“كارثة نرتكبها كل ليلة بدون قصد”… ماذا يحدث لجسمك عند تشغيل المروحة والتكييف معًا؟… مفاجأة صادمة لم تكن تتخيلها… الأطباء يُحذرون بشدة !!

في ليالي الصيف الحارة، يبحث الكثير من الناس عن وسائل تبريد فعّالة تضمن نومًا هادئًا ومريحًا. وفي سبيل ذلك، يلجأ عدد كبير إلى تشغيل المروحة والتكييف معًا، ظنًّا منهم أن هذا يمنحهم الجو المثالي. لكن ما لا يعرفه معظمنا هو أن هذا التصرف البسيط قد يحمل مخاطر صحية حقيقية، وصادمة أحيانًا.
بحسب خبراء في طب النوم وأطباء مختصين في أمراض الجهاز التنفسي، فإن تشغيل المروحة مع التكييف في الوقت نفسه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في وظائف الجسم، بسبب التغير السريع والمفاجئ في درجات الحرارة وحركة الهواء المستمرة طوال الليل.
أولًا: جفاف شديد في الأغشية المخاطية
أوضح الدكتور كريم الخطيب، أخصائي الأمراض التنفسية، أن أحد أكبر المخاطر يكمن في جفاف الأنف والحلق والعينين، نتيجة تعرض الجسم لهواء بارد ومتحرك باستمرار. وأضاف:
“عندما يبقى الهواء البارد يتدفق مباشرة على الجسم لساعات، فإن الأغشية المخاطية تفقد رطوبتها، ما يجعل الشخص عرضة أكثر للالتهابات المتكررة.”
ثانيًا: تشنجات عضلية وآلام في المفاصل
الاستيقاظ مع آلام في الرقبة أو الكتف أو أسفل الظهر أصبح مألوفًا للكثيرين دون معرفة السبب الحقيقي. ولكن تبيّن أن التعرض للهواء البارد المباشر لفترات طويلة أثناء النوم يسبب تشنجات عضلية مؤلمة، خاصة في المناطق المكشوفة من الجسم.
وبحسب دراسة نُشرت في المجلة الأوروبية للصحة البيئية، فإن النوم في جو شديد البرودة مع وجود تيارات هواء متحركة، قد يؤدي إلى إجهاد العضلات وتيبسها في الصباح.
ثالثًا: صداع صباحي مزعج
العديد ممن يستخدمون التكييف والمروحة معًا يشكون من صداع متكرر في الصباح. ويعزو الأطباء ذلك إلى انخفاض مستويات الأوكسجين في الغرفة، وارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون بسبب عدم وجود تهوية كافية، إضافة إلى جفاف الجيوب الأنفية.
رابعًا: تأثيرات على الجهاز المناعي
من المفارقات أن ما نعتبره وسيلة للراحة قد يضعف دفاعات الجسم. فالتعرض المستمر لهواء بارد في الليل يؤدي إلى انخفاض مؤقت في كفاءة الجهاز المناعي، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، وحتى الحساسية المزمنة.
خامسًا: اضطرابات في النوم العميق
أظهرت أبحاث حديثة أن حركة الهواء المستمرة وضجيج المراوح مع تغير درجات الحرارة تؤثر سلبًا على دورة النوم، وتمنع الوصول إلى مراحل النوم العميق، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر والشعور بالإرهاق في اليوم التالي، حتى لو امتد النوم لساعات.
إذًا ما الحل؟ وكيف يمكن التبريد دون إيذاء الجسم؟
ينصح الأطباء باتباع النصائح التالية:
تشغيل التكييف فقط لخفض حرارة الغرفة، ثم إطفاؤه أو ضبطه على مؤقت.
استخدام المروحة في وضع الدوران بدلًا من توجيهها مباشرة نحو الجسم.
الحرص على تهوية الغرفة قبل النوم لتجديد الهواء وتقليل ثاني أوكسيد الكربون.
وضع وعاء ماء في الغرفة للحفاظ على رطوبة معتدلة.
تجنب ضبط التكييف على درجات حرارة منخفضة جدًا (أقل من 24 مئوية).
قد تبدو المروحة والتكييف معًا حلاً مثاليًا للهروب من الحر، لكن الحقيقة أنها عادة خطيرة على المدى الطويل، وتؤثر بشكل واضح على صحة الجسم، والنوم، والمناعة. ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، فإن الوعي بهذه المخاطر هو خط الدفاع الأول.