أقتراحات عامة

“كارثة خفية”… هذه الزيوت في مطبخك… قد تسرع نمو السرطان !!

في العقود الأخيرة ارتفع بشكل ملحوظ معدل الإصابة بالسرطان حول العالم وأصبح واحدا من أهم أسباب الوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية. ورغم أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا كبيرا إلا أن النظام الغذائي يأتي في مقدمة الأسباب التي تؤثر على احتمالية الإصابة أو الوقاية. من بين أكثر العناصر الغذائية إثارة للجدل الزيوت النباتية التي نستهلكها يوميا في الطهي والقلي. بعض هذه الزيوت أظهرت الأبحاث أنها قد تساهم في تسريع نمو الخلايا السرطانية أو على الأقل تهيئة بيئة التهابية تسهل انتشارها

لماذا تعتبر الزيوت عاملا مهما في السرطان

الزيوت ليست مجرد مصدر للطاقة بل هي مزيج معقد من الأحماض الدهنية بعضها مفيد وبعضها ضار. الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة خصوصا من نوع أوميغا 6 موجودة بكميات كبيرة في زيوت مثل دوار الشمس والذرة وفول الصويا. المشكلة أن النظام الغذائي الحديث أصبح يحتوي على نسب مرتفعة جدا من هذه الأحماض مقابل انخفاض في أحماض أوميغا 3 الموجودة في الأسماك وبذور الكتان. هذا الخلل في التوازن يؤدي إلى زيادة الالتهاب المزمن في الجسم وهو بيئة مثالية لنمو الخلايا السرطانية

الزيوت الأكثر خطورة حسب الأبحاث

زيت الذرة

زيت الذرة يعد من أكثر الزيوت استخداما في القلي والطهي في كثير من البلدان. يحتوي على نسبة عالية جدا من أوميغا 6 تصل إلى نحو 60 بالمئة من تركيبته. دراسة نشرت في Journal of the National Cancer Institute عام 2019 أشارت إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بأوميغا 6 تزيد من معدلات الالتهاب في الجسم وتزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والثدي

زيت دوار الشمس

رغم شهرته بأنه زيت نباتي طبيعي إلا أن الأبحاث أوضحت أن استخدامه في القلي بدرجات حرارة مرتفعة يؤدي إلى تكوين مركبات الألدهيد السامة التي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب. دراسة أجريت في جامعة أوكسفورد عام 2017 بينت أن قلي الأطعمة بزيت دوار الشمس ينتج مستويات مرتفعة من مركبات الألدهيد مقارنة بزيوت أكثر ثباتا مثل زيت الزيتون

زيت فول الصويا

يستخدم بكثرة في الصناعات الغذائية بسبب رخص سعره ووفرة إنتاجه. لكنه يحتوي أيضا على نسب عالية من أوميغا 6 بالإضافة إلى كميات من مركبات إيزوفلافون التي قد تؤثر على الهرمونات. دراسة نشرت في Endocrinology عام 2018 بينت أن الإفراط في استهلاك زيت الصويا قد يغير بعض مسارات الهرمونات في الجسم مما يزيد من خطر الإصابة بسرطانات مرتبطة بالهرمونات مثل سرطان الثدي والبروستاتا

الزيوت المهدرجة والزيوت النباتية الصناعية

الزيوت المهدرجة جزئيا والتي تستخدم في صناعة السمن النباتي والمخبوزات الجاهزة تحتوي على دهون متحولة. هذه الدهون ارتبطت بشكل مباشر بزيادة خطر السرطان وأمراض القلب. الوكالة الدولية لأبحاث السرطان IARC حذرت عام 2020 من أن الدهون المتحولة تعد من أخطر أنواع الدهون التي يجب تجنبها تماما

آليات ارتباط الزيوت بالسرطان

1 زيادة الالتهاب المزمن حيث أن أوميغا 6 بكميات كبيرة تحفز إنتاج مركبات التهابية مثل البروستاغلاندينات التي تعزز انقسام الخلايا وتزيد من احتمالية التحول السرطاني

2 إنتاج مركبات سامة عند تعرض الزيوت لحرارة عالية مثل الألدهيدات والاكريلاميد وهي مواد مصنفة كمسرطنة محتملة

3 زيادة الإجهاد التأكسدي حيث أن بعض الزيوت غير ثابتة وتتأكسد بسرعة منتجة جذورا حرة تهاجم الحمض النووي للخلايا

4 التأثير على توازن الهرمونات خاصة في حالة زيت الصويا مما قد يرفع احتمالية الأورام المرتبطة بالهرمونات

دراسات داعمة

دراسة نشرت في American Journal of Clinical Nutrition عام 2016 وجدت أن الأشخاص الذين يحصلون على نسبة عالية من السعرات من أحماض أوميغا 6 مقارنة بأوميغا 3 كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة 20 بالمئة

دراسة أخرى في مجلة Cancer Prevention Research عام 2020 أظهرت أن تقليل استهلاك الزيوت الغنية بأوميغا 6 واستبدالها بزيوت صحية مثل زيت الزيتون أدى إلى خفض علامات الالتهاب وتحسن في مؤشرات الإجهاد التأكسدي لدى المشاركين

بحث أجري في إسبانيا ضمن مشروع PREDIMED الذي ركز على النظام الغذائي المتوسطي الغني بزيت الزيتون البكر أظهر أن هذا النظام ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 62 بالمئة مقارنة بنظام غذائي قليل الدهون

الزيوت الأكثر أمانا وبدائل صحية

زيت الزيتون البكر الممتاز يعد الأفضل لأنه غني بمركبات البوليفينول المضادة للأكسدة ويحتوي على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة مستقرة نسبيا عند الطهي

زيت جوز الهند يحتوي على أحماض دهنية مشبعة متوسطة السلسلة أكثر ثباتا عند التسخين وأقل عرضة للأكسدة

زيت الأفوكادو خيار جيد آخر لأنه يتحمل درجات حرارة عالية ويحتوي على مضادات أكسدة طبيعية

استخدام الزيوت بكميات قليلة والاكتفاء بإضافة الدهون الصحية النيئة مثل المكسرات والأفوكادو لتقليل الحاجة للقلي

توصيات عملية لتقليل الخطر

1 تجنب القلي العميق واستبداله بالخبز أو الشوي أو الطهي على البخار

2 استبدال الزيوت الرخيصة الصناعية بزيوت طبيعية عالية الجودة مثل زيت الزيتون البكر

3 تقليل استهلاك الأطعمة الجاهزة والمعلبة التي غالبا ما تحتوي على زيوت مهدرجة أو رديئة

4 التركيز على التوازن بين أحماض أوميغا 6 وأوميغا 3 عبر تناول الأسماك الدهنية وبذور الكتان والشيا

الكارثة الخفية التي لا يلاحظها الكثيرون هي أن الزيوت النباتية الرخيصة التي نستخدمها يوميا قد تكون سببا في زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان. ليست كل الزيوت سيئة لكن بعض الأنواع مثل زيت الذرة وزيت دوار الشمس وزيت فول الصويا والزيوت المهدرجة الصناعية يجب التعامل معها بحذر شديد أو تجنبها تماما. الأبحاث الحديثة تؤكد أن نوعية الدهون التي نتناولها تؤثر بشكل مباشر على الالتهاب والإجهاد التأكسدي وهما عاملان رئيسيان في تطور السرطان. لذلك فإن اختيار الزيت المناسب ليس مجرد مسألة طعم أو تكلفة بل قد يكون قرارا مصيريا يتعلق بصحة الإنسان على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!