كوب واحد من هذا المشروب يريح الأعصاب ويحسن المزاج

التوتر والقلق من أكثر المشكلات الصحية والنفسية انتشاراً في العالم اليوم. ملايين البشر حول العالم يعانون من ضغوط العمل والحياة اليومية، الأمر الذي يؤدي إلى اضطرابات في النوم، انخفاض الطاقة، تقلبات في المزاج، وحتى ضعف في الجهاز المناعي. الدراسات الحديثة أكدت أن الحالة النفسية للإنسان ترتبط بشكل مباشر بصحته الجسدية، فالعقل والجسم يشكلان وحدة واحدة.
في خضم هذه التحديات، توجهت أنظار الباحثين إلى حلول طبيعية يمكن أن تخفف من حدة التوتر وتعيد للجسم توازنه الداخلي. ومن بين هذه الحلول برزت بعض المشروبات العشبية التي أثبتت فعاليتها عبر مئات الدراسات العلمية، وعلى رأسها مشروب البابونج الذي وصفه الأطباء منذ قرون بأنه “شراب الهدوء” و”مشروب الأعصاب”.
البابونج .. صديق الجهاز العصبي
البابونج نبات زهري عطري يحتوي على مركبات فعالة مثل الأبيجينين والفلافونويدات. هذه المركبات تعمل على تهدئة المستقبلات العصبية في الدماغ، وتزيد من نشاط الناقل العصبي المعروف باسم “GABA” وهو المسؤول عن تخفيف النشاط الزائد في الجهاز العصبي المركزي.
دراسة أجريت في جامعة بنسلفانيا على أكثر من 500 شخص يعانون من القلق المزمن أظهرت أن تناول شاي البابونج بانتظام لمدة 8 أسابيع ساعد على تقليل مستويات القلق بنسبة وصلت إلى 50% مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوه.
تحسين المزاج والنوم
التوتر المزمن يرتبط بشكل وثيق باضطرابات النوم. الأشخاص الذين يعانون من القلق غالباً ما يواجهون صعوبة في الاستغراق في النوم أو يستيقظون مراراً أثناء الليل. هنا يلعب مشروب البابونج دوراً مزدوجاً: فهو يساعد على استرخاء العضلات وتهدئة الدماغ مما يؤدي إلى نوم أعمق وأكثر راحة.
بحث نشر في مجلة الطب التكميلي والبديل أظهر أن كبار السن الذين شربوا كوباً من البابونج قبل النوم تحسنت لديهم نوعية النوم بشكل ملحوظ مقارنة بمجموعة أخرى تناولت مشروبات عادية.
فوائد تتجاوز الأعصاب
إلى جانب دوره في تهدئة التوتر وتحسين المزاج، يمتلك البابونج فوائد صحية واسعة:
يعزز صحة الجهاز الهضمي ويقلل من التقلصات المعوية.
يحتوي على مضادات أكسدة تحمي الجسم من الالتهابات والأمراض المزمنة.
يقوي المناعة ويقلل من مخاطر العدوى.
يساهم في تخفيف الصداع الخفيف الناتج عن الإرهاق العصبي.
مشروبات أخرى تدعم الهدوء النفسي
على الرغم من أن البابونج يتصدر قائمة المشروبات المهدئة، إلا أن هناك أعشاباً أخرى لها تأثير مماثل:
النعناع: يعمل على استرخاء العضلات ويخفف من آلام المعدة المرتبطة بالقلق.
الخزامى: يحتوي على زيوت عطرية تقلل من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
اليانسون: يساهم في تحسين المزاج ويعزز إنتاج السيروتونين المعروف بهرمون السعادة.
الشاي الأخضر: يحتوي على مادة الثيانين التي تزيد من هدوء الدماغ وتحسن التركيز.
العلم يؤكد .. والممارسة اليومية تثبت
ما يميز هذه المشروبات أنها لا تعتمد فقط على التراث الشعبي وإنما تدعمها أبحاث وتجارب علمية حديثة. الأطباء النفسيون وخبراء التغذية باتوا ينصحون بها كجزء من نمط حياة صحي متكامل يشمل التغذية السليمة، النشاط البدني، وتقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.
إذا كنت تشعر بضغط نفسي متكرر أو قلق مزمن، جرب أن تجعل كوب البابونج أو النعناع جزءاً من روتينك المسائي. اجلس في مكان هادئ، أطفئ الأجهزة الإلكترونية، واشرب ببطء. ستشعر بعد فترة وجيزة بأن عقلك بدأ يستعيد هدوءه وأن جسدك يتجاوب مع هذا الاسترخاء الطبيعي.