منوعات عامة

وداعًا للسكري… عشبة طبيعية توازن مستوى السكر في الدم وتمنع المضاعفات الخطيرة

مرض السكري من أكثر الأمراض انتشارًا في العالم، ويُعد من الأمراض المزمنة التي ترافق المريض طوال حياته وتؤثر بشكل مباشر على صحته ونوعية حياته. تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ أكثر من 460 مليون شخص حول العالم مصابون بداء السكري، ومع التغيرات في أنماط الحياة وزيادة معدلات السمنة يُتوقع أن يستمر هذا الرقم في الارتفاع خلال السنوات القادمة.

يُعرف مرض السكري بأنه اضطراب في قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين أو الاستفادة منه بشكل صحيح، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم. هذا الارتفاع المستمر يسبب على المدى الطويل مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والفشل الكلوي وتلف الأعصاب وفقدان البصر.

البحث عن بدائل طبيعية

رغم التطور الكبير في مجال الأدوية، يبحث كثير من المرضى عن بدائل طبيعية آمنة تساعد على ضبط مستويات السكر في الدم وتقليل الاعتماد على الأدوية الكيميائية. وقد وجدت عدة دراسات أن بعض الأعشاب الطبية قد يكون لها تأثير فعال في تحسين توازن الجلوكوز وتعزيز عمل الأنسولين داخل الجسم.

العشبة التي لفتت أنظار العلماء

من بين هذه الأعشاب تبرز الحلبة كواحدة من النباتات الطبية التي أثارت اهتمام الباحثين والأطباء في السنوات الأخيرة. الحلبة نبات معروف منذ القدم في الطب الشعبي، واستخدم في مناطق مختلفة من العالم لعلاج أمراض الهضم والالتهابات ومشكلات الدورة الدموية. لكن المفاجأة أن الدراسات الحديثة أثبتت أن للحلبة تأثيراً مباشراً على خفض مستوى السكر في الدم وتحسين استجابة الخلايا للأنسولين.

كيف تعمل الحلبة على ضبط سكر الدم

تحتوي بذور الحلبة على مركبات طبيعية مثل الألياف الذائبة والصابونينات والقلويدات التي تساعد على إبطاء امتصاص الكربوهيدرات من الأمعاء، ما يمنع الارتفاع المفاجئ في مستوى الجلوكوز بعد تناول الطعام. كما أظهرت بعض الأبحاث أن الحلبة تحفز إفراز الأنسولين من البنكرياس، وتزيد من حساسية مستقبلاته في الخلايا، مما يحسن عملية دخول السكر إلى الخلايا واستخدامه كمصدر للطاقة بدلاً من بقائه مرتفعاً في الدم.

دراسات علمية داعمة

دراسة نشرت في Journal of Ethnopharmacology عام 2017 أظهرت أن تناول الحلبة بشكل منتظم لدى مرضى السكري من النوع الثاني أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات السكر التراكمي HbA1c وتحسن في مؤشرات مقاومة الأنسولين.

دراسة أخرى أجريت في الهند على مجموعة من المرضى وجدت أن إضافة 15 جراماً من مسحوق بذور الحلبة يومياً إلى النظام الغذائي لمدة 3 أشهر ساهمت في خفض مستويات الجلوكوز الصائم والبعدي وتحسين وظائف الكبد.

تقرير صادر عن جامعة هارفارد أشار إلى أن الألياف القابلة للذوبان في الحلبة تساهم في تحسين التمثيل الغذائي للكربوهيدرات وتمنع الارتفاعات المفاجئة في سكر الدم بعد الوجبات.

فوائد إضافية للحلبة

إلى جانب دورها في تنظيم السكر، تمتلك الحلبة فوائد أخرى مهمة منها:

1. خفض الكوليسترول الضار وبالتالي حماية القلب والأوعية الدموية.

2. تحسين الهضم والتقليل من حرقة المعدة.

3. دعم صحة المرأة من خلال المساعدة في تنظيم الهرمونات.

4. تعزيز المناعة بفضل غناها بمضادات الأكسدة.

طريقة الاستخدام الآمن

يمكن تناول الحلبة بعدة طرق مثل:

غلي بذورها وشربها كمنقوع ساخن.

طحن البذور وإضافتها إلى الطعام أو الخبز.

استخدام كبسولات الحلبة المتوفرة في الصيدليات.

ويُفضل استشارة الطبيب قبل إدخالها بشكل منتظم في النظام الغذائي، خاصة للمرضى الذين يستخدمون أدوية خافضة للسكر، لتجنب حدوث هبوط حاد في الجلوكوز.

التحذيرات والآثار الجانبية

رغم فوائدها الكبيرة، قد تسبب الحلبة بعض الأعراض الجانبية مثل الانتفاخ أو الإسهال عند تناولها بكميات كبيرة. كما يجب على النساء الحوامل تجنب الإفراط في استخدامها لأنها قد تحفز تقلصات الرحم.

الحلبة ليست مجرد عشبة تقليدية بل علاج طبيعي تدعمه الأدلة العلمية، فهي تساعد على موازنة مستوى السكر في الدم والوقاية من المضاعفات الخطيرة للسكري مثل أمراض القلب والكلى والعين. ومع ذلك فهي ليست بديلاً عن الأدوية، بل مكمل داعم يمكن أن يكون جزءاً من أسلوب حياة صحي يشمل التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني والمتابعة الطبية المنتظمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!