وصفة طبيعية… قد تساعد على التخفيف من الشخير… وتحسين التنفس أثناء النوم !!

الشخير من أكثر المشكلات الصحية شيوعا في العالم إذ تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 40 في المئة من الرجال و25 في المئة من النساء يعانون من الشخير بشكل متكرر. ورغم أن كثيرين ينظرون إلى الشخير على أنه مجرد إزعاج مزعج للشريك أثناء النوم فإن الأطباء يحذرون من أنه قد يكون مؤشرا لمشكلات صحية أعمق مثل انقطاع النفس الانسدادي أو ضعف تدفق الهواء إلى الرئتين أو تراكم الدهون حول الرقبة.
العلم الحديث يؤكد أن الشخير ليس مشكلة بسيطة دائما بل قد يرتبط بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب واضطراب المزاج وصعوبة التركيز في النهار. لذلك تزايد اهتمام الباحثين في السنوات الأخيرة بالطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه المشكلة إلى جانب العلاجات الطبية التقليدية. ومن بين هذه الطرق برزت بعض الوصفات العشبية والغذائية التي أظهرت نتائج مشجعة في تحسين التنفس الليلي وتقليل الشخير.
ما هو الشخير ولماذا يحدث
الشخير هو صوت يحدث نتيجة اهتزاز الأنسجة الرخوة في الحلق والحنك الرخو واللهاة أثناء مرور الهواء بشكل غير سلس. وعادة ما يكون نتيجة ضيق في مجرى الهواء بسبب عوامل مختلفة مثل زيادة الوزن أو تضخم اللوزتين أو انحراف الحاجز الأنفي أو ارتخاء عضلات الحلق أثناء النوم.
العوامل التي تزيد من احتمال الشخير تشمل التقدم في العمر حيث تضعف العضلات وتفقد مرونتها إضافة إلى التدخين واستهلاك الكحول وقلة ممارسة الرياضة والنوم على الظهر.
الأثر الصحي للشخير
الأطباء في الجمعية الأمريكية لطب النوم يؤكدون أن الشخير المزمن قد يؤدي إلى انقطاع النفس الانسدادي وهو حالة يتوقف فيها التنفس لفترات قصيرة أثناء النوم مما يسبب نقصا في الأكسجين ويؤدي إلى إرهاق مستمر وصداع صباحي وارتفاع ضغط الدم. دراسة نشرت في مجلة The Lancet أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من الشخير المصحوب بانقطاع النفس أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية بنسبة تصل إلى 60 في المئة.
الوصفات الطبيعية ودورها في التخفيف من الشخير
رغم أن العلاجات الطبية مثل أجهزة الضغط الهوائي المستمر أو الجراحة قد تكون ضرورية في بعض الحالات الشديدة إلا أن هناك وصفات طبيعية يمكن أن تساعد في الحالات المتوسطة والخفيفة. هذه الوصفات لا تعالج المشكلة من جذورها دائما لكنها تساهم في تحسين تدفق الهواء وتقليل ارتخاء الأنسجة.
خليط العسل والزنجبيل والليمون
من أكثر الوصفات التي تم دراستها خليط العسل الطبيعي مع الزنجبيل والليمون. العسل يتميز بخصائصه المضادة للالتهابات حيث يساعد على تهدئة الأغشية المخاطية في الحلق ويقلل من التورم الذي يضيق مجرى الهواء. الزنجبيل يحتوي على مركبات جينجيرول التي تحسن من تدفق الدم وتقلل من الاحتقان في الشعب الهوائية. أما الليمون فيعمل كمصدر لفيتامين سي الذي يعزز مناعة الأغشية التنفسية.
طريقة التحضير بسيطة إذ يخلط كوب من الماء الدافئ مع ملعقة كبيرة من العسل الطازج وملعقة صغيرة من مسحوق الزنجبيل الطازج مع بضع قطرات من عصير الليمون. ينصح بتناوله قبل النوم بنصف ساعة.
دراسة أجريت في جامعة دلهي بالهند عام 2018 على 120 شخصا يعانون من الشخير الخفيف إلى المتوسط وجدت أن 65 في المئة من المشاركين شعروا بتحسن ملحوظ في حدة الشخير بعد أربعة أسابيع من تناول هذا الخليط بشكل منتظم.
شاي البابونج مع الكركم
البابونج من الأعشاب المعروفة بقدرتها على تهدئة العضلات والأعصاب وله خصائص مضادة للالتهاب قد تساعد على استرخاء الحلق وتقليل التهيج. أما الكركم فيحتوي على مادة الكركمين التي تقلل الالتهابات المزمنة في الجهاز التنفسي.
مزج ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم مع شاي البابونج الدافئ وتناوله قبل النوم قد يساعد على تحسين التنفس وتخفيف حدة الشخير. بعض الدراسات الصغيرة التي نشرت في المجلة الأوروبية للبحوث الطبية البديلة أظهرت أن الكركم يقلل من التورم في الأغشية المخاطية للأنف ويزيد من تدفق الهواء.
الغرغرة بزيت الزيتون
زيت الزيتون البكر يحتوي على مضادات أكسدة قوية ومواد دهنية تساعد على تليين الأنسجة في الحلق وتقليل الاحتكاك أثناء التنفس. ينصح بعض الأطباء بالغرغرة بملعقة صغيرة من زيت الزيتون قبل النوم أو إضافته إلى الغذاء اليومي كوسيلة مساعدة.
دور نمط الحياة في علاج الشخير
إلى جانب هذه الوصفات الطبيعية فإن تغيير نمط الحياة له دور أساسي في السيطرة على الشخير. فقد وجدت دراسة منشورة في مجلة Sleep Medicine أن فقدان الوزن بنسبة عشرة في المئة من وزن الجسم يقلل من الشخير بشكل واضح. كما أن التوقف عن التدخين يقلل من التهيج في الحلق والأنف مما يحسن من تدفق الهواء.
النوم على الجانب بدلا من الظهر يعد أيضا من الطرق البسيطة التي تقلل من الشخير لأن الجاذبية لا تدفع اللسان إلى الخلف لإغلاق مجرى الهواء. بعض الأشخاص يستخدمون وسادات خاصة تمنعهم من الاستلقاء على الظهر خلال الليل.
ماذا يقول الأطباء
الأطباء يحذرون من الاعتماد الكلي على الوصفات الطبيعية في الحالات التي يصاحب فيها الشخير توقف متكرر في التنفس أو اختناق أثناء النوم أو نعاس مفرط في النهار. في هذه الحالات يجب مراجعة طبيب مختص باضطرابات النوم لإجراء الفحوصات اللازمة مثل تخطيط النوم الكامل.
لكن في الحالات البسيطة أو المتوسطة قد تكون هذه الوصفات الطبيعية مع تغيير نمط الحياة حلا فعالا ومفيدا.
الشخير مشكلة شائعة تؤثر على جودة النوم وصحة الإنسان بشكل عام. ورغم أنه قد يبدو مزعجا فقط إلا أنه قد يخفي وراءه مشكلات خطيرة. الاهتمام بمعالجة الشخير خطوة ضرورية ليس فقط من أجل الراحة أثناء النوم بل أيضا لحماية القلب والدماغ والجهاز المناعي.
الخليط الطبيعي المكون من العسل والزنجبيل والليمون أو شاي البابونج مع الكركم وزيت الزيتون يقدم خيارات بسيطة وآمنة يمكن أن تساعد على تحسين التنفس وتقليل الشخير. ومع ذلك تبقى استشارة الطبيب ضرورية في حال استمرار المشكلة أو تزايدها.
النوم الهادئ هو حق للجسم والدماغ وهو مفتاح للصحة الجسدية والنفسية. لذلك فإن البحث عن حلول طبيعية أو طبية للشخير ليس رفاهية بل استثمار طويل الأمد في جودة الحياة.