمين الذي يقلل من الالتهابات العصبية ويمنع تراكم لويحات الأميلويد
طريقة الاستخدام والجرعات
عادة يتم استخدام مستخلص أوراق الجنكة بيلوبا في صورة كبسولات أو أقراص بجرعات تتراوح بين 120 إلى 240 ملغ يوميا مقسمة على جرعتين أو ثلاث. يستغرق الأمر من 4 إلى 12 أسبوعا لملاحظة التحسن في الذاكرة والانتباه.
من المهم استشارة الطبيب قبل البدء باستخدام الجنكة خصوصا للأشخاص الذين يتناولون أدوية مسيلة للدم مثل الوارفارين أو الأسبرين لأن الجنكة قد تزيد من سيولة الدم.
نمط الحياة ودوره في حماية الذاكرة
الأعشاب وحدها لا تكفي بل يجب دعمها بعادات صحية مثل
ممارسة التمارين البدنية بانتظام حيث تحسن تدفق الدم للمخ
الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالخضار والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية
التدريب العقلي من خلال القراءة وحل الألغاز وتعلم مهارات جديدة
النوم الكافي من سبع إلى ثماني ساعات لدعم عمليات التذكر والتخزين في الدماغ
التحكم في التوتر عبر التأمل أو اليوغا حيث أن التوتر المزمن يضعف الذاكرة
الجنكة بيلوبا ليست مجرد عشبة تقليدية بل هي كنز طبي حقيقي تدعمه عشرات الدراسات العلمية التي أثبتت قدرتها على تنشيط الذاكرة وتحسين القدرات الإدراكية وتقليل خطر الإصابة بالزهايمر. ومع الاستخدام المنتظم والمتوازن لهذه العشبة ضمن نمط حياة صحي يمكن للأشخاص خاصة كبار السن أن يحافظوا على دماغ نشط وذاكرة أقوى.
إن العالم الطبي ما زال يكتشف المزيد من أسرار الطبيعة التي تبرهن يوما بعد يوم أن الحلول البسيطة قد تكون الأقوى في مواجهة الأمراض المعقدة مثل الزهايمر.