نبات بري خطير يلمسه الناس يوميًا دون أن يعرفوا يسبب العقم والسرطان ويمتص طاقة الجسم

بينما يسير الإنسان في الطبيعة أو يتنقل بين الطرقات والمزارع، يظن أن النباتات التي تحيط به بريئة وغير ضارة، بل ربما جميلة الشكل وزاهية الألوان. لكن الحقيقة أن بعض هذه النباتات تحمل سمية عالية وتؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة عند لمسها أو استنشاق أبخرتها أو حتى الاقتراب منها. واحد من هذه النباتات هو نبات الشوكران السام المعروف علمياً باسم Conium maculatum، والذي يُعتبر من أخطر النباتات البرية على الإطلاق.
ما هو نبات الشوكران السام
الشوكران نبات بري ينمو بشكل واسع في الأراضي الرطبة وعلى جوانب الطرق وفي المزارع المهملة، ويشبه في شكله نبات البقدونس أو الكرفس، ما يجعل الكثير من الناس يخطئون في التعرف عليه. يحتوي هذا النبات على مركبات كيميائية بالغة السمية تعرف باسم القلويدات البيريدينية مثل الكونين، وهذه المواد قادرة على التسبب بشلل الجهاز العصبي وحتى الوفاة إذا تم ابتلاعها. لكن الأخطر من ذلك أن مجرد ملامسة أوراقه أو عروقه قد يسبب تهيجاً جلدياً ومضاعفات صحية خطيرة.
تأثيره على الجسم
أظهرت أبحاث علمية منشورة في دوريات السموم أن ملامسة نبات الشوكران بشكل متكرر قد يؤدي إلى امتصاص بعض السموم عبر الجلد، مما ينعكس سلباً على أجهزة الجسم. ومن أبرز التأثيرات الصحية التي ارتبطت به:
1. العقم واضطرابات الإنجاب
تشير بعض الدراسات المخبرية إلى أن المواد السامة في الشوكران يمكن أن تؤثر على الخصوبة لدى الذكور والإناث، حيث تسبب ضعف إنتاج الحيوانات المنوية واضطراب الإباضة. وقد سجلت حالات إجهاض عند الحيوانات التي تناولت أجزاء من هذا النبات.
2. السرطان
رغم أن العلاقة المباشرة بين الشوكران والسرطان ما زالت قيد البحث، إلا أن وجود مركبات قلويدية مؤكسدة يمكن أن يسبب تلف الحمض النووي للخلايا على المدى الطويل، وهو ما يزيد من احتمالية تحفيز النمو السرطاني.
3. امتصاص طاقة الجسم والشعور بالإرهاق
يصف كثير من الذين تعرضوا للنبات أعراضاً مثل الخمول والدوخة والصداع وضعف التركيز. السبب يعود إلى تأثير السموم العصبية التي تعطل الاتصال بين الأعصاب والعضلات، مما يؤدي إلى شعور عام بفقدان الطاقة والتعب المزمن.
دراسات علمية تدعم خطورته
دراسة نشرت في Journal of Toxicology أكدت أن مركب الكونين الموجود في الشوكران يثبط مستقبلات النيكوتين العصبية، ما يؤدي إلى شلل تدريجي للعضلات التنفسية.
تقرير صادر عن المركز الأوروبي للسموم أوضح أن التعرض المزمن للشوكران ولو بكميات صغيرة يمكن أن يسبب مشكلات تناسلية واضطرابات هرمونية.
بحث أجرته جامعة واشنطن على الحيوانات أظهر أن نبات الشوكران يؤدي إلى تشوهات خلقية للأجنة عند تناول أوراقه أو ثمراته.
هل يمكن أن يتعرض الناس له يومياً
الكثير من الناس قد لا يعرفون أن هذا النبات سام وخطير، بل ربما يلمسونه أثناء تنظيف الأراضي أو جمع الأعشاب أو حتى الأطفال أثناء اللعب. تكمن الخطورة في التشابه الكبير بينه وبين نباتات صالحة للأكل مثل البقدونس أو الشبت، ما يجعل التعرض له سهلاً للغاية خاصة في البيئات الريفية.
علامات التعرض للتسمم
من الأعراض التي قد تظهر عند لمس أو استنشاق نبات الشوكران:
تهيج واحمرار في الجلد.
صداع شديد وإرهاق غير مبرر.
اضطرابات في التنفس أو تقلصات عضلية.
غثيان ودوار وشعور عام بضعف الطاقة.
طرق الوقاية والتعامل
1. التعرف على شكل النبات لتجنبه وعدم لمسه.
2. ارتداء قفازات واقية عند العمل في الحقول أو المناطق البرية.
3. غسل اليدين جيداً بعد أي نشاط زراعي أو بيئي في أماكن قد ينمو فيها الشوكران.
4. مراجعة الطبيب فوراً إذا ظهرت أعراض غير طبيعية بعد التعرض لأي نبات بري مجهول.
الطبيعة مليئة بالنباتات التي قد تحمل فوائد كبيرة للإنسان، لكنها أيضاً تضم نباتات قاتلة قد تدمر الصحة بصمت. ونبات الشوكران مثال واضح على ذلك، إذ يمكن أن يسبب العقم ويزيد مخاطر السرطان ويجعل الإنسان يشعر بفقدان طاقته من خلال تأثيره على الأعصاب والهرمونات. لذلك من الضروري نشر الوعي حول خطورة هذا النبات وغيره من الأعشاب السامة، حتى يتجنب الناس التعرض لها بشكل عفوي في حياتهم اليومية.