أقتراحات عامة

خبراء الأعصاب يحذرون… الجلوس بهذه الوضعية يسبب تلف الأعصاب والصداع

يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من آلام الرأس المتكررة والتنميل في الأطراف والشعور بالإرهاق المستمر دون أن يعرفوا السبب الحقيقي وراء ذلك. ولعل من أكثر العوامل التي يتجاهلها الناس هو طريقة الجلوس اليومية والتي قد تبدو للوهلة الأولى غير مؤثرة لكنها في الحقيقة عامل خفي وخطير يؤدي إلى مشكلات عصبية مزمنة وصداع متكرر.

خبراء الأعصاب يؤكدون أن الجلوس لفترات طويلة في وضعية غير صحيحة خصوصا مع انحناء الرقبة للأمام أو تقاطع الساقين لفترات طويلة قد يضغط على الأعصاب ويؤدي إلى ضعف تدفق الدم نحو الدماغ والأطراف مما يسبب أعراضا تبدأ بصداع بسيط وتنتهي بمضاعفات أكثر خطورة مثل تلف الأعصاب.

كيف تؤثر وضعية الجلوس على الأعصاب والدماغ

الجسم البشري مصمم للحركة وليس للجلوس المستمر. عندما يجلس الإنسان ساعات طويلة منحنيا للأمام أو متكئا بشكل غير متوازن فإن ذلك يؤدي إلى عدة مشكلات:

1. ضغط على الأعصاب الطرفية

عند الجلوس مع تقاطع الساقين أو الضغط على أحد الفخذين لفترات طويلة يحدث انضغاط على الأعصاب الطرفية مثل العصب الوركي مما يؤدي إلى تنميل وضعف في الساقين وقد يسبب آلاما مزمنة تعرف بعرق النسا.

2. إجهاد عضلات الرقبة والكتفين

الانحناء المستمر للأمام خاصة أثناء استخدام الهاتف أو الحاسوب يضغط على عضلات الرقبة ويؤدي إلى شد مزمن قد يضغط على الأعصاب العنقية ويسبب صداعا يعرف بصداع التوتر.

3. انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ

الوضعيات الخاطئة التي تضغط على الأوعية الدموية خاصة في الرقبة قد تقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى الدماغ مما يسبب شعورا بالدوار والصداع المستمر وصعوبة التركيز.

4. تأثيرات على العمود الفقري

العمود الفقري يحمل النخاع الشوكي الذي ينقل الإشارات العصبية إلى جميع أنحاء الجسم. أي انحراف مستمر في وضعية العمود الفقري نتيجة الجلوس الخاطئ قد يؤدي إلى ضغط على النخاع أو الجذور العصبية وبالتالي آلام وتنميل وفقدان الإحساس في بعض الأطراف.

دراسات علمية داعمة

دراسة نشرت في Journal of Physical Therapy Science عام 2017 وجدت أن الأشخاص الذين يجلسون بوضعية انحناء الرقبة للأمام أكثر من 4 ساعات يوميا معرضون لصداع متكرر وضعف في عضلات الرقبة أكثر من غيرهم.

دراسة أخرى في Journal of Neurology عام 2019 أوضحت أن الجلوس المتواصل مع تقاطع الساقين يزيد من خطر الإصابة باعتلال الأعصاب الطرفية ويضاعف من فرص الإصابة بالصداع النصفي.

مراجعة علمية شاملة أجرتها جامعة هارفارد عام 2020 أكدت أن الوضعية السيئة للجسم أثناء الجلوس ترتبط بشكل مباشر بزيادة معدلات الصداع المزمن وضعف الدورة الدموية الدماغية.

علامات تدل على أن وضعية جلوسك تضر أعصابك

1. الشعور بتنميل أو وخز في القدمين أو اليدين بعد الجلوس لفترة قصيرة.

2. صداع متكرر يزداد عند العمل أمام الحاسوب.

3. ألم في أسفل الظهر أو الرقبة لا يزول بسهولة.

4. ضعف التركيز والشعور بالتعب السريع حتى بعد قسط من الراحة.

5. تصلب في الكتفين وصعوبة في تحريك الرأس بشكل طبيعي.

كيف تحمي نفسك من أضرار الجلوس الخاطئ

1. الجلوس بظهر مستقيم مع إبقاء الأكتاف للخلف وتوزيع الوزن بالتساوي على الوركين.

2. ضبط ارتفاع الكرسي بحيث تكون الركبتان بزاوية 90 درجة والقدمين ملامستين للأرض.

3. تجنب تقاطع الساقين لفترات طويلة واستبدالها بتغيير وضعية الجلوس كل 20 دقيقة.

4. رفع شاشة الحاسوب لتكون بمستوى العين مما يمنع انحناء الرقبة.

5. ممارسة تمارين التمدد كل ساعة مثل لف الرقبة وتحريك الكتفين.

6. المشي القصير أو الوقوف لبضع دقائق كل نصف ساعة لتحفيز الدورة الدموية.

دور التغذية ونمط الحياة

لا يقتصر الأمر على تصحيح وضعية الجلوس فقط، بل إن دعم الأعصاب يحتاج أيضا إلى نمط حياة صحي:

تناول أطعمة غنية بفيتامين ب12 وأحماض أوميغا 3 لدعم صحة الأعصاب مثل الأسماك الدهنية والمكسرات.

شرب كمية كافية من الماء لأن الجفاف يزيد من الصداع.

ممارسة الرياضة بانتظام خاصة التمارين التي تقوي عضلات الظهر والبطن التي تدعم العمود الفقري.

النوم الكافي حيث يساعد الدماغ على ترميم الخلايا العصبية وتجديد نشاطها.

الجلوس قد يبدو نشاطا بسيطا وغير ضار، لكن خبراء الأعصاب يحذرون من أن الوضعيات الخاطئة المستمرة قد تكون سببا خفيا وراء الصداع المتكرر وتلف الأعصاب واضطرابات الدورة الدموية. الاهتمام بطريقة الجلوس، وممارسة بعض العادات الصحية اليومية، قد يشكل فارقا كبيرا في حماية الدماغ والجهاز العصبي على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!