منوعات عامة

لا تتجاهل الرسائل.. 7 علامات تحذيرية يصرخ بها جسمك قبل الهجوم المفاجئ لمرض الس،كري، انتبه لها فوراً لتنجو بنفسك قبل فوات الأوان !!

في صمت قد يكون مخيفاً، ينشأ داخل أجسادنا تمرد خفي يسبق إعلان واحد من أخطر الأمراض المزمنة عصره. مرض السكري، خصوصاً النوع الثاني، لا يهجم كالسيف البتار في ليلة واحدة، بل يرسل مقدمات ورسائل تحذيرية قد تستمر لشهور أو حتى سنوات، تكون بمثابة صرخات استغاثة يطلقها الجسم محاولاً تنبيهك قبل أن يطويك المرض في مراحله المتقدمة. المشكلة أن كثيرين يتجاهلون هذه العلامات أو يفسرونها بطريقة خاطئة، إلى أن يأتي اليوم الذي تتحول فيه هذه التلميحات الخفيفة إلى واقع مرير تشخص فيه نسبة السكر في الدم بأرقام مخيفة. لكن المعرفة والقدرة على قراءة لغة الجسد قد تكون الفارق بين الحياة مع المرض والحياة بسببه.

العلامة الأولى والأكثر وضوحاً هي ذلك العطش الشديد الذي لا يرتوي، والشعور الدائم بجفاف في الفم حتى بعد شرب كميات كبيرة من الماء. هذا ليس عطشاً عادياً، بل هو نتيجة مباشرة لمحاولة الجسم التخلص من الجلوكوز الزائد في الدم عن طريق البول. الكليتان تعملان فوق طاقتهما لتصفية السكر، فتسحبان معه سوائل الجسم، مما يخلق حلقة مفرغة: شرب ماء، تبول، عطش، وهكذا. إذا وجدت نفسك تستيقظ ليلاً لشرب الماء أكثر من مرة، أو تحمل زجاجة الماء أينما ذهبت، فهذه ليست عادة حميدة بل قد تكون نداء استغاثة.

العلامة الثانية هي التبول المتكرر، خاصة في الليل. إذا أصبح ذهابك إلى الحمام أكثر من ثلاث مرات ليلاً، وإذا لاحظت أن كمية البول كبيرة ورائحته قد تكون مختلفة، فهذا ليس ضعفاً في المثانة كما قد تظن، بل هو محاولة الجسم اليائسة لطرد السكر الذي يسمم الدم. الجسم هنا يشبه منزلاً يحترق، والماء هو الوسيلة الوحيدة لمحاولة إطفاء النار.

العلامة الثالثة هي التعب والإرهاق غير المبرر. تشعر أنك منهك القوى حتى بعد نوم كامل، وأن طاقتك تنفد في منتصف النهار، وتحتاج إلى قيلولة لتعمل بضع ساعات أخرى. السبب هنا عميق: الخلايا جائعة. فالسكر موجود بكثرة في الدم، لكنه لا يستطيع الدخول إلى الخلايا بسبب مقاومة الإنسولين أو نقصه، فالخلايا تظل بلا وقود، والعضلات بلا طاقة، والدماغ في ضباب. إنه شبيه بوجود طعام وفير على مائدة لكنك لا تستطيع الوصول إليه لأن الباب مغلق.

العلامة الرابعة هي زغللة العينين وتشوش الرؤية فجأة. قد تظن أنك تحتاج إلى نظارة طبية جديدة، أو أنك أجهدت عينيك أمام الشاشات. لكن الحقيقة أن ارتفاع السكر في الدم يسحب السوائل من أنسجة الجسم بما فيها عدسة العين، مما يؤثر على قدرتها على التركيز. هذه العلامة خطيرة لأنها قد تكون مؤقتة وتتحسن عند ضبط السكر، لكن إهمالها قد يؤدي إلى أضرار دائمة في الشبكية.

العلامة الخامسة هي الجوع الشديد والمفاجئ حتى بعد تناول وجبة دسمة. تشعر برغبة ملحة في تناول الحلويات أو النشويات، وكأن جسمك يطالب بتعويض سريع. هذه الآلية معقدة: لأن الجلوكوز لا يدخل الخلايا، فإن الدماغ يتلقى إشارات خاطئة بأن الجسم في مجاعة، فيحفز مركز الجوع لطلب المزيد من الطعام، مما يزيد المشكلة تعقيداً.

العلامة السادسة هي بطء التئام الجروح والخدوش الصغيرة. جرح بسيط كان يشفى في أيام يبقى أسابيع، أو يظهر احمرار وتورم حوله. ارتفاع السكر في الدم يضعف جهاز المناعة ويضر بالأوعية الدموية الصغيرة، مما يقلل من تدفق الدم المحمل بالأكسجين والعناصر المغذية إلى منطقة الجرح، فيصبح الجسم عاجزاً عن إصلاح نفسه بالسرعة المعتادة.

العلامة السابعة هي تنميل أو وخز في الأطراف، خاصة في القدمين واليدين، أو الشعور بحرارة أو برودة غير طبيعية فيهما. هذا إنذار عصبي خطير، حيث أن ارتفاع السكر المزمن يبدأ بإتلاف الأعصاب الطرفية، وتبدأ هذه الأعراض كرسائل استغاثة من النهايات العصبية التي تختنق بسبب الالتهابات الدقيقة ونقص التروية الدموية.

هذه العلامات السبع قد تظهر مجتمعة أو متفرقة، وقد تختلف شدتها من شخص لآخر. لكن وجود اثنتين أو أكثر منها بشكل مستمر هو صفارة إنذار حمراء لا يجب تجاهلها. الخطوة الأهم بعد ملاحظة أي من هذه الأعراض هي عدم الانتظار ولا التكهن، بل التوجه إلى الطبيب وعمل تحليل دم بسيط لقياس السكر الصائم والسكر التراكمي. التشخيص المبكر هو الفرق بين حالة “ما قبل السكري” التي يمكن عكسها تماماً بتغيير نمط الحياة، وبين السكري الكامل الذي يحتاج إلى علاج دوائي مدى الحياة.

تذكر أن جسمك ليس عدواً لك، بل هو نظام إنذار مبكر متقن الصنع. صرخاته هذه هي محاولة أخيرة لتنقذ نفسك قبل أن تعلن حالة الطوارئ الكاملة. لا تقتل الرسول لأنك لا تحب الرسالة. الاستماع إلى هذه الإشارات قد ينقذك من مضاعفات لا تحمد عقباها: العمى، الفشل الكلوي، بتر الأطراف، الجلطات القلبية والدماغية. الصحة ليست غياب المرض فحسب، بل هي القدرة على سماع همسات الجسد قبل أن تتحول إلى صرخات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!