الإسلام والصحة

حقيقة نهي النبي عن شرب الماء بعد العلاقة الزوجية!.. تصحيح شائعة خطيرة وتحذير طبي لم تكن تعرفه!

في عالم تزداد فيه سرعة انتشار المعلومة، تصبح الإشاعات أكثر خطورة، خاصة حين تمس الدين أو الصحة. واحدة من هذه الشائعات التي لاقت رواجاً كبيراً تقول إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نهى عن شرب الماء بعد العلاقة الزوجية. فهل حقاً ورد ذلك في السنّة؟ وما رأي الطب الحديث؟ إليك الحقيقة الكاملة بلغة مبسطة ومفيدة لكل قارئ.

ما صحة الحديث المنسوب إلى النبي؟

بعد البحث في كتب الحديث والسنة النبوية و”الطب النبوي” لابن القيم، يتضح أنه لا يوجد أي حديث صحيح أو حسن عن نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن شرب الماء بعد الجماع. ما تم تداوله مجرد إشاعة لا أصل لها، نُسبت خطأً إلى كتب التراث. بل إن ابن القيم تحدّث عن هدي النبي في الجماع من حيث الاعتدال وتحقيق أهداف سامية كحفظ النسل وتفريغ الشهوة وتحقيق الراحة النفسية، ولم يذكر أي تحذير متعلق بشرب الماء.

ماذا يقول الطب؟

من الناحية الطبية، العلاقة الحميمة تستهلك طاقة كبيرة وتُفقد الجسم كمية من السوائل عبر التعرّق وارتفاع حرارة الجسم. لذلك، شرب الماء بعد العلاقة الزوجية هو سلوك صحي ومفيد، ويساعد في:

تعويض السوائل المفقودة.

تخفيف الشعور بالإرهاق.

الوقاية من الصداع والجفاف.

وأشارت دراسة اسكتلندية إلى أن 40% من الأشخاص الذين لا يشربون الماء بعد العلاقة يصابون بصداع أو فتور عام. وهنا يتفق الطب الحديث مع الفطرة السليمة: الجسم يحتاج إلى الترطيب بعد المجهود، تمامًا كما بعد ممارسة الرياضة.

هل يؤثر الماء على فرص الحمل؟

لا. لم تُثبت أي دراسة علمية أن شرب الماء بعد العلاقة الزوجية يؤثر سلبًا على الخصوبة أو فرص الحمل. بالعكس، الماء ضروري لوظائف الجسم الحيوية، بما فيها الصحة الإنجابية:

لا يوجد أي دليل شرعي أو طبي يمنع شرب الماء بعد العلاقة الزوجية. بل على العكس، هو تصرّف صحي ومفيد ويُنصح به. فدع عنك الشائعات، وتمسّك بالعلم والدين الصحيح، وتذكّر أن تصحيح المعلومة قد ينقذ صحتك وعلاقاتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!