منوعات عامة

“صدمة لمرضى الدوالي”… هذه العادة اليومية البسيطة تفاقم توسع الأوردة وتزيد آلام الساقين !!

الدوالي ليست مجرد مشكلة جمالية كما يعتقد البعض، بل هي حالة طبية حقيقية قد تسبب الألم، التورم، وثقل الساقين، بل وقد تؤثر على جودة حياة المصاب بشكل كبير. ومع أن هناك عوامل وراثية وهرمونية تلعب دورًا في ظهور الدوالي، إلا أن الأطباء يؤكدون أن العادات اليومية لها تأثير كبير في تفاقم الأعراض.

من بين هذه العادات، تبرز عادة بسيطة يقوم بها ملايين الأشخاص يوميًا دون وعي بخطورتها: الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة دون حركة. هذه العادة قد تبدو عادية، لكنها في الحقيقة تضع ضغطًا هائلًا على أوردة الساقين، ما يؤدي إلى زيادة توسع الأوردة وظهور الدوالي بشكل أوضح، مع مضاعفة الألم والإحساس بالثقل.

ما هي الدوالي ولماذا تحدث؟

الدوالي عبارة عن توسع غير طبيعي في الأوردة السطحية، خاصة في الساقين.

الأوردة تحتوي على صمامات صغيرة تمنع رجوع الدم للخلف.

عند ضعف هذه الصمامات أو زيادة الضغط على الأوردة، يتجمع الدم ويؤدي إلى توسعها وظهور الدوالي.

العوامل المساعدة تشمل: الوراثة، الحمل، السمنة، التقدم في العمر، والعادات اليومية غير الصحية.

كيف يؤدي الجلوس أو الوقوف الطويل إلى تفاقم الدوالي؟

1. تعطيل الدورة الدموية

عندما نجلس أو نقف لفترات طويلة، يقل عمل مضخة عضلات الساق.

هذه المضخة الطبيعية مسؤولة عن دفع الدم عكس الجاذبية نحو القلب.

غياب الحركة يؤدي إلى تراكم الدم في الأوردة السفلية، وبالتالي توسعها أكثر.

2. زيادة الضغط الوريدي

الوقوف الطويل يجعل الدم يتجمع في أسفل الساقين بفعل الجاذبية.

الجلوس الطويل، خصوصًا مع وضعية تقاطع الساقين، يضغط على الأوردة ويبطئ عودة الدم.

النتيجة: ارتفاع الضغط داخل الأوردة السطحية وتفاقم توسعها.

3. ضعف الصمامات الوريدية

الضغط المستمر يرهق الصمامات الموجودة في الأوردة.

مع مرور الوقت، تصبح أقل كفاءة في منع رجوع الدم للخلف.

هذا الخلل يزيد من شدة الدوالي وظهور الأعراض.

ماذا تقول الدراسات العلمية؟

الجمعية الأمريكية لجراحة الأوعية أوضحت أن الأشخاص الذين يعملون في مهن تتطلب الوقوف الطويل (مثل المعلمين والممرضين) لديهم معدلات أعلى من الإصابة بالدوالي.

دراسة دنماركية واسعة على أكثر من 70 ألف شخص بينت أن الجلوس المكتبي الطويل مرتبط بزيادة تطور الدوالي ومضاعفاتها.

المعهد الوطني للصحة في بريطانيا أوصى بأهمية الحركة كل 30 دقيقة لتقليل الضغط الوريدي.

أعراض تتفاقم بسبب هذه العادة

زيادة ألم الساقين خاصة في نهاية اليوم.

الإحساس بـ الثقل والتورم حول الكاحلين.

ظهور الأوردة بشكل أوضح وأكثر التواء.

تشنجات ليلية متكررة في عضلات الساق.

الشعور بحرقة أو وخز في أماكن الدوالي.

نصائح عملية لتقليل الضرر

1. تجنب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة

إذا كنت تعمل واقفًا، حاول تغيير وضعيتك كل 10 دقائق.

إذا كنت تجلس لفترات طويلة، انهض وتحرك لبضع دقائق كل نصف ساعة.

2. رفع الساقين

حاول رفع ساقيك على وسادة أثناء الراحة.

هذه الوضعية تساعد على عودة الدم من الساقين إلى القلب.

3. استخدام الجوارب الضاغطة

يوصي الأطباء بجوارب طبية خاصة تضغط على الساقين بلطف.

هذه الجوارب تقلل من تجمع الدم وتخفف الأعراض.

4. ممارسة الرياضة

المشي، ركوب الدراجة، والسباحة تعتبر مثالية لتنشيط الدورة الدموية.

حتى 20 دقيقة من المشي اليومي تحدث فرقًا كبيرًا.

5. الحفاظ على وزن صحي

الوزن الزائد يزيد الضغط على الأوردة.

خسارة حتى 5 كغ قد تحسن الأعراض بشكل ملحوظ.

تمارين بسيطة لتحسين الدورة الدموية

تمرين رفع الكعبين: قف على أطراف أصابعك ثم عد ببطء، كرر 20 مرة.

تمرين تدوير الكاحلين: اجلس وحرّك قدميك في دوائر، 10 مرات بكل اتجاه.

المشي في المكان: يساعد على تنشيط مضخة الساق.

أطعمة تقوي الأوعية الدموية وتخفف أعراض الدوالي

1. الخضار الورقية: مثل السبانخ والكرنب، غنية بفيتامين ك الضروري لتجلط الدم السليم.

2. الحمضيات: كالبرتقال والليمون، تحتوي على فيتامين C الذي يعزز الكولاجين ويقوي جدران الأوردة.

3. التوت الأزرق والعنب: غنيان بالفلافونويدات التي تقلل من الالتهاب وتحسن مرونة الأوردة.

4. المكسرات: اللوز والجوز، يقدمان دهونًا صحية تساعد على حماية الأوعية.

5. شرب الماء: الترطيب المستمر يقلل من لزوجة الدم ويعزز تدفقه.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا لاحظت زيادة سريعة في حجم أو عدد الدوالي.

في حال وجود تورم شديد أو ألم مستمر.

عند ظهور تقرحات جلدية بالقرب من الدوالي.

إذا كان هناك نزيف من الأوردة السطحية.

الدوالي ليست مجرد خطوط زرقاء تحت الجلد، بل علامة على أن الدورة الدموية في الساقين لا تعمل كما ينبغي. والجلوس أو الوقوف لفترات طويلة، تلك العادة اليومية البسيطة التي يقوم بها معظمنا، قد تكون السبب في تفاقم الأعراض وزيادة الألم دون أن نشعر.

الأطباء يؤكدون: التغيير في العادات اليومية هو خط الدفاع الأول ضد تفاقم الدوالي. بضع دقائق من الحركة، رفع الساقين بين الحين والآخر، ارتداء الجوارب الضاغطة، واختيار نمط حياة صحي، كلها خطوات صغيرة لكنها تحدث فارقًا كبيرًا في حياتك وجودة صحتك.

تذكر دائمًا أن صحتك بين يديك، وأن العناية بالأوردة تبدأ بخطوات بسيطة يمكنك اتخاذها اليوم قبل الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!