قلم وكتاب أبيض كبير.. على ماذا وقعت زوجة الشرع في تركيا؟!!

لطيفة الدروبي تُبهر العالم من أنطاليا: توقيع زوجة الشرع على مبادرة “صفر نفايات” يفتح أبواب التعاون الدولي لسوريا
في لحظة وُصفت بأنها تحمل الكثير من الرمزية السياسية والإنسانية، خطفت السيدة لطيفة الدروبي، عقيلة الرئيس السوري أحمد الشرع، الأضواء خلال مشاركتها في منتدى أنطاليا الدبلوماسي بتركيا، حيث وقّعت على “بيان النوايا الحسنة العالمي لمبادرة صفر نفايات”، إلى جانب السيدة أمينة أردوغان، قرينة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطوة وصفت بأنها “تاريخية” وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون السوري–التركي في المجال البيئي والإنساني.
حضور أنيق ورسالة رمزية
ظهرت السيدة الدروبي بقلم في يد وكتاب أبيض كبير أمامها، بينما التُقطت لها صور خلال لحظة التوقيع، أثارت اهتمام وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. الإطلالة الرسمية الراقية التي اختارتها زوجة الشرع عكست حضورًا دبلوماسيًا لافتًا، فاجأ المتابعين الذين علّقوا على هذا الظهور بأنه “يمثل وجهاً جديدًا لسوريا ما بعد الحرب”.
مبادرة أممية من أنقرة إلى دمشق
المبادرة التي وقّعت عليها لطيفة الدروبي، والمعروفة باسم “Zero Waste”، كانت قد أُطلقت رسميًا خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك عام 2023، بقيادة تركيا وبمشاركة عدد من الدول. وتهدف المبادرة إلى تعزيز الاستدامة البيئية، وتقليل النفايات، وتشجيع أنماط استهلاك أكثر وعيًا. وكانت أمينة أردوغان من أوائل من وقّع على المبادرة، والآن تُشاركها فيها سوريا للمرة الأولى عبر تمثيل رفيع المستوى.
لقاء بين السيدتين… من أجل النساء والأطفال
في كواليس المنتدى، عقدت السيدتان جلسة مغلقة ناقشتا فيها سُبل تعزيز التعاون في القضايا الاجتماعية والإنسانية، لاسيما تلك التي تمس النساء والأطفال في سوريا خلال مرحلة إعادة الإعمار. ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فقد أعربت أمينة أردوغان عن استعداد تركيا لدعم المبادرات النسوية والبيئية في سوريا، مشيدة بدور السيدة الدروبي في إعادة رسم صورة المرأة السورية في الخارج.
ردود فعل دولية وشعبية
التوقيع أثار موجة من التفاعل على منصات التواصل، بين من رأى فيه انفتاحًا سياسيًا محتملاً، ومن اعتبره خطوة ذكية نحو تحسين صورة سوريا أمام المجتمع الدولي. وسائل إعلام عربية ودولية سلطت الضوء على الحدث، واعتبرته خطوة رمزية تعكس الرغبة في استعادة سوريا لدورها في المحافل الدولية، لا سيما عبر قضايا غير خلافية كالمناخ وحماية البيئة.
هل هي بداية دبلوماسية ناعمة جديدة؟
الخطوة التي قامت بها لطيفة الدروبي تأتي ضمن ما يُعرف بـ”الدبلوماسية الناعمة”، حيث تلعب الشخصيات غير السياسية، مثل قرينات الزعماء، أدوارًا مهمة في فتح قنوات تواصل إنساني بعيدًا عن التوترات السياسية. ويرى مراقبون أن هذه المشاركة قد تكون بداية لتحولات في العلاقات السورية–التركية، وربما مقدمة لعودة العلاقات الثنائية إلى مسار أكثر استقرارًا، خاصة في ظل التحديات البيئية المشتركة التي تواجه المنطقة.
ختاماً
مابين قلم أبيض وكتاب يحمل توقيع الأمل، أرسلت السيدة الأولى في سوريا رسالة واضحة للعالم: أن سوريا الجديدة لا تكتفي بإعادة بناء ما دُمر، بل تسعى لأن تكون جزءًا من الحلول العالمية لقضايا المستقبل. فهل تكون هذه الخطوة بداية حقيقية لانخراط أوسع لسوريا في المشهد الدولي من بوابة المبادرات الإنسانية والبيئية؟