أقتراحات عامة

منطقة خليجية كاملة تُغرقها الرمال فجـ ـأة في وضح النهار!.. السكان يُجلون بالقوة وتحذيرات عاجلة من ظاهرة لم تحدث منذ قرون!

في قلب الصحراء، وعلى بعد كيلومترات من الطرق الرئيسية، تقف منازل مهجورة غمرتها الرمال حتى النوافذ، لتروي قصة قرى سكنها الناس ذات يوم، قبل أن تبتلعها الطبيعة بصمت مريب. قرى مهجورة في سلطنة عُمان والإمارات دفنتها الرمال كأنها لم تكن، تاركة وراءها تساؤلات لا تنتهي: ما الذي حدث؟ وهل كان السبب طبيعيًا أم هناك ما هو أغرب من الخيال؟

قرية وادي المر في عُمان.. منازل تصارع الزمن والرمال

في ولاية جعلان بني بو علي العُمانية، تقع قرية “وادي المر” التي تتميز بطراز معماري فريد، يشبه ما نجده في محافظات مرباط وظفار جنوب السلطنة، رغم بُعد المسافة الجغرافية عنها. الغريب أن منازل هذه القرية بدأت تندثر تدريجيًا تحت الرمال، وسط غياب التفسيرات الرسمية الدقيقة حول الأسباب.

لكن هذه الظاهرة ليست الوحيدة من نوعها في المنطقة…

على بُعد ٦٠٠ كم فقط.. قرية إماراتية تكرر نفس المصير!

في عمق صحراء الإمارات، وتحديدًا على بعد ٦٠ كيلومترًا فقط من دبي، تقع قرية “شعبية الغريفة”، والتي تُعرف إعلاميًا بـ”قرية المدام”. هذه القرية تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية بعد أن طمرتها الرمال تمامًا، وباتت أطلالها المزخرفة بالفسيفساء تستهوي عشّاق التصوير والمغامرة.

المدونة البريطانية “فانيسا بول”، التي كانت من أوائل من وثّقوا القرية عام ٢٠١٩، أكدت أن أصدقاءها عثروا عليها مصادفة خلال جولة برية، لتتحول القرية بعد ذلك إلى حديث الإنترنت ومحطّ أنظار الباحثين عن الغموض.

الأساطير تحضر بقوة.. “أم دويس” تختبئ خلف الكثبان؟

بعض روايات السكان المحليين ذهبت بعيدًا، حيث تحدثوا عن كائن أسطوري يُعرف باسم “أم دويس”، يُقال إنها جنّية تتربص بالرجال وتغريهم بعطرها قبل أن تنقضّ عليهم. هذه الحكايات التي توارثها بعض سكان القرية سابقًا، وعلى رأسهم “أم محمد”، تبقى جزءًا من الفولكلور الشعبي، لكنها تزيد الغموض حول ما جرى فعلاً.

روايات علمية أكثر واقعية.. وعواصف لا ترحم

من ناحية أخرى، تشير الروايات الرسمية إلى أن قرية المدام بُنيت في أواخر السبعينيات، لكن العواصف الرملية الشديدة وعدم توفر البنية التحتية كالكهرباء والمياه، دفعا السكان إلى مغادرتها تدريجيًا.

الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، أصدر توجيهات بنقل السكان إلى مناطق أفضل، بعد أن أصبحت المنطقة غير صالحة للسكن. ووفق شهادة “راشد خلفان الكتبي”، أحد سكان القرية السابقين، فإن أكثر من ١٢٠ شخصًا عاشوا هناك، وكانوا يعتمدون على تربية الماشية والعيش ببساطة، قبل أن يُجبرهم الواقع القاسي على الرحيل.

العمارة الشعبية والصراع مع الطبيعة

ياسر الششتاوي، أستاذ الهندسة المعمارية في جامعة كولومبيا، أشار إلى أن قرية المدام تمثل نموذجًا لما يُعرف بـ”البيت الشعبي”، لكنها افتقرت إلى مقومات البقاء في وجه رياح الصحراء العاتية، ما أدى لتخلي السكان عنها رغم طابعها الاجتماعي الأصيل.

خاتمة: هل ما زالت الرمال تُخفي المزيد؟

قصتا “وادي المر” و”المدام” ليستا سوى فصلين من حكايات كثيرة في الخليج العربي، حيث تتداخل الطبيعة الأسطورية مع الواقع القاسي للصحراء. ومع تصاعد الاهتمام بهذه القرى، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل هي ظواهر بيئية فقط؟ أم أن الرمال تُخفي خلفها أسرارًا أكبر مما نتصور؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!