موجة برد قطبي غير مسبوقة تقترب!.. تحذيرات عالمية من تجمد مدن بأكملها!

تشهد إيران هذه الأيام واحدة من أعنف موجات البرد القطبي في تاريخها الحديث، ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات طارئة وغير مسبوقة، في محاولة للتخفيف من آثار الطقس القاسي الذي اجتاح البلاد فجأة.
إغلاق واسع للمدارس والمكاتب:
بحسب وسائل الإعلام الرسمية، قامت الحكومة الإيرانية يوم الأحد بإغلاق جميع المدارس والمكاتب في 10 محافظات على الأقل، وذلك بهدف توفير الطاقة، وسط ارتفاع استهلاك الكهرباء والغاز نتيجة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة.
وأشارت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “إرنا” إلى أن القرار جاء بعد أن شهدت البلاد، السبت، إغلاق المؤسسات في أكثر من 20 محافظة بسبب الظروف الجوية القاسية، مما عطل الحياة اليومية بشكل شبه كامل.
شمال إيران تحت الثلوج:
في النصف الشمالي من البلاد، تسبب الطقس الصقيعي في تجمد الطرقات وتعطيل حركة المرور، مع تسجيل تساقطات ثلجية كثيفة، خصوصًا في العاصمة طهران. فقد غطت طبقة من الثلوج الكثيفة المدينة، حيث سجلت بعض المناطق ما يصل إلى 30 سنتيمترًا من الثلج خلال ليلة واحدة فقط، ما أدى إلى توقف شبه كامل لحركة السير وامتلاء الأرصفة بالمارة الذين اضطروا إلى إزالة الثلوج بأنفسهم.
ورغم أن تساقط الثلوج في شهر فبراير أمر معتاد نسبيًا في طهران، إلا أن هذا الكم الكبير وغير المتوقع من الثلوج المصحوب بانخفاض شديد في درجات الحرارة أثار حالة من الذهول لدى السكان والسلطات على حد سواء.
تأثيرات واسعة وتحذيرات من السفر:
لم تتوقف آثار الموجة الباردة عند العاصمة فقط، بل شملت معظم أنحاء البلاد. فقد أفادت وكالة “إرنا” بأن الأحوال الجوية تسببت بتعطيل الطرق في 25 محافظة من أصل 31، مع تسجيل درجات حرارة دون الصفر في 19 محافظة على الأقل.
وأصدرت السلطات تحذيرات عاجلة للمواطنين بعدم السفر إلى المناطق المتضررة خلال الساعات القادمة، تفادياً لمخاطر الانزلاق أو الانقطاع على الطرق السريعة والممرات الجبلية.
أزمة طاقة متصاعدة:
مع تزايد الطلب على الطاقة بسبب التدفئة، شهدت البلاد أزمة خانقة دفعت الحكومة إلى إغلاق المرافق العامة وتقليل الاستهلاك في محاولة لتأمين حاجات السكان الأساسية، وهو إجراء غالباً ما تلجأ إليه إيران خلال موجات البرد الشديدة ونقص الوقود.
هل تتجه المنطقة نحو تجمد غير مسبوق؟
في ظل هذه الظروف، يخشى خبراء الأرصاد الجوية من أن تستمر موجة البرد القطبي لعدة أيام إضافية، ما قد يؤدي إلى تجمد مدن ومناطق كاملة إذا لم تتحسن الأحوال الجوية قريباً، وسط مخاوف من تداعيات اقتصادية ومعيشية خطيرة.
ويؤكد خبراء الطقس أن ما يحدث في إيران قد يكون إنذارًا مبكرًا لمنطقة الشرق الأوسط برمتها، مع احتمالية تعرض مناطق أخرى لموجات برد مفاجئة خلال الأسابيع المقبلة.
خلاصة المشهد:
تعيش إيران اليوم تحت وطأة موجة برد قطبية شرسة، أغلقت المدارس والمكاتب، وشلت حركة السير، وجمدت الحياة اليومية، بينما تترقب السلطات والمواطنون على حد سواء ما ستحمله الساعات القادمة من تطورات في ظل استمرار تدني درجات الحرارة.
المصدر: فرانس24 / وكالة إرنا / أ ف ب